معيشة مأساوية وغياب المساعدة يطلق صرخة عائلةٍ من الشدادي لمعالجة ابنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة

الشدادي – باسم شويخ – NPA
تعاني عائلة علي السلطان الذي يبلغ عمره أكثر من /70/ عاماً من ظروفٍ إنسانيةٍ صعبةٍ، فإضافةً لعدم وجود أي مصدر دخلٍ لهم، وعدم قدرة الأب السبعيني على العمل، تعاني العائلة من عدم القدرة على تأمين المتطلبات اللازمة لابنها المصاب بشللٍ دماغيٍ وإعاقةٍ كاملةٍ في جسده.
عائلة السلطان القاطنة في مدينة الشدادي، الواقعة على بعد نحو /60/ كم إلى الجنوب من مدينة الحسكة، شمال شرقي سوريا، تتألف حالياً من الأب علي السلطان، وابنه أحمد البالغ من العمر /25/ عاماً وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وابنته خديجة التي كرَّست نفسها لخدمة شقيقها المصاب بشللٍ دماغيٍ.

غياب الدعم وارتفاع التكاليف
في ظل غيابٍ تامٍ للمنظمات الإنسانية في المدينة، وعدم وجود مشافي متخصصة، وارتفاع تكاليف العلاج خارج المدينة، يتحمل الأب علي السلطان، أعباء علاج ابنه الذي يتردى وضعه الصحي يوماً بعد الآخر أمام ناظريه، وفقاً لما قاله لـ"نورث برس".
ولم تمنع أعباء الحياة الإضافية هذه، باقي أعباء المنزل من أن تثقل كاهل العائلة الفقيرة، في ظل ما وصفته الابنة خديجة لـ"نورث برس"، بـ "غياب أيّ معيلٍ لهم، بعد مغادرة الأبناء الثلاثة للمنزل وعيشهم في منازلهم الخاصة بعد زواجهم".
ويضيف علي سلطان لـ"نورث برس" متحدّثاً حول اضطراره في كثيرٍ من الأحيان، "لطلب المساعدة من الآخرين،" نظراً لما أكّده بـ"عدم قدرته على تحمل تكاليف البيت، إضافةً إلى التكاليف الخاصة بابنه المصاب".
وبينما يترقب مساعدة منظمةٍ إنسانيةٍ أو جهةٍ أخرى لانتشالهم من حالة الفقر المدقع التي يعيشونها، تقول ابنته خديجة البالغة من العمر /36/ عاماً أنّها "وهبت نفسها لخدمة شقيقها الذي يعاني من إعاقةٍ دائمةٍ، لعدم وجود أي شخصٍ آخر سواها".
وتستذكر خديجة والدتها التي قُتلت في قصفٍ جويٍ على ريف الحسكة الجنوبي، موضحةً في حديثها بأنّ شقيقها "كان مصاباً بشللٍ دماغيٍ منذ الولادة، ولكنه كان قادراً على الحركة قليلاً، وكان يتحدّث إليهم ويزحف على يديه، ويستطيع أن يخدم نفسه نسبياً".
وتردف بأن قصف طيران التحالف الدولي لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أصاب منزلهم اثناء المعارك ضدّ التنظيم، وأصيب شقيقها بعدة شظايا أفقدته الحركة نهائياً.

مواجهة الظروف
خديجة أكّدت أنّ العائلة عرضت شقيقها على عددٍ من الأطباء لمعالجته، مبيّنةً أنّ بعض الأطباء منحوهم أملاً بالمعالجة، لكن ذلك "يحتاج لتكاليف مادية كبيرة، وهم لا يملكون تلك الأموال اللازمة حالياً، كما أنّه يحتاج لوقتٍ طويلٍ".
خديجة تعتبر نفسها "الأم والأخت ومدبِّرة المنزل"، وفيما تواصل الاعتناء بشقيقها، تترقب إقبال أيةٍ من المنظمات الإنسانية أو الجهات الرسمية لتقديم العون في محنتهم.
وتطالب في الوقت ذاته بتأمين عملٍ لها من إحدى الجهات الرسمية أو الإنسانية بهدف كفاية نفسها وعائلتها شر الطلب ومذلَّته.