مياه الشرب “الملوثة” تثير مخاوف سكان بلدة شمالي الرقة
عين عيسى – نورث برس
تتخوف آسيا من إصابة أطفالها بمرض الكوليرا بعد تفشيه في مناطق شمال شرقي سوريا، وينتابها القلق على بناتها أحياناً.
آسيا رمضان (38عاماً) من سكان بلدة عين عيسى، 50كم شمالي الرقة، وأم لستة أطفال، تعاني وأقرانها في البلدة من نقصٍ في المياه، لذا تضطر لشراء مياه الشرب من الصهاريج.
تقول “رمضان”، لنورث برس: “رغم نقص المياه وشرائها من الصهاريج، إلا أنها غير معقمة وقد تسبب أمراضاً لأطفالي”.
وتضيف، أن حالات تسمم وإسهال وأمراض كلاوي، تصيب السكان وغالبيتهم من الأطفال وكبار السن، نتيجة لذلك.
يتخوَّف سكان بلدة عين عيسى، من تفشّي الكوليرا، نتيجة تلوُّث مياه الشرب، ويطالبون بتعقيمها، إذ يعتمدون على مياه الصهاريج للشرب.
وتشتكي “رمضان” من مياه الشرب غير النظيفة، حيث يوجد فيها تراب وجراثيم، بالإضافة إلى أنها غير معقمة، “ليس بمقدورنا شراء مياه معقمة، ذات أسعار باهظة”.
إذ يشترون المياه من الصهاريج، وتأتيهم بلون التراب، لكثرة الشوائب فيها، فضلاً عن وجود نسبة ملوحة فيها، وتحمّل “رمضان” دائرة المياه في عين عيسى مسؤولية مرض أطفالها.
ودعت المسؤولين إلى تزويد البلدة بمياه الشرب وتعقيمها، والبحث عن مصدر آمن ونظيف لهم، إذ بات سكان البلدة يقلقُون على أطفالهم من انتشار الكوليرا.
ويعتمد كثير من سكان عين عيسى على مصادر مياه “غير آمنة” نظراً للدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية، وتعطل شبكات المياه نتيجة الحرب والقصف التركي على البلدة.
ويعاني غازي المضحي (70 عاماً) من سكان البلدة، من مشكلة المياه، منذ 2016، “ما زلنا نشتري مياه الشرب غير النظيفة من الصهاريج”.
ويشتري سكان عين عيسى، برميل مياه الشرب الواحد بسعر ألف ليرة سورية، وهو ما يشكل معاناة لدى السكان خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
يعبر “المضحي” لنورث برس، عن مخاوفه حيث أن تخزين المياه في البراميل، يتسبب بتجمع للطحالب والبكتيريا، فضلاً عن عدم معرفة مصادر المياه.
وعند إعلانها عن تفشي الكوليرا في مناطق الإدارة الذاتية، دعت هيئة الصحة إلى ضرورة تعقيم مياه الشرب وغسل الخضروات بالكلور، قبل تناولها.
وعلى ذلك يعقب “المضحي”، أنهم يقتصدون في استخدامهم للمياه، في ظل غلاء سعر البرميل منها وصعوبة ظروفه المعيشية.
وينتشر الكوليرا في المناطق التي تعاني شحّاً في مياه الشرب، أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، وينجم في أغلب الأحيان عن شرب مياه ملوثة أو طعام ملوث، بحسب منظمة الصحة العالمية.
وتُطالب فاطمة داوود (35 عاماً) من سكان بلدة عين عيسى، بتوفير مياه الشرب للبلدة وتمديد شبكات المياه وتعقيمها، وتقول إن “هناك تزايد في حالات الأمراض، حيث يُسعف السكان كل يوم أبنائهم، الذين يصابون بالجفاف والتسمّم”.
وتشير “داوود” إلى أن المياه التي يشترونها من الصهاريج التابعة لدائرة المياه غير نظيفة، وغالباً ما تأتيهم المياه مخلوطة بالأتربة.
وبالإضافة إلى الكوليرا، سبّبت المياه الملوثة ذات الشوائب الكثير أمراضاً أخرى لدى سكان البلدة كالرمل والحصى وحالات تسمم.
فيما يعمل محمد خلف (40 عاماً) وهو سائق صهريج تابع لدائرة المياه، ببيع الماء في عين عيسى، ويوزع مياه الشرب على من يرغب بالشراء في البلدة، ويقول إنه يجلبها من بئر “الفليحية”.
ويشير إلى أن البئر في أول عملية تشغيله يعطي مياهاً “عكرة”، وعلى ذلك فإن من يشتكون من تلوث المياه “تكون حصتهم من الصهاريج التي عبأت في الساعات الخمس الأولى من مياه البئر بعد تشغيل المحرك”، ورغم ذلك لا زال يبيعها.
ويبرر “الخلف” بيعه للماء العكر “للضغط الكبير عليه في العمل، إذا لا تتوفر سوى 3 صهاريج لتغطية حاجة البلدة، بينما تحتاج لأكثر من هذا العدد”.