هجمات اسرائيلية متواصلة وتنديد سوري روسي غير قادر على ايقافها

دمشق- نورث برس

تواصل اسرائيل هجماتها المتكررة، ضد ما تصفه بأهداف إيرانية في سوريا، لتطال بعضها مواقعاً عسكرية للحكومة السورية وأخرى لـ”حزب الله اللبناني”.

وشهدت سوريا خلال الأيام الماضية استهدافيين لإسرائيل، طالت مواقع عسكرية في محيط العاصمة دمشق، وتضاربت المعلومات عن عدد الإصابات فيما أكدت على وجود خسائر مادية.

وأمس الثلاثاء، أعلن مركز المصالحة الروسي في قاعدة حميميم باللاذقية، أن “طائرتين إسرائيليتين من طراز “F-16” هاجمتا أهدافاً في دمشق بثمانية صواريخ، أسقطت الدفاعات السورية أربعة منها.

ومنذ بداية الحرب في سوريا عام 2011، شنت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا، وفقاً لتقارير صحفية.

هجمات متكررة

وأمس الاثنين، أعلنت وزارة الدفاع في الحكومة السورية، أن هجوم اسرائيلي استهدف محيط العاصمة دمشق، وأسفر عن إصابة عسكري بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية.

ونقلت الوزارة عن مصدر عسكري، أنه “حوالي الساعة 14,00 من ظهر الاثنين نفذ العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً برشقات من الصواريخ من شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة مستهدفاً بعض النقاط في محيط مدينة دمشق”.

وأضافت الوزارة السورية، أن “وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت عدداً منها،  وأدى العدوان إلى إصابة عسكري بجروح ووقوع بعض الخسائر المادية”.

وقلما ما تنفذ اسرائيل ضرباتها في سوريا خلال النهار، حيث أغلب غاراتها خلال ساعات الليل وغالباً ما تستهدف مواقع لإيران أو “حزب الله” اللبناني.

ولم يصدر أي تعليق حول الضربات من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي نادراً ما يعلق عليها.

إلى ذلك استهدف هجوم إسرائيلي في وقت متأخر من مساء الجمعة الماضي، ثلاثة مواقع عسكرية في محيط دمشق بأربعة صواريخ (أرض- أرض) أطلقتها من هضبة الجولان، وفقاً لمصادر معارضة.

وأضافت، أن الهجوم استهدف أيضاً مستودعاً مؤقتاً تابعاً لإيران، في المنطقة الواقعة بين بلدة الحسينية ومنطقة عقبة العادلية جنوبي دمشق، بصاروخين متتاليين، ما أدى إلى انفجاره بالكامل.

وطال الاستهداف أيضاً، مقراً عسكرياً تابعاً للحرس الثوري الإيراني في محيط مطار دمشق الدولي من الجهة الجنوبية، ومستودعاً تابعاً لـ”حزب الله” اللبناني، في المنطقة الممتدة بين المطار الشراعي والمدرسة العسكرية في منطقة الديماس شمال غربي دمشق.

ويأتي الهجومين الأخيرين، بعد أن غابت الضربات الإسرائيلية في الأراضي السورية لأكثر من شهر.

تنديد روسي

وتجدد روسيا عقب كل استهداف اسرائيلي في سوريا، عند موقفها الرافض لتلك الهجمات.

فبالأمس قال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن “الهجمات الإسرائيلية التي تنتهك المجال الجوي في سوريا والدول العربية المجاورة من العوامل الإضافية المزعزعة للاستقرار في سوريا، حيث يتم تنفيذ ضربات ضد أهداف مدنية”.

وأضاف، بوليانسكي في تصريح للصحفيين خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، أن “السوريين خاطبوا مراراً الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بهذا الصدد”.

وأرسلت دمشق العديد من رسائل التنديد لمجلس الأمن وطالبته بايقاف “انتهاك اسرائيل لسيادة سوريا”.

وأعتبر، “أنه من غير المقبول ترك هذه الرسائل دون رد مناسب، علاوة على ذلك في مسائل أخرى، يعرب الأمين العام عن تقييماته بشكل أكثر نشاطا، وأحيانا دون انتظار موقف الدول الأعضاء في الأمم المتحدة”.

ومطلع أيلول/ سبتمبر الماضي أيضاً طالبت وزارة الخارجية الروسية, إسرائيل “بالامتناع عن أي تحركات تعرض المنطقة بأكملها لخطر عواقب وخيمة”.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية, ماريا زاخاروفا, في بيان, إن “موسكو تعتبر التحركات غير المسؤولة المماثلة من جانب إسرائيل غير مقبولة على الإطلاق وتدينها بشدة”.

وحثت زاخاروفا، إسرائيل على وقف جيشها المسلح لاستفزازاته ضد “الجارة سوريا”, وأشارت إلى أن الضربات الإسرائيلية, قد تؤدي إلى “تصعيد عسكري واسع النطاق”.

ظروف مواتية

وازدادت حدة وكثافة الهجمات الإسرائيلية، بحسب ما ذهبت إليه تقارير صحفية، مع سحب روسيا بطاريات صواريخ من سوريا، ونقلها إلى أوكرانيا، وهذا ما سهل حركة اسرائيل فوق أجواء سوريا.

وقلما ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ها هجمات في سوريا، و لكنها تكرر أنها ستواصل تصديها لمحاولات إيران ترسيخ تموضعها العسكري في سوريا.

وتحدثت مصادر دبلوماسية ومخابراتية في المنطقة لرويترز إن إسرائيل كثفت الضربات على مطارات سورية، منها مطار دمشق الدولي، لتعطيل استخدام إيران المتزايد لخطوط الإمداد الجوي لإيصال الأسلحة إلى حلفائها في سوريا ولبنان، ومنهم “حزب الله”.

ومنتصف أيلول / سبتمبر الماضي وصف قائد منطقة الشمال في الجيش الإسرائيلي، أمير برعام، الذي سلم منصبه لجنرال إسرائيلي آخر هو اللواء أوري غودين استراتيجية اسرائيل تجاه سوريا ولبنان بـ”الحرب الصامتة”.

قال برعام في لقاء تلفزيوني بشأن الضربات في سوريا: “سنواصل سياستنا، فعندما يجري الحديث عن قنبلة موقوتة تهدف إلى المس بنا وإلحاق الضرر وقتل جنود، سنعمل على إزالتها قبل أن تحدث أي ضرر، ولن ننتظر” في إشارة إلى التحركات العسكرية لإيران.

إعداد وتحرير: فنصة تمو