يحتاج لترميم بسيط.. سكان قرية في دير الزور يطالبون بتفعيل مركزٍ طبي

دير الزور – نورث برس

احتار محمد بنقل طفله ذو العامين، حينما أصيب بوعكة صحية في وقت متأخر من الليل، واضطر الرجل لإيقاظ جاره الذي يمتلك سيارة لإسعاف ابنه إلى مشفى الكسرة.

وأقرب نقطة طبية، لمحمد فوزي (40عاماً) وسكان قرية الزغير جزيرة 25 كم غربي دير الزور، شرقي سوريا، وعلى الرغم من وجود مستوصف في القرية إلا أنه متوقف عن العمل منذ أكثر من عشر سنوات.

وفي ظل عدم وجود مركز صحي في القرية، ينتاب سكانها قلقٌ من تعرض أفراد من عائلاتهم لوعكة صحية مفاجئة، إذ أن المستوصف بعيد.

يضطر سكان في قرية الزغير إلى نقل مرضاهم والحالات الإسعافية إلى أقرب مركز صحي في مشفى الكسرة التي تبعد 15 كم عن القرية، وما يثير قلقهم انعدام الحركة المرورية ليلاً.

يقول “فوزي” إن بناء المركز موجود، ولم يتعرض لخراب كبير، وعلى الرغم من ذلك لم يُرمم، ولم يتم تفعيله، في حين أن القرية تحتاجه بشكل كبير.

ويحتاج المستوصف لترميم بسيط، حتى أن الكادر الطبي متوفر من القرية ذاتها، لكن لجنة الصحة لم تحرك ساكناً، فيما يخص تخفيف أعباء تنقل ذوي المرضى، من وإلى القرية، بحسب “فوزي”.

وتمتد قرية الزغير على مساحة واسعة في ريف دير الزور الغربي، ويقارب عدد سكانها الـ 20 ألف نسمة، بالإضافة لنازحين من مناطق سيطرة حكومة دمشق.

ويعاني سكان قرية الزغير جزيرة، من عدم وجود مراكز صحية لتقديم الخدمات لهم، من استطباب وطوارئ.

وأمام ذلك، قدّم سكان القرية الكثير من الطلبات للمعنين في القطاع الصحي، يقول عمر الصالح، إنهم منذ ثلاث سنوات، يراجعون لجنة الصحة ومجلس دير الزور المدني، لإعادة تفعيل المركز، لكن دون جدوى.

ويضيف “الصالح”، أن أي حالة إسعافية طارئة في الليل، تكبدهم الكثير من الخسائر، وقد تصل أجرة السيارة إلى الكسرة لـ50 ألف ليرة، في ظل ظروف معيشية سيئة لغالبية السكان، عدا عن المخاطر التي سيواجهها المريض، والتي قد تؤدي إلى الوفاة، على حد قوله.

كذلك يقول محمود الهذال، رئيس المجلس المحلي في قرية الزغير جزيرة، إن المركز الصحي كان يقدم خدمات طبية في السنوات التي سبقت الحرب، وهو نقطة مهمة في المنطقة.

ويرى أن القرية بحاجة ماسة لتفعيل المستوصف، نظراً للكثافة السكانية فيها، وبُعد أقرب نقطة طبية عن القرية، وأن تفعيل المستوصف سيخفف الضغط على مشفى الكسرة.

ويأتي الافتقار لمركز صحي في ظل انتشار الكوليرا في ريف دير الزور الغربي بشكل كبير، حيث سُجلت أولى المرض في المنطقة.

وفي العاشر من أيلول/ سبتمبر الفائت، أعلنت الإدارة الذاتية، لشمال وشرق سوريا، عن انتشار مرض الكوليرا في مناطقها، وأول الوفيات سُجلت بريف دير الزور الغربي.

ويطالب “الصالح” بتفعيل مستوصف القرية، “على الأقل يفعلوا قسم التوليد”، وتكلف عملية الولادة أكثر من 700 ألف ليرة، في ظل صعوبة الظروف المعيشية للسكان.

وأمام كثرة الطلبات، يقول محمد السالم الرئيس المشارك للجنة الصحة في مجلس دير الزور المدني، إن المستوصف لن يُفعّل قبل بداية العام المقبل، ويعزو السبب لـ”توقف أعمال الترميم هذا العام”.

إعداد: على الصالح – تحرير: زانا العلي