من أحياء القامشلي إلى عتبة سانتياغو برنابيو.. طفل سوري ينضم لنادي ريال مدريد

القامشلي – نورث برس

ينتظر أكرم خلف، أحد سكان القامشلي، على أحرَّ من الجمر، نتائج الاختبارات النّهائية لابنه، للانضمام لنادي ريال مدريد الإسباني.

الطفل محمود خلف, من مواليد مدينة  القامشلي 17 / 4 / 2009 في حي جمعاية شرقي المدينة, نجح بالوصول إلى الاختبارات النهائية للانضمام لنادي ريال مدريد الإسباني بعد تجاوزه اختبارات الأخير في مدينة كولون الألمانية.

عائلة محمود, كغيرها من العائلات السورية التي غادرت البلاد بسبب الأوضاع الأمنية وبحثاً عن مستقبل أفضل وحياة كريمة.

يقول أكرم خلف وهو والد الطفل محمود، لنورث برس، منذ صغره كنت ألاحظ شغفه بكرة القدم، عشقه لهذه اللعبة كان بدعم من عمه.

ولكن مع بداية الأحداث في سوريا، وتأثيرها على شمال شرقي سوريا وخاصة في ظل تواجد التنظيمات المتشددة حينها، إضافة للصراعات العسكرية، “أيقنت أنه يجب الرحيل إلى المجهول والبحث عن حياة أخرى” يقول والد الطفل.

رحلة الوصول الى برلين

بدأت رحلة عام 2018 ببداية الدخول الى اقليم كردستان العراق وثم تركيا ومنها “أبحرنا بالباخرة إلى إيطاليا وثم إلى مدينة هانوفر في ألمانيا”.  

ويتابع: “عند دخولنا الأراضي الألمانية, بدأ تفشي فيروس كورونا الذي أوقف الحياة في جميع ألمانيا”.

وبعد تأمين سكن لعائلته، أول ما خطر في بال الأب هو انضمام ابنه لأحد الفرق، حتى يستمر الطفل في موهبته التي يحلم من خلالها بالوصول إلى لقب أفضل لاعب كرة قدم.

بداية الحلم

اختار الأب لابنه فريق “فيا ديبسش”، “اهتموا بولدي، ولكن في كل مرة يخبرني المدرب بأن محمود يجب أن يذهب إلى نادٍ أعلى. فكان ذلك”.

انتقل محمود إلى نادي أرمينيا المعروف في مدينة هانوفر، وبعدها أدرج اسمه في اختبارات نادي ريال مدريد في ألمانيا.

أول اختبار لمحمود، كان في مدينة كولن، ثم في مدينة ساتريك، وهي قريبة من هانوفر، ليتجمع 53 لاعباً تم اختيار محمود وطفل آخر ألماني، للاختبار.

يقول الأب: “بعد فترة راسلونا عن طريق الإيميل، وأخبرونا أن محمود تم اختياره للذهاب إلى ريال مدريد في إسبانيا”.

ورغم الفرحة الكبيرة التي عمّت عائلة الطفل، إلا أن هناك ما نغصها عليهم، وهو أن محمود لا يملك جواز سفر، وعائلته لا تملك سوى إقامة حماية وليس لجوء.

وبهذا النوع من الإقامة لا تسطيع العائلة السفر إلا ضمن ألمانيا فقط. يقول الأب: “هنا قامت منظمات حقوقية في الدفاع عن ولدي، وعشنا حالة من الخوف من ضياع هذه الفرصة”.

ويضيف: “لكن الحمد لله تم تسوية الأمر, والآن هو في إسبانيا داخل معسكر ريال مدريد”.

وفي جامعة هانوفر، وكتكريم للطفل، قامت الجامعة بتألف كتاب عن قصة حياة محمود ورحلة الوصول.

ويعرب الأب عن أمله في أن يرى ابنه وهو يلعب مع المنتخب الألماني، “وهذا هو أمل مدربيه أيضاً”.

إعداد: محمد الأومري- تحرير: قيس العبدالله