بعد دخول “النصرة” عفرين.. هل حلّت “وتد” للمحروقات نفسها حقاً في إدلب؟

إدلب ـ نورث برس

لم يتمكن نزار الهاشم (40 عاماً) وهو صاحب أرض زراعية بريف إدلب الغربي، من حصاد موسم الزيتون وذلك لعدم تمكنه رفقة عماله من الذهاب لأرضه لغياب المحروقات في السوق.

ويشير إلى أن افتقار المنطقة للمحروقات يعني شللاً تاماً في جميع جوانب الحياة، ويضيف لنورث برس: “لا زلنا ننتظر وصول المحروقات التي لم نرها حتى الآن رغم الادعاءات بوصول عشرات الصهاريج منها”.

وتعتمد مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في عمومها على المحروقات التي يتم توريدها من “الجانب التركي تحت مسمى مستورد”، وأيضا من مناطق في شمال شرقي سوريا عبر شركة أمداد التابعة للجيش الوطني ضمن تصنيف “مكرر، محسن”.

وجميع هذه الأنواع الى جانب الغاز المنزلي، لم تدخل مناطق إدلب منذ دخول هيئة تحرير الشام، مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، في السابع عشر من الشهر الماضي، إذ توقفت بوابة باب الهوى عن إدخال المحروقات نحو مدينة إدلب وريفها.

وخلق ذلك أزمة محروقات تعاظمت إلى أن بلغت مستوى خلو محطات الوقود منها، الأمر الذي انعكس سلباً على سير قطاعات العمل.

وشهدت مناطق سيطرة “تحرير الشام”، الأحد الفائت، انقطاعاً لمادتي البنزين والغاز المنزلي بشكلٍ شبه كامل وارتفاعاً كبيراً في أسعارها، بعد إغلاق شركة “وتد للبترول” في المنطقة.

أسباب الإغلاق

وتضاربت الأنباء حول سبب حلِّ شركة “وتد” للمحروقات المملوكة لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) سابقاً، نفسها، بين ما أعلنته الشركة من أسباب، ومن يشكك في الأمر.

ونهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أعلنت شركة “وتد”، العاملة في إدلب، حلَّ نفسها تحت ضغط تركي وامتثالاً لأهداف هيئة تحرير الشام المتمثلة بـ”الهروب من موقع اتهامات الشارع بالسرقة والاحتكار”.

ولكن، ماهر حوا الملقب بـ”أبو صبري”، وهو إداري في مكتب العلاقات بشركة “وتد”، كان له رأي آخر بما أعلنته الشركة.

إذ قال “حوا”، في حديث لنورث برس، إن حل شركة “وتد”، مفهوم “مبالغ فيه”.

وأشار إلى أن حقيقة الأمر، هي “مجرد عملية تبديل للأسماء ولهيكلية الشركة، بما يحقق الأهداف التركية وغايات الهيئة مع استمرار العمل بذات الوتيرة، بعيداً عن تأثيرات التصنيف الإرهابي الذي تعيش الهيئة تحته”.

وأضاف: “تم حلُّ وتد وتشكيلها ضمن 6 شركات متخصصة هي: (الشركة العربية، شركة السلام، شركة الرحمة، شركة طيبة، شركة الاتحاد، شركة العالمية)، حيث تتولى تلك الشركات توريد المحروقات والغاز إلى المناطق الخاضعة لإدارة الهيئة”.

وأوضح أن هذا القرار “جاء مع دخول هيئة تحرير الشام إلى عفرين والضغوط الدولية التي اتهمت تركيا بدعم تنظيم القاعدة المتمثل بالهيئة في محافظة إدلب عبر شركة وتد”.

ودفعت هذه الضغوط الجانب التركي لعقد اجتماعين في معبر باب الهوى مع وزير الاقتصاد ومسؤولي المديرية العامة للمشتقات النفطية ومسؤولين آخرين في حكومة الإنقاذ الجناح المدني للهيئة”.

شركات متنافسة

وبموجب الاجتماعين، أجبر الجانب التركي الهيئة على حل “وتد” اسمياً وتحويلها إلى صورة شركات متنافسة، “بغية إبعاد بوصلة التهمة عنها من جهة ولكف غضب الشارع  عن اتهام الهيئة وحكومتها بالفساد والسرقة واختلاق أزمة المحروقات لتحقيق مكاسب مالية وسياسية”، بحسب “حوا”.

وحول علاقة الجانب التركي بالموضوع، اكتفى أحد مسؤولي المديرية العامة للمشتقات النفطية في تحرير الشام، بالقول إن هذا الشأن “متعلق بإدارة المنطقة اقتصادياً وسياسياً، ولا شأن لنا بهذا الحديث حالياً”.

وحمل الشارع في إدلب الهيئة مسؤولية أزمة المحروقات التي تضرب المنطقة بصورة غير مسبوقة، بحسب ما ذكر الإداري في مكتب العلاقات بـ”وتد”.

وشدد على اتهام السكان لتحرير الشام، بـ”استغلال هذه الأزمات المفتعلة، لتحقيق مكاسب مالية من جيوب السكان والتجار ومكاسب سياسية تظهر وحشية الجيش الوطني لاسيما الفيلق الثالث في قطع المحروقات القادمة من مناطق شمال شرقي سوريا عن المنطقة”.

وتعقيباً على مجريات الواقع في إدلب، يقول علاء سمور (28 عاماً) وهو أحد الشركاء في محطة طيبة للمحروقات شمال إدلب، “لا يهمنا إن تم حل وتد أو تم تشكيل 6 شركات تدَّعي الخصوصية”.

ويضيف لنورث برس: “ما يهمنا أن تقف حكومة الجولاني عند مسؤولياتها وتعمل على تأمين المخزون الكافي من المحروقات للمنطقة لاسيما مع قدوم فصل الشتاء”.

ويشير إلى أن محطة “طيبة” كغيرها من المحطات في إدلب، “لا تحتوي منذ أيام على أي محروقات باستثناء المازوت المستورد، لامتلاكنا مخزوناً لا بأس به منه”.

إعداد: هاني سالم ـ تحرير: قيس العبدالله