دمشق وحماس.. تعقيباً على زيارة الحية للأسد.. “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”

دمشق ـ نورث برس

كانت معظم ردود الأفعال غير مؤيدة لعودة العلاقات بين الحكومة السورية وحماس. وكان بإمكان المتابع اختصار ردود الفعل  باللعب على الاسم الثاني لعضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية، إذ تركزت معظم المداخلات باستعارة اسمه للتأكيد أن “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”.

والأربعاء الماضي، التقى وفد يضم ممثلين عن فصائل فلسطينية، مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، وهي الزيارة الأولى للحركة منذ قطع علاقاتها مع الحكومة السورية ومغادرة دمشق عام 2012.

وفي متابعة نورث برس، لردود الفعل على الزيارة في دمشق كانت معظمها تستعرض الدور المعادي لحماس خلال الحرب، وذهب بعضهم لوصفها “بالشريك في سفك الدم السوري”.

لا نسامح

صحفي في مؤسسة حكومة قال لنورث برس، إنه يشعر بالغضب الشديد لاستقبال “الحية” وقال إنه اسم على مسمى. “فالتكتيكات الحربية التي نقلوها إلى مناطق الغوطة في دمشق تسببت بقتل الكثير من رفاقي عندما كان بين صفوف الجيش”.

وأضاف أنه “كان من الأولى بحماس استخدام هذه الخبرات ضد العدو الصهيوني، وليس تنفيذ إملاءات قطر وتركيا تحت مظلة الإخوان المسلمين”.

وتساءل: “هل يمكن أن نسامح؟”، وأجاب: “لن نسامح والشعب لن يسامح”.

وأشار إلى أنه قبل الأزمة كان التعاطف كبيراً مع القضية الفلسطينية، وجميع فصائلها “المقاومة”، وكان غالبية السوريين يختلفون مع من يحتجون على مواقف سوريا المؤيدة لحماس خاصة، عندما كان هنالك من يشير إلى ضرورة الحذر وعدم ائتمانهم.

وقال إنه ربما “نسامحهم إذا استشهدوا جميعهم على جبهات فلسطين وليس كبيادق بيد العثماني”.

طعن في الظهر

قال خريج علوم سياسية عن سؤال “نورث برس” عن رأيه في عودة العلاقات بين دمشق وحماس، إنه منذ بداية الحرب وحتى تاريخه تقبل الشعب السوري الكثير من الممارسات الخاطئة التي عانى منها. “لكن أن تعود العلاقات مع حماس بعد أن شاركت بالحرب على سوريا فهذا غير مقبول”.

وأضاف أنه لم يكن السوريون يتوقعون عودة العلاقات لسابق عهدها مع حماس رغم احتضان سوريا التاريخي “للحركات الفلسطينية المقاومة”.

وكانت مواقف حماس التي وصفها “بالغادرة” كـ”الطعن في الظهر”.

وذكر أنه لم يتوقف الأمر على “رفع علم الانتداب مع قيادات الجماعات المسلحة، لكن تخطى ذلك لتشكيل فصائل مسلحة وتدريب الإرهابيين على ارتكاب أفظع الجرائم بحق الجيش والمدنيين مستغلين خبراتهم القتالية في حرب العصابات”.

كما قامت فصائلهم “بتهجير السوريين من بيوتهم في عدد من المناطق التي يسيطرون عليها وتدمير المنازل وسرقتها حتى أنهم قاموا بقتل العديد من الأبرياء الذين يرفضون الانضمام لصفوفهم”. لكل هذا قال: “لا نصالح”.

مباركة خليجية

أما عاطف العبد وهو اسم مستعار لمحلل سياسي من دمشق، فقد أشار إلى التزامن بين “إعادة التطبيع بين حماس والنظام السوري مع إطلاق سراح ممثل حركة حماس من السجون السعودية محمد الخضري”.

ويرى أن هذا مؤشر على أن دول الخليج “لا تمانع تلك الخطوة”. وأن قرار حركة  حماس “أصبح أكثر فأكثر بيد إيران رغم أن الوزن السياسي للزيارة لا يرتق إلى مستوى فك العزلة عن النظام السوري”.

في صالح إيران

وقال “العبد” إن الزيارة قد لا تكون ضد رغبة دول الخليج أو السعودية، لأنها في المحصلة السياسية “لن تكون تحولاً نوعيا في الأزمة السورية، وهي في النهاية تصب في مصالح إيران أكثر منها في المصالح السورية”.

وأشار إلى أن العلاقات بين طهران وحماس لم تتوقف يومياً وحتى بأشد حالات العداء بين الحركة ودمشق، وباستثناء تصريحات عابرة من أمين عام حزب الله  حسن نصر الله لم تسجل القوى المتحالفة مع إيران (حركة أمل وحزب الله) أي موقف من الحركة.

بالإضافة إلى أنه “حتى شكل الزيارة كان مصمماً بشكل يوحي أن دمشق تقترب من حماس، ولكن جاء شكل الزيارة بشكل إجمالي، أي أن الحركة جزء من وفد بما يوحي أن النظام يقدم التحول في العلاقة دون أن يظهر أنه يعطيه أهمية كبرى”، بحسب “العبد”.

وكانت حماس جزء من وفد لمجموعة فصائل فلسطينية موالية لدمشق.

وأشار “العبد” إلى أن القيادة السورية حرصت على تقديم الحدث، والتقليل من أهمية عودة حماس، واعتبار الأمر وكأنه الشكل الطبيعي.

وكانت الحركة من ضمن وفد الفصائل رغم أن كل الاهتمام الإعلامي تركز على حماس وشخص الحية.

إعداد: ليلى الغريب ـ تحرير: قيس العبدالله