إدلب – براء درويش – NPA
مخيمات جديدة ومشاهد قاسية أخرى للمدنيين النازحين من أطراف الاشتباكات، فما تشهده قرى وبلدات جنوب إدلب من عمليات قصف ممنهجة وتقدم قوات الحكومة السورية داخل مناطق سيطرة المعارضة المسلحة، أسفر عن اكتظاظ المخيمات بالنازحين وأنشئت أخرى على عُجالة.
دفعات جديدة
مخيمات خربة الجوز وعين البيضا بريف إدلب الغربي والواقعة على الحدود السورية التركية، شهدت توافداً كبيراً ومستمراً للنازحين الهاربين من حمم الصواريخ والقذائف، ليتجاوز عددهم /75/ ألف نسمة، يقطن بعضهم تحت الخيام وبعضهم مازال يبحث عن مأوى لهم.
فوصلت خلال الأيام الماضية حوالي /100/ عائلة نازحة جديدة، توزعت على عدة مخيمات في المنطقة.
بطالة وحاجات
قالت "هيفاء حاج محمود" إحدى قاطني مخيمات عين البيضا، بأسى لـ "نورث برس" "نحن هنا منذ مدة قصيرة، نتآوى بالمخيمات والتي تراها على مقربة من الحدود التركية".
وتحدثت هيفاء عن فقدان مستلزمات الحياة الأساسية قائلة "نعاني كثيراً من حيث ظروف المعيشة السيئة، وجميعنا بالكاد يتدارك أموره بالعيش في الخيم التي لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء".
ولفتت هيفاء إلى فقر حالهم وحاجتهم للعمل لتأمين قوت يومهم قائلة "الناس كلها عاطلة عن العمل بسبب ظروف الحرب وقصف الطيران، ما أدى لانتشار الفقر بيننا وصعُب على الجميع تدبّر أمورهم لأنهم فقدوا كل ما كانوا يملكونه وتركوه خلفهم عند الهرب".
وناشدت هيفاء الحل والمساعدة متسائلة عن وضع /75/ ألف نازح "هل من المعقول أن يقضي هذا العدد الكبير في المخيمات وبهذه الظروف الصعبة؟".
نزوح مستمر
أما محمد ليث مدير أحد المخيمات، قال لـ "نورث برس" إنه "خلال الشهور القليلة الماضية كان هناك نزوح دائم ومستمر للمنطقة، لكن خلال العشرة أيام الماضية ومع تصاعد القصف والحملات التي يقوم بها النظام ازداد عدد النازحين بالمنطقة بشكل كبير ووصلت /100/ عائلة بدفعة واحدة".
ولفت محمد إلى أن النازحين يعانون من أمور كثيرة، أهمها حاجتهم لمساعدات الطوارئ حيث "هم بحاجة ضرورية لمأوى واسفنج وغذاء ومراكز طبية إسعافية" والذي يصعب تأمينه لهم لمحدودية إمكانيات المجالس المحلية المشرفة على المخيمات.
ويبقى الأمر عالقاً بغياب المنظمات الإنسانية والإغاثية والطبية وتحرّكٍ خجول من قبل المنظمات الدولية، لمد يد المساعدة للأعداد الكبيرة النازحة باتجاه الشمال الإدلبي، في ظل استمرار العمليات العسكرية في مناطق خفض التصعيد.