اللاذقية – عليسة أحمد – NPA
رغم كل المحاولات لجعل السياحة في سورية في متناول كافة أبناء الشعب الا أن هذه الجهود لازالت دون المستوى المطلوب ولم تنجح في نشل الموطن من براثن الطبقية الجديدة التي باتت تطارده في كافة مناحي حياته.
وتشهد "اللاذقية", المدينة السياحية الأبرز في سورية, صعوبات كبيرة للنهوض بقطاع السياحة, وتعتمد المدينة الساحلية بالدرجة الأولى على السياحة الشاطئية التي يعتبرها البعض غالية نوعاً ولا تناسب ذوي الدخول المحدودة.
ورغم الوعود التي أطلقتها وزارة السياحة بجعل الاستجمام والسياحة متاحة لكل أفراد الشعب, إلا أنها لم تنجح في إنصاف ذوي الدخل دون المتوسط ولازالت منتج خدمي يستقطب أصحاب المال بالدرجة الأولى.
رسومٌ لدخول الشاطئ ومشاريع مرادفة
أصبح الدخول إلى الشاطئ برسم رمزي يبلغ /400/ ليرة سورية للشخص الواحد بعد أن كانت أغلب الشواطئ مجانية, والشاليهات الخاصة تتراوح أسعارها بين /15,000/ ليرة و/45,000/ لليوم الواحد وتختلف باختلاف الموقع والبعد عن البحر, أما أسعار الفنادق والمنتجعات فتتجاوز الـ /50,000/ ليرة باستثناء الشاليهات التي تتبع لاتحاد العمال وموقعها في (رأس البسيط) فأسعارها حوالي /5,000/ ليرة لليوم الواحد .
ورغم أن الدخل لم يشهد تحسناً في مقابل ارتفاع أسعار المنتجات والخدمات, لكن وزارة السياحة ركزت جهودها لتحسين وتوسيع مشاريعها كون اعتمادها الأكبر حالياً على السياحة الداخلية كافتتاح شاطئ (لابلاج) المفتوح في (وادي قنديل /25/ كم إلى الشمال من اللاذقية) والذي يضم /24/ شاليهاً خشبيا يتسع لأربعة أشخاص ويضم خدمات مختلفة من مسابح للكبار والصغار ومطبخ للعموم مقابل /400/ ليرة كسعر الدخول للسباحة, و/10,000/ لحجز الكوخ ليلة واحدة.
كما تسعى الوزارة لتنفيذ شاطئ مفتوح في منطقة (الرمل الجنوبي) بأسعار رمزية لتأمين خدمات سياحية مناسبة لذوي الدخل المحدود ، وقامت بتسيير باصات نقل داخلي إلى المناطق السياحية لتسهيل حركة زوار هذه المناطق.
استثمار لأغلب الشاطئ
يقول أمجد حماد, وهو من سكان المنطقة, إن زيارة البحر أصبحت صعبة ومكلفة حتى على سكان المنطقة الذين يقصدون البحر لبضع ساعات "فكيف إذا كان الزائر قادم من مدينة أخرى ويحتاج مكاناً للمبيت."
ويضيف أنه أحيانا يصل إلى شاطئ (وادي قنديل) ويجد صعوبة في إيجاد فسحة فارغة على الشاطئ ليجلس فيها هو وعائلته بسبب أصحاب المطاعم والمقاصف الذين يستثمرون أغلب الشاطئ ويفترشونه بطاولاتهم ومظلاتهم مما يسبب الإحراج ولا يترك فسحة للقادم الا أن يخضع ويجلس عليها ويدفع أجارها.
وكذلك الأمر بالنسبة لموقف السيارات, فكل مطعم يقوم بحجز مساحة كبيرة يعتبرها كراج خاص به وبزبائنه خاصة أيام العطل والازدحام، ويتساءل أمجد "كيف يمكن اعتبارها سياحة لذوي الدخل المحدود إذا كنا نحن أبناء المنطقة نعتبرها غالية وفوق قدرتنا؟"
تقول السيدة "غالية حمدان" القادمة من دمشق إنها لا تزور البحر الا ما ندر وتضع خطة منذ بداية العام لتصميد مبلغ معين لرصده للاصطياف في البحر وبكثير من الأحيان لا تنجح, فتضطر إلى تأجيل زيارة البحر إلى العام الذي يليه .
وتنشط أيضا في اللاذقية في السنوات الأخيرة السياحة الاستكشافية التي يقصدها محبي المناطق البرية الذين يقومون بتنظيم مسير جماعي إلى تلك الغابات الجبلية وإقامة مبيت في كسب والبسيط ومشقيتا ورغم التشجيع الذي تحظى به الا أنها مكلفة أيضا لما يحتاج المشارك من معدات للتخييم والطعام والنقل ولكن هي سياحة شبه فردية لا تناسب كثيراً العائلات وتلقى رواجاً أكبر بين الشباب .