منبج.. تردي الأوضاع المعيشية يدفع معلمين وسائقي “سرافيس” للإضراب

منبج – نورث برس

يحاول سمير(اسم مستعار) توزيع الراتب الذي يتقاضاه من عمله في التعليم على أيام الشهر، لكنه في كل مرة يفشل ويضطر للاستدانة قبل منتصف الشهر، ليبدأ بعملية تسديد الديون عند استلامه للراتب.

ولدى المعلم الكثير من الالتزامات، زاد منها تدهور القيمة الشرائية لليرة، بعد انخفاضها الكبير أمام الدولار الأميركي، وهذا الأمر ينسحب على غالبية موظفي الإدارة الذاتية الذين يبلغ متوسط راتبهم بحدود 300 ألف ليرة.

سمير(26 عاماً)، وهو اسم مستعار من سكان منبج، فضل عدم نشر اسمه الحقيقي “خوفاً من الفصل”، أب لطفلين، أضرب عن العمل بسبب قلة راتبه، ويأمل أن ينظر المعنيون بوضع المعلمين المعيشي.

ويتقاضى المعلمون الراتب الأدنى بين موظفي الإدارة الذاتية، يبلغ 260 ألف شهرياً (أقل من 50 دولار)، في ظل تدهور كبير بقيمة الليرة السورية أمام الدولار، وتجاوزه حاجز 5500 ليرة للدولار الواحد، بانهيار وصل لأكثر من 1100 بالمئة.

وأمس الأحد، أضرب معلمون وسائقو نقل داخلي (سرافيس) في منبج، عن العمل للمطالبة بزيادة الرواتب ورفع الأجور، بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعانون منها.

وعدا عن الالتزامات الضرورية يترتب على “سمير” تكاليف إضافية، حيث يعمل في منطقة بعيدة في الريف وهذا يكلفه دفع أجارات المواصلات بين عمله ومكان سكنه، وهذه الأجرة غير محددة إذ أنه يضطر أحياناً لركوب “تاكسي”.

كذلك الأمر بالنسبة لـ فهيمة الحاج (30عاماً)، اسم مستعار لمعلمة من منبج، إذ أنها تحتار بتوزيع راتبها، بين حاجيات منزلها وإيجاره.

تقول إن الراتب لا يكفي لشراء مستلزمات أطفالها من حليب وحفاظات وألبسة، لا سيما أن الشتاء على الأبواب وهذا يتطلب شراء ألبسة شتوية جديدة.

يضطر معلمون في منبج  للعمل في مجال آخر، لتغطية نفقات منازلهم، كما “الحاج” التي تعمل في مهنة الخياطة، وهناك معلمات يعملن بمجالات أخرى أبرزها صناعة المؤونة الشتوية.

وللأسباب ذاتها، أضرب سائقو النقل الداخلي على خط الشريعة غربي منبج، عن العمل، وامتنعوا عن نقل الركاب احتجاجاً على نقص كمية المحروقات وقلة الأجور مقارنة بالمصاريف التي يدفعونها.

عبد المحمد (45عاماً)، سائق سرفيس على خط الشريعة، يقول إنه يعمل لتأمين معيشة أسرته المكونة من ستة أشخاص، لكن نتيجة قلة الأجور ونقص المحروقات، لا يستطيع، إذ يعمل من الصباح الباكر حتى المساء وهذا لا يكفيه سوى لتغطية نفقات سيارته.

ويشتكي “المحمد” من تدني أجرة الراكب التي حددتها مديرية النقل في منبج، حيث يتقاضى لقاء الراكب الواحد 200 ليرة، بينما يشتري المحروقات بسعر 1500 ليرة لليتر الواحد، وأي عطل في مركبته سيشتريه بالدولار.

ويطالب السائق، القائمين على هذا الموضوع، النظر بوضع السائقين، وتأمين مادة المازوت بأسعار مناسبة ورفع الأجور بما يتناسب مع وضع السكان والسائقين.

وفي وقت سابق من أمس الأحد، قال خالد الإبراهيم، الإداري في مديرية النقل بمنبج، إنهم يعملون على إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة خلال مدة أقصاها أسبوع، وطالب السائقين بتشكيل لجنة لمتابعة مطالبهم.

وهذا الحال لا يتناسب مع حاجة عيسى الناصر (35عاماً)، سائق سرفيس على ذات خط “المحمد”، لكن لـ”الناصر” وضعٌ خاص، إذ أن أحد أولاده مريض ويحتاج للأدوية بشكل مستمر، لذا يجد صعوبة في تأمينها.

ويرى أن الأجرة التي يتقاضونها، فيها نوع من “الظلم والإجحاف” بحقهم، فمن جهة يعملون لتغطية نفقات منازلهم وأخرى للسيارة، وثالثة لتغطية النفقات المفاجئة كالمرض الدائم والفجائي.

ويطالب بتوفير المحروقات لأصحاب السيارات، بشكل مستمر والحد من استغلالهم من قبل أصحاب البسطات، ورفع الأجور بما يتناسب مع مصاريفهم.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: زانا العلي