بعد مرور 18 يوماً.. ذوو ضحايا قارب السواحل الجزائرية ينتظرون في كوباني

كوباني – نورث برس

كان خبر غرق قوارب في شواطئ الجزائر، فاجعة بالنسبة لعائلة ريناس، الذي حاول أن يعبر البحر أملاً بالحصول على حياة أفضل، لعائلته الصغيرة، إذ أن خبر موته أتى كالصاعقة على عائلته ومحبيه.

ولا تزال العائلة بانتظار وصول جثة ابنها ريناس مسلم، الذي غرق في البحر أثناء رحلة بقارب يحمل لاجئين، انطلقوا من مدينة وهران الجزائرية باتجاه إسبانيا، في الرابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وفقد 18 شخصاً حياتهم في شواطئ وهران الجزائرية، بعد ركوبهم البحر أملاً بالوصول إلى أوروبا، وبحسب الإحصائيات فإن جميع من فقدوا حياتهم هم من كوباني شمالي سوريا.

وريناس مسلم من مواليد 1992، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، غادر مدينة كوباني في السادس من شهر آب/ أغسطس الماضي، إلى لبنان ومنها إلى الجزائر قاصداً أوروبا عبر البحر.

يقول بوزان مسلم وهو شقيق ريناس، إن العوائق التي تضعها الحكومة الجزائرية أمام إعادة جثة شقيقه، زادت من آلامهم وفجيعتهم بوفاة شقيقه.

ويضيف، أن صديقاً له يقوم بمتابعة موضوع استلام الجثث في الجزائر، حيث تم الانتهاء من تشريحها، وبانتظار موافقة السلطات الجزائرية على نقلها، والتي تأخذ وقتاً.

ويطالب، من الجهات المعنية والمنظمات الحقوقية والإدارة الذاتية، بالتدخل للتسريع بالإجراءات، من أجل إيصال الجثمان إلى مسقط رأسه.

ويقول مسلم إنه منذ 17 يوماً وهو يتواصل مع معارفه وأصدقائه في الجزائر، من أجل استكمال إجراءات إيصال الجثامين إلى كوباني إلا أن الإجراءات الروتينية تؤخر ذلك.

وكشف مصدر خاص في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لنورث برس، عن قرب انتهاء الإجراءات القانونية لإعادة جثث سوريين غرقوا قبالة السواحل الجزائرية.

وتأتي إجراءات الإدارة الذاتية بعد تزايد مناشدات ذوي الضحايا لها بضرورة إعادة جثث ضحاياهم.

وأشار المصدر لوجود لجنة خاصة شكلتها الإدارة من دبلوماسييها وممثلياتها في الخارج، ستتمكن “خلال وقتٍ قريب” من إعادة جثث الضحايا إلى ذويهم.

وناشد القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، العالقين في الجزائر بالعودة إلى بلادهم معرباً عن استعدادهم لتقديم كافة التسهيلات اللازمة لـ”عودتهم الكريمة والآمنة”.

ويتخوف السوريون العالقون في الجزائر، أن يتم تسليمهم في حال العودة إلى حكومة دمشق.

وبحسب مصادر لنورث برس، فإن هناك المئات من شباب مدينة كوباني في الجزائر ممن لم يعبروا البحر حتى الآن ويريدون العودة إلى مدينتهم، لكن صعوبات عدة أبرزها دخولهم بطرق غير شرعية تعيق محاولات العودة.

وكما سابقتها، لا تزال عائلة أحمد محمد رمو أيضاً، بانتظار وصول جثمان ابنهم الذي فقد حياته غرقاً في القارب ذاته الذي حمل ريناس.

وأحمد محمد رمو، (41 عاماً) متزوج ولديه أربعة أطفال (ثلاثة ذكور وبنت)، غادر كوباني إلى لبنان قبل أكثر من ثلاثة أشهر، ومن بعدها إلى ليبيا ثم إلى الجزائر كي يلجأ إلى أوروبا.

يقول ويسو رمو، وهو ابن عمّ أحمد، إنهم فتحوا خيمة عزاء لمدة ثلاثة أيام بعد تعرف أقرباء له على الجثة في إحدى مشافي الجزائر، إلا أن إجراءات السلطات الجزائرية تؤخر إعادة الجثة إلى مدينته.

ويضيف رمو أن أقرباء لهم يقومون بمتابعة الإجراءات المتعلقة بإعادة الجثث، إلا أن السلطات الجزائرية وخاصة المحاكم، تأخذ وقتاً طويلاً، كما أن العثور على جثث جديدة للاجئين يؤدي إلى تأخير وصول السابقة.

وفي السادس عشر من تشرين الأول/ أكتوبر، تم التعرف على جثة لاجئ آخر من كوباني هو بكر محمد علي، وبذلك أصبح عدد الجثث التي تم التعرف عليها هي 12 جثة، فيما لا تزال جثث 6 أشخاص آخرين مجهولة الهوية حتى الآن.

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: زانا العلي