افتتاح صيدلية زراعية مركزية في كوباني للاستغناء عن المنتجات الصينية والتركية “المغشوشة”

كوباني/عين العرب-فتاح عيسى-جهاد نبو-NPA
افتتحت لجنة الاقتصاد في مقاطعة كوباني قبل أيام، صيدلية زراعية مركزية ،بهدف استغناء المزارعين عن المنتجات الصينية والتركية "المغشوشة" أو المنتهية الصلاحية والمنتشرة في المدينة  حسب ما أفاد الناطق باسم لجنة الاقتصاد في مقاطعة كوباني خليل شيخ مسلم لـ"نورث برس".
وقال مسلم إن اللجنة وقعت عقدين مع وكلاء شركة فابكو الأردنية وشركة بيمكو السورية الخاصتين بإنتاج المواد الصيدلية الزراعية.
وتحتوي الصيدلية الزراعية المركزية على مبيدات حشرية وفطرية وعشبية إضافة لبذور الخضروات والأسمدة  ومخصبات ورقية ومرشات، وكافة احتياجات المزارعين والفلاحين، كما ستعمل الصيدلية على تأمين مستلزمات تربية النحل مستقبلاً.
وأوضح شيخ مسلم أن الصيدلية ستقوم ببيع المنتجات والمبيدات بالجملة لأصحاب لصيدليات الزراعية الخاصة، وبالمفرق للمزارعين والفلاحين، مشيراً إلى أن "الارتفاع البسيط في أسعار المبيدات مقارنة مع ما هو موجود في السوق هو بسبب ضمان وكفالة المنتج الذي سيعود بالفائدة على المزارعين بشكل عام" حسب قوله.
وقامت اللجنة الاقتصادية في المقاطعة بشراء منتجات ومبيدات بسعر مئة ألف دولار حالياً وسيتم إضافة منتجات أخرى على أن يتم الافتتاح الرسمي خلال الأيام القادمة.
عمل الصيدلية
بدوره أوضح المهندس الزراعي محمد بهاء الدين اسماعيل صاحب إحدى الصيدليات الزراعية الخاصة في كوباني، أن "فكرة الصيدلية المركزية بدأت في مدينة منبج ثم مدينة تل أبيض وحالياً في كوباني"، مشيراً إلى أنه "لم يحن الوقت للحكم على طبيعة عمل هذه الصيدلية ومدى نجاحها وتأثيرها على أصحاب الصيدليات الخاصة".
وأضاف اسماعيل أن "المبيدات الزراعية النظامية للشركات المرخصة أسعارها بشكل عام مرتفعة، وهناك فروق واسعة بين أسعار المنتجات والمبيدات الموجودة في السوق والتي تعود لشركات صينية وهندية وتركية وبين المنتجات والمبيدات التي تأتي بشكل نظامي عبر وزارة الزراعة السورية أو المختومة من قبل نقابة المهندسين الزراعين".
وأكد اسماعيل أن "فعالية المبيدات والمنتجات المرخصة هي أفضل، لكن المزارعين يبحثون أحياناً عن المنتجات الرخيصة في ظل الوضع المادي المتردي لديهم"، معللاً ذلك بأن المزارعين لا يمتلكون مزارع نظامية لها إدارة خاصة بها لتستطيع استخدام تقنيات جيدة في الزراعة من حيث المبيدات والمعدات الزراعية.
وتعمل لجنة الاقتصاد في مقاطعة كوباني على إصدار قرار بمنع بعض المنتجات الصينية من الدخول إلى إقليم الفرات بسبب عدم فعاليتها.
الجودة والسعر
وأشار المهندس الزراعي إلى أن "الصيدليات الخاصة أيضاً لديها منتجات جيدة وأخرى متوسطة من حيث الجودة، وتختلف أسعارها بحسب الجودة، ويبقى الخيار لدى المزارع لشراء ما يناسبه"، موضحاً أن المبيد الفطري الصيني "توبسين" الموجود في السوق سعر نصف كيلو منه بـ /4/ دولارات، بينما المنتج المرخص من وزارة الزراعة التابعة للحكومة السورية، وهو منتج ياباني سعره /14/ دولار.
وحول تأثير الصيدلية المركزية على عمل الصيدليات الخاصة، أكد اسماعيل أن "هامش الربح لدى الصيدلية المركزية بسيط مقارنة مع أسعار المنتجات القادمة من الشركات الموجودة في السوق السورية"، مشيراً إلى أن الفرق بين أسعار الجملة والمفرق هو الذي سيوضح مدى تأثير عمل الصيدلية المركزية على الصيدليات الخاصة.
وأضاف اسماعيل أن المنافسة بين الصيدلية المركزية والصيدلية الخاصة موجودة، كما يوجد هناك منافسة بين الصيدليات الخاصة من حيث نوعية وأسعار المنتجات والمبيدات لديها، لافتاً إلى وجود المرونة في القطاع الخاص أكثر من القطاع العام، فالصيدلية الخاصة يمكن لها أن تستبدل منتجاتها مباشرة مع التجار والمزارعين، على عكس القطاع العام الذي لديه ضوابط وسجلات وروتين تقيدها.
التجربة
من جهته أوضح المزارع نوري خليل /68/ عاما من قرية ديهابان، أن " التجربة ستثبت مدى فعالية منتجات ومبيدات الصيدلية المركزية"، ففي حال استفاد المزارعون وتحسنت زراعتهم وقضت على المبيدات فإن المزارعون سيعتمدون عليها حتى لو كان السعر مرتفع قليلاً، لافتاً إلى أن الأمر يحتاج للوقت ليتم إثباته.
وأضاف خليل أن "الخسارة الأكبر يتحملها المزارعون في حال لم تنجح زراعتهم بسبب المبيدات، وخاصة أن أغلب المزارعين أميين ولا يعرفون نوعية ومدى جودة المبيدات الزراعية التي يبتاعونها في الصيدليات الخاصة".