لقوله “لازق بربّي” لجاره .. “تحرير الشام” تعتقل خمسينياً بتهمة الرّدة وتمنعه من العلاج

واشنطن – هديل عويس NPA 
قامت قوات "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) في الـ 18 من أيلول/ سبتمبر الجاري, في إدلب باعتقال المواطن بسام داكل(56 عاماً) بتهمة الرّدة والكفر لأنّه قال سهواً لأحد جيرانه "لازق بربي".
ورغم سقوط معظم المناطق السورية التي اخذتها الفصائل المعارضة, وتحول سوريا إلى محطةٍ لتصفية الحسابات بين القوى المتصارعة, لا تزال "جبهة النصرة" تعيش في فقاعةٍ معزولةٍ عن الواقع المحيط بها, وتقوم باعتقالاتٍ كانت آخرها بحق المواطن الخمسيني.
واقتادت شرطة "الهيئة" المواطن داكل إلى التحقيق لينضم إلى الألاف من سكان المدينة المعتقلين بتهم مشابهة، بينما يعاني داكل من عدة أمراضٍ منها مرض السكري حيث كان يخضع لعلاجٍ دقيقٍ قُطع عنه منذ اعتقاله الأربعاء الماضي.
وبسام داكل هو والد الصحفي السوري المقيم في السويد حازم داكل، والذي اعتقلته جبهة النصرة في العام 2013 ليغادر مع عائلته الى السويد.
وقال الصحفي حازم داكل، لـ"نورث برس" إنّ ما يسمى بحكومة الإنقاذ التي تدعي بأنّ ادلب هو مقرها "يجب أن تتحمل مسؤولياتها، والدي ليس الضحية الوحيدة بدون أي ذنبٍ بل معه الآلاف من السوريين الأبرياء في معتقلات جبهة النصرة".
وأضاف داكل أنّ قصة والده "تشبه بمأساويتها قصة المعارضة التي تعتبرهم الحكومة السورية إرهابيين من جهة, وضحايا النظام الصامدين في ادلب انتهوا إما في سجون "النصرة" أو بالاغتيالات".
وتابع الصحفي حازم داكل، لـ"نورث برس" قائلاً "كل تضحياتنا وقناعاتنا بالحراك السلمي ضدّ استبداد نظام الأسد, انتهت في سجون "جبهة النصرة" التي قالت للسوريين "ما جئنا إلا لنصرتكم" والتي لا خيار للمعارضين للنظام في أراضيها إلا الاعتقال أو الاغتيال مثلما حدث مع الناشط السوري رائد الفارس".
وسبق أن اتهمت جهاتٌ محلية, "هيئة تحرير الشام" باغتيال الناشط المدني رائد الفارس في كفرنبل بإدلب, على خلفية انتقاده للتنظيمات "المتشدّدة" في المنطقة وعلى رأسهم "تحرير الشام".
يُذكر أنه منذ سيطرة "الهيئة" على مناطق واسعة بريف إدلب، إثر اقتتال في بعض تلك المناطق وتسويات في أخرى بداية العام الجاري، أضحت معظم أرياف إدلب، آخر مناطق المعارضة المسلّحة، بيدها.