ميشال عون يغادر الرئاسة اللبنانية ويترك فراغاً دستورياً بعد انتهاء ولايته
دمشق – نورث برس
غادر الرئيس اللبناني ميشال عون بعد انتهاء ولايته، الأحد، قصر بعبدا (الرئاسي)، ليدخل البلد في فراغ رئاسي في ظل سلسلة أزمات سياسية واقتصادية تعصف به منذ سنوات.
وبدأت حشود كبيرة من أنصار عون بالتوافد إلى محيط القصر الجمهوري في بعبدا وسط تعزيزات أمنية مكثفة، تمهيداً لمشاركة شعبية واسعة لتوديع الرئيس المنتهي ولايته اليوم.
وغادر عون منصبه في مراسيم وداع عسكرية أدتها كتيبة من الحرس الجمهوري على أنغام النشيد الوطني اللبناني، أعقبها خطاب له أمام الجماهير المحتشدة وهم يرتدون اللون البرتقالي المرتبط بحزبه التيار الوطني الحر.
وقبل مغادرته أعلن عون أنه وقّع مرسوم استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي.
وأضاف في خطابه أن جميع مؤسسات الدولة أصبحت بلا قيمة.
ويرى عون ورئيس تياره الوطني الحر جبران باسيل، أن حكومة تصريف الأعمال بقيادة نجيب ميقاتي غير مؤهلة لقيادة الحكومة.
بينما يعتقد ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أن حكومة التصريف الحالية تستطيع القيام بدورها في فترة الفراغ الرئاسي الى حين انتخاب رئيس جديد.
بمغادرة عون، يدخل لبنان في مرحلة الفراغ الرئاسي بالفعل في ظل عدم قدرة مجلس النواب (البرلمان) المنقسم على انتخاب رئيس جمهورية جديد وبالتالي تشكيل حكومة جديدة.
والبرلمان الذي يتمتع بسلطة تشريع القوانين وتعيين رؤساء وزراء جدد وإعطاء الضوء الأخضر لتشكيلات الحكومة، لم يتفق حتى الآن على من يخلف عون في هذا المنصب الرئاسي.
ويحكم لبنان حالياً حكومة انتقالية، حيث يحاول رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي منذ ستة أشهر، تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات.
وأخلى عون الرئيس المسيحي البالغ من العمر 89 عاماً ولايته الرئاسية بعد سنوات شهدت الانهيار المالي الكارثي في لبنان والانفجار في مرفأ بيروت، فضلاً عن قضية اللاجئين السوريين وملفات أخرى أثارت جدلأً في البلاد وعلى مستوى أممي.
وفي أسبوعه الأخير في القصر، وقع عون اتفاقاً بوساطة أميركية لترسيم الحدود البحرية الجنوبية للبنان مع إسرائيل.
وكان عون قد وصل إلى منصب الرئاسية عام 2016، بتأييد من حزب الله والسياسي المسيحي الماروني المنافس سمير جعجع في توافق سياسي أعاد سعد الحريري كرئيس للوزراء.
وكان عون قد عاد إلى بيروت بعد 15 عاماً في المنفى، عندما انسحبت القوات السورية تحت الضغط الدولي بعد اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري عام 2005.