متى سيتم تنفيذ القرار الأممي 2254 في سوريا؟

غرفة الأخبار ـ نورث برس

سبع سنوات مضت على إصداره، إلا أن تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 2254 في سوريا، لم يطبق على أرض الواقع، حيث أن الاختلافات السياسية بين القوى المتصارعة لا تزال عائقاً أمام تنفيذه.

وفي الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر 2015، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبالإجماع، القرار رقم 2254، والمتعلق بوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية للوضع في سوريا.

بنود القرار

ويطالب القرار جميع الأطراف التوقف فوراً عن شن أي هجمات ضد أهداف مدنية، ويحث جميع الدول الأعضاء على دعم الجهود المبذولة لتحقيق وقف إطلاق النار وطالب الأمم المتحدة، حينها، أن تجمع بين الطرفين للدخول في مفاوضات رسمية في أوائل كانون الثاني/ يناير 2016.

كما يتم استثناء مجموعات تعتبر “إرهابية”، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وهيئة تحرير الشام، (جبهة النصرة) سابقاً. وأكد القرار حينها على أنه سوف تستمر الأعمال الهجومية والدفاعية ضد هذه المجموعات. وسيتم إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار.

ومن بنوده أيضاً، إجراء انتخابات حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، في غضون 18 شهراً. وسيتم التحول السياسي بقيادة سورية.

وبني القرار 2254 على المبادئ التي نصت عليها وثيقة “جنيف 1″، التي أعلن عنها البيان الختامي الصادر عن اجتماع “مجموعة العمل من أجل سوريا” في 30 من حزيران/ يونيو 2012، حيث يشكل القرار الأممي المرجعية المُتفق عليها وإطار العمل الناظم لعملية التفاوض الحالية.

ووثيقة “جنيف 1” تتضمن انتقالاً سياسياً بقيادة سورية وفي ظل عملية يمتلك السوريون زمامها من أجل إنهاء النزاع في سورية، ويشدد على أن الشعب السوري هو من سيقرر مستقبل سوريا.

لكن ورغم مضي سبع سنوات على إصدار القرار، إلا أن الأمم المتحدة ومبعوثيها إلى سوريا، (ستيفان ديمستورا ـ غير بيدرسن)، لم تكفل تنفيذ مسار واضح يوصل طرفي النزاع إلى حل سياسي شامل في سوريا.

هدف بعيد التطبيق

وقبل أيام، عبّر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن، عن أسفه بسبب البعد عن هدف تطبيق القرار 2254 الخاص بسوريا، وعزا ذلك إلى حقائق دبلوماسيّة وأرضيّة صعبة تجعل التقدم نحو حل شامل صعب.

وخلال جلسة لمجلس الأمن حول تنفيذ القرارات الدوليّة العديدة بخصوص سوريا، جرت في هذا الشهر، أشار بيدرسن إلى انخراطه مع منظمات المجتمع المدني والهيئات النسائيّة السوريّة، ليقر بأمر مأساوي يتمثل في “أنّ العمليّة السياسيّة لم تحقق حتى الآن شيئاً للشعب السوري”.

وقال: “إنّه حتى مع الجمود الاستراتيجي، لا يزال النزاع نشطاً للغاية في كل أنحاء سوريا”.

كما تطرق المبعوث الأممي إلى التحديات الاقتصاديّة والمعاناة الإنسانيّة الناجمة عنها، وقال: “الليرة السوريّة خسرت قدراً هائلاً من قيمتها في الأسابيع الأخيرة بالتزامن مع قفزة في أسعار الغذاء والوقود”.

وحذّر من أنّ الأمر “سيزداد سوءاً” هذا الشتاء بالنسبة للغالبية العظمى من السوريين. وحض أعضاء مجلس الأمن على “ضمان زيادة الوصول الإنساني غير المقيد إلى جميع المحتاجين في كل أنحاء سوريا، عبر أكثر الطرق مباشرة، بما في ذلك الوصول عبر الحدود وعبر الجبهات”.

وشدد على أنه “يدفع جميع أصحاب المصلحة للمشاركة في تدابير بناء الثقة عبر مقاربة (خطوة بخطوة) للمساعدة في دفع القرار 2254”.

وفي كلمة لها في الاجتماع الأممي الأخير حول سوريا، شددت الولايات المتحدة على دعمها بشكل كامل لجهود المبعوث الخاص بيدرسن الرامية إلى إحياء اللجنة الدستورية واتخاذ خطوات أخرى لتحقيق أهداف قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وأشارت إلى أنه “من الضروري أن يتخذ نظام الأسد إجراءات هادفة لإثبات التزامه بالعملية السياسية، وقد يتمثل أحد هذه الإجراءات بتقديم معلومات حول ما يقرب من 130 ألف سوري مختف أو محتجز تعسفياً”.

“لم ينجح”

وفي لقاء جمعه مع وزير الخارجية في الحكومة السورية، في السابع عشر من هذا الشهر، تحدث بيدرسن، عن قرار 2254.

وقال بيدرسن، في تصريحات للصحافيين عقب لقائه المقداد في دمشق، ورداً على سؤال عما إذا كان القرار 2254 لا يزال صالحاً للعمل في ظلّ المتغيرات واستعادة الحكومة السورية السيطرة على “مساحات كبيرة” في البلاد، “أعتقد أن هذا سؤال مهم للغاية، وأعتقد أننا بحاجة إلى أن نكون صادقين ونقول، لا، لم ينجح الأمر حتى الآن”.

وأضاف المبعوث الأممي، حينها، أنّه “نحتاج إلى التقدم ببطء، ونتقدم لتنفيذ النقاط المختلفة لقرار مجلس الأمن ذاك”، مشيراً إلى أنّ “كل الأطراف لاتزال تعلن التزامها بتطبيق هذا القرار”.

ولفت بيدرسن إلى أنّ “وضع السوريين داخل وخارج سوريا يستمر بشكل صعب للغاية”.

وأضاف أنّه “منذ آذار/مارس 2020، تمّ وقف إطلاق النار، والجبهات لا تتبدل، ولكن إلى الآن لايزال يسقط ضحايا مدنيين”.

واعتبر بيدرسن، أن “الخبر السار هو أن جميع الأطراف ما زالت تقول إنها ملتزمة بهذا القرار”.

ولكن بيدرسن تساءل حول “ما إذا كان يمكن للجميع البدء في إعادة بناء القليل من الثقة من أجل المضي قدماً؟”.

إعداد وتحرير: قيس العبدالله