مشكلة مكب النفايات في القامشلي تتفاقم بين أضرارها على الأهالي وعجز البلدية ومشاريعها المؤجَّلة

القامشلي – إبراهيم إبراهيمي – NPA
على بعد خمسة كيلومترات غربي مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا، تُفرّغ العديد من سيارات بلديات المدينة، المحمّلة بالنفايات حمولتها بشكل يومي، في مكب النفايات بمنطقة "نافكر".
النفايات المجمَّعة في المنطقة يتم حرقها عند المساء من قبل بعض الاشخاص، ليتسبّب دخانها بأضرار جسيمة للسكان، مما دفع ببعض الناشطين لإعلان عزمهم على القيام بوقفة احتجاج أمام البلدية.
27 عاماً على المعضلة
المهندس عبد الأحد إسحاق، الرئيس المشارك لبلدية القسم الغربي من مدينة القامشلي أوضح لـ"نورث برس" أن مشكلة مكب النفايات ( رودكو أو نافكر) "مستعصية جداً، ونعاني منها منذ / 27 /عامًا دون حل".
ونوَّه إسحاق إلى أن البلدية تبحث عن "حل إسعافي لهذه النفايات التي تقدر بما يقارب/ 300/ ألف طن من النفايات القديمة، ناهيك عن النفايات اليومية التي تلقى هناك".
ويتسبب الدخان الناتج عن حرق النفايات بتلوث الهواء المحيط، وضرراً للبيئة المحيطة، فيما يحيط بمكان المكب العديد من القرى، فضلاً عن قربها من مدينة القامشلي، ووصول رائحة المكب إلى حي الهلالية والأحياء الغربية.
حلول متعددة
وأكد الرئيس المشارك للبلدية، بأن هناك "عدة حلول" تدرسها البلدية لإنهاء المشكلة.
ومن ضمن الحلول التي كشف عنها، هي "نقل المكب إلى مكان بعيد عن الموقع الحالي، الذي يلوث أيضاً مياه الشرب لمدينة القامشلي.
وأشار إلى أنهم يعمدون في البلدية "لقمع المخالفات، وإلقاء القبض على من يقومون بحرق النفايات، لأن الحرق يسبب أمراضاً للأطفال، وزيادة في مرض الربو"، وهذا وفق إسحاق يدفع لاحتمالين "أولهما نقل المكب، والثاني طمر النفايات بشكل علمي".
كذلك أورد مثالاً على إلقاء القبض على شخصين يوم أمس كانا يوجّهان العمال ليقوموا بحرق النفايات، وذلك للبحث عن المواد الصلبة وبيعها، وهم الآن قيد التحقيق في البلدية، وسيحالون إلى قسم الجريمة المنظمة".
احتجاج مؤجَّل
بعض من الناشطين كانوا عزموا على القيام صبيحة اليوم الأربعاء، بتنظيم وقفة احتجاج أمام البلدية بسبب دخان النفايات، إلا إنهم نشروا على صفحات التواصل الاجتماعي، منشورات داعوا فيها لتأجيل الاحتجاج بسبب وعود "البلدية بالمباشرة غداً في عملية طمر النفايات".
ويستوعب مكب نافكر من /200 – 250/ طناً من النفايات التي  تترحل يومياً من مدينة القامشلي، فيما تتفاعل النفايات في فصل الصيف مع بعضها، ويتم إشعال النيران فيها، لتسفر عن انبعاث الدخان المضر.
مشروع يترقب التفعيل
في حين كان المهندس طارق محمد؛ وهو إداري في مديرية البيئة لمقاطعة قامشلو (تقسيم إداري يضم مدينة القامشلي وبلدتي عامودا وتربة سبية) صرح سابقا لـ"نورث برس" بأنهم: "نسّقوا في مديرية البيئة مع هيئة البلديات، وسيقومون بتصميم مشروع داخل المكب بتكلفة تقريبية تقدر بـ/ 100 /مليون ليرة سورية، وذلك لطمر النفايات بشكل صحي".
وأردف محمد أن "المرحلة الثانية من المشروع سيتم فيها فرز النفايات، وستكون الطاقة الاستيعابية للمشروع يوميا ما بين /100 – 150/ طناً من النفايات".
فيما تبلغ مساحة المشروع الجديد لطمر النفايات بحسب محمد "/2/ دونم"، في حين برر عدم البدء بالمشروع إلى الآن، "بعدم استكمال لأمور التكنيكية".
مكب نافكر
وتبلغ سعة مكب نافكر ما بين /70 – 75/ طناً، ويتم يوميا ترحيل النفايات من القسم الشرقي للمدينة بواسطة /7/ ضاغطات من النفايات، سعة كل منها من /12- 14 / طن من النفايات، وأيضا بواسطة/6/ جرارات، وسعة كل جرار /7-8/ طن.
كما أن القسم الغربي للمدينة يرحَّل يوميا /9/ ضاغطات منها، وسعة كل ضاغطة من /10 – 15/ طناً من النفايات، وأيضا /8/ جرارات بسعة ما بين/7 – 8/ طن، ليصل مجموع النفايات التي تُرحل بشكل يومي من مدينة القامشلي إلى /250/ طناً، وتعمل هذه الآليات من الخامسة صباحاً حتى الواحدة ليلاً.