غلاء الألبسة الجديدة يدفع سوريين إلى أسواق “اللنكة” في أربيل
أربيل- نورث برس
يستقبل لاجئون سوريون في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، فصل الشتاء بألبسة مُستعملة، يشترونها من أسواق البالة المنتشرة في المدينة أو في المخيمات التي تأويهم، إذ يجدون أن أسعارها تتوازن مع قدرتهم الشرائية، على خلاف الجديدة في المولات والمتاجر الكبيرة التي تشهد ارتفاعاً في الأسعار تفوق طاقة جيوبهم.
وتقول فاطمة إبراهيم، وهي لاجئة سورية في مخيم كوره كوسك بأربيل، إنها اشترت ملابس الشتاء لأطفالها من أسواق اللنكة (البالة) في أربيل، لأن أسعارها أرخص من الألبسة الجديدة، التي يتجاوز سعر القطعة الواحده فيها خمسون ألف دينار عراقي.

وترى “إبراهيم” أن جودة الألبسة المستعملة التي تضم ماركات عالمية أفضل من الجديدة في كثير من الأحيان.
وتوفيراً للوقت والجهد وتكاليف المواصلات للوصول إلى سوق البالة في أربيل، تشتري اللاجئة أحياناً ألبسة مستعملة من سوريين يبيعونها ضمن منازلهم في المخيم.
وتبدأ أسعار ملابس الشتاء المستعملة في أسواق البالة من ألف دينار حتى عشرة آلاف، كما أن بعض المحال تبيع ثلاث قطع بألف دينار، ما يجده لاجئون حلّاً يناسب جيوبهم، عوضاً عن شراء القطعة الجديدة الواحدة بعشرين ألف دينار.
وقبل الحرب في سوريا، كانت النسبة العظمى من الأسر السورية تستطيع ارتداء ملابس جديدة من أسواق المدن، رغم اختلاف الجودة والنوعية بين بضائع محلية ومستوردة، وكان الحديث عن ملابس البالة حينذاك “همساً” بين المقبلين عليها.
وتدرجت نظرة السوريين للألبسة الأوروبية المستعملة، فمن تجاوز خجل ارتدائها قبل نحو عشر سنوات، انتقل زبائن إلى التباهي بها قبل أعوام قليلة، ليصبح غالبيتهم الآن خبيراً بتصنيفاتها المتفاوتة الجودة والأسعار.
وبينما يقوى البعض على تحمّل تكاليف الألبسة المستعملة، يعجز آخرون عن ذلك، منهم اللاجئ السوري، محمد حسين، الذي لم يتمكن من الاستجابة لطلب طفله بشراء ملابس جديدة أو حتى مستعملة للشتاء.
ويقول “حسين” الذي يسكن في مخيم كوره كوسك، لنورث برس، إن “الوضع المعيشي يزداد سوءاً، والأسعار تزداد ارتفاعاً، ما جعلنا عاجزين حتى عن ارتياد البالة”.
وتلقى أسواق البالة رواجاً لدى السوريين في أربيل، بحسب تمام حكيم، تاجر ألبسة مستعملة في سوق اللنكة القديمة في أربيل، حيث يقصد سوريون هذه الأسواق، يبحثون عن أفضل النوعيات وأرخص الأسعار.
وتقول اللاجئة السورية فاطمة محمد، إنها قصدت السوق لشراء ألبسة الشتاء لأطفالها، لكن لم يكفِ ما تملكه في جيبها ثمناً لقطعة ملابس واحدة جديدة، لذلك قررت اللجوء إلى سوق البالة، ومنه بدأت مشروعها الخاص.
ومنذ عدة أشهر بدأت “محمد”، بشراء ألبسة مستعملة من أسواق البالة بأربيل، وبيعها للسكان في المخيم.
وتضيف: “يفضّل لاجئون شراء الألبسة المستعملة خاصة ألبسة الأطفال، لأن الجديدة منها باهظة الثمن، لذلك يقصدون منزلي، أنا أيضاً أفضّل ذلك، فبدلاً من شراء قطعة واحدة بعشرين ألفاً يمكنني شراءها بسبعة آلاف دينار من الأسواق المستعملة”.