طفل سوري في أربيل يكبر بمرضه بحثاً عن علاج

أربيل- نورث برس

 في كل مرة يشاهدُ أطفالاً في سنه يرتادون المدرسة أو يلعبون في ساحات المخيم، يبدأ بالبكاء لعدم تمكنه من الانضمام إليهم، فتسارع والدته أو خالته للتخفيف عنه بالمزاح معه أو إعطائه الهاتف ليشغل به نفسه بالألعاب.

عبر كلمات ينطقها بصعوبة بالغة، يطلب عبد الله من والدته احتياجاته اليومية من طعام وشراب والذهاب إلى الحمام والتواليت وغيرها من الأمور، إذ لا تسعفه حالته الصحية القيام بها بنفسه.

يعيش عبد الله شريف (12 عاماً)، مع عائلته في مخيم “كوره كوسك” للاجئين السوريين في أربيل منذ نحو خمس سنوات، كان قد أصيب بشلل دماغي عندما كان في الخامسة من عمره، فأضحى عاجزاً عن الحركة، حبيس المنزل يراقب الأطفال من بعيد وهم يلعبون.

تقول والدته مريم إسماعيل، إنه قبل عامين كان يمشي مستنداً إلى الحائط لكنه الآن لا يستطيع المشي أبداً، كما أنه ينطق الحروف والكلمات بصعوبة، “كل يوم تزداد حالته سوءاً ولا أستطيع أن أفعل له شيئاً”.

تشير الأم إلى أن أطباء شخصوا حالته أخبروها بأن علاجه غير متوفر في إقليم كردستان العراق، وأنه يجب تلقي علاجه في الخارج، لكن ضعف الإمكانات المالية للعائلة يحول دون سفره.

يحلم الطفل أن يمشي مجدداً ويسأل والدته يومياً: “متى سأعود للمشي واللعب مع الأطفال؟”، تعجز الأم عن الإجابة على سؤاله وخاصة أن كل العلاجات الفيزيائية التي خضع لها كانت بلا فائدة.

تضيف الأم: “أتمنى أن يعود طفلي للحياة، أن تنظر المنظمات الدولية بحالنا وتساعدنا على إرساله للخارج لتلقي العلاج”.

في ذات المنزل، لا يتمكن الأب الذي يعاني آلاماً في الظهر، من مساعدة زوجته في العناية بطفله الذي يتطلب حمله أثناء الذهاب إلى الحمام والتواليت أو نقله من غرفة إلى أخرى.

تعيش شيندا إسماعيل، وهي شقيقة مريم معهم في المنزل، تحاول التخفيف عن الطفل، تلعب وتضحك معه، وتقضي جل وقتها في الحديث معه ومشاركته في مشاهدة الألعاب.

تنظر شيندا إلى شقيقتها وتقول: “حالة أختي المادية سيئة جداً، لا يمكنها حتى تحمّل تكاليف الأدوية والعلاج، كل الأطباء أخبرونا أن علاجه في الخارج”.

وتتخوف شيندا من المستقبل وخاصة أن حالة شقيقتها الصحية ليست جيّدة تماماً، ربما بعد عدة سنوات لن تقوى على حمله ونقله.

تقول: “لا أحد يساعدنا، أنا وأختي نحمله وننقله ونطعمه ونأخذه إلى الحمّام، إنها مسؤولية كبيرة، أخشى ألا نستطيع تحملها عندما يصبح شاباً”.

تناشد هي الأخرى، المنظمات الدولية أن تنظر بحالة عبدالله وتساعده بعلاجه وإرساله للخارج لعلَّ وعسى أن تعود قدماه للحركة ويتمكن من المشي واللعب مع الأطفال والذهاب للمدرسة.

 إعداد: سهى كامل- تحرير: سوزدار محمد