نيران الاحتجاجات تمتد إلى أحد أكبر المعتقلات السياسية الإيرانية

أربيل – نورث برس

امتدت نيران الاحتجاجات المشتعلة في إيران منذ شهر، مساء أمس السبت، إلى سجن “إيفين” الشهير بالعاصمة طهران، الذي يحتجز خلف قضبانه معتقلين سياسيين ونشطاء مناهضين للحكومة.

وأصيب تسعة أشخاص على الأقل في أحداث السجن، فيما أظهرت مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع على الإنترنت ووسائل إعلام محلية، نيران وأعمدة دخان تعلو سماء السجن، وسُمع أصوات أعيرة نارية.

جاء ذلك، بينما تشهد شوارع العديد من المدن الإيرانية احتجاجات غاضبة تقابلها حملة اعتقالات متهمة بممارسة العنف الشديد.

وأعلنت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا)، وقوع اشتباكات بين سجناء في جناح واحد وعناصر أمنية، نقلاً عن مسؤول أمني كبير.

وقال المسؤول إن السجناء أشعلوا النار في مستودع بالسجن مما تسبب في الحريق. وأضاف إنه تم فصل ما وصفهم بـ”مثيري الشغب” عن السجناء الآخرين لتهدئة الصراع، لتعود الأوضاع “تحت السيطرة”.

ورغم أن السجن يعتقل سياسيين وناشطين، إلا أن المدعي العام في طهران علي صالحي قال في وقت لاحق من أحداث السجن، إن الاضطرابات لا تتعلق بالاحتجاجات التي اجتاحت البلاد منذ أربعة أسابيع.

في غضون ذلك، اندلعت مظاهرة في شوارع العاصمة طهران حيث هتف المتظاهرون “الموت للديكتاتور”، إشارةً إلى المرشد الإيراني.

وقال ناشطون على وسائل التواصل الإجتماعي، إن الشرطة أغلقت الطرق السريعة المؤدية الى سجن “إيفين” وإن أصوات ثلاثة انفجارات قوية على الأقل سُمعت في المنطقة.

وكانت حركة المرور مزدحمة على طول الشوارع السريعة الرئيسية بالقرب من السجن الواقع في شمال العاصمة.

إلى ذلك، قال مركز حقوق الإنسان في إيران ومقره الولايات المتحدة، إن السجن شهد اشتباكات مسلحة وتم سماع أعيرة نارية لأول مرة في العنبر السابع من السجن.

ووقع حريق السجن في الوقت الذي كثف فيه المتظاهرون احتجاجاتهم المناهضة للحكومة في الشوارع الرئيسية وفي الجامعات في بعض المدن في أنحاء إيران.

ويقول مراقبو حقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 200 شخص قتلوا حتى الآن في الاحتجاجات بعد مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني (جينا) منتصف شهر أيلول/ سيبتمبر الفائت.

وقتلت “أميني” البالغة من العمر 22 عاماً في حجز أمني بالعاصمة طهران حين ألقي القبض عليها من قبل شرطة “الأخلاق” الإيرانية بحجة انتهاكها قواعد اللباس الصارمة للجمهورية الإسلامية.

ولكن السلطات تنفي إنها قتلت، بل تسرد رواية “أصيبت بنوبة قلبية “، وهذا ما ينفيه ذوو الفتاة وناشطون.

وتحولت قضية “أميني” إلى قضية دولية نالت دعماً معنوياً من زعماء دول وساسة وناشطون.

وشهدت دول مختلفة من العالم احتجاجات نسوية شاركت فيها النساء بقص ضفائرهن وهن يهتفن “المرأة الحياة الحرية”.

وبحسب مراقبي حقوق الإنسان في الداخل والخارج، فإن ما لا يقل عن 30 شخصاً ممن يقل أعمارهم عن 18 عاماً، قتلوا خلال الاحتجاجات.

وبينما تزعم السلطات الإيرانية، دون تقديم دليل، أن الاضطرابات مؤامرة غربية في محاولة لتحجيمها، تستمر تصريحات التضامن مع المحتجين من شتى أصقاع الأرض.

وفور سماع خبر امتداد نيران الاحتجاج داخل السجن، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إنها تتابع الأحداث “على وجه السرعة”، بينما وصفها وزير الأمن في حكومة المملكة المتحدة بأنها “تطور مقلق للغاية”.

وقال الرئيس جو بايدن في تصريحات صحفية إن “الحكومة الإيرانية قمعية للغاية”، مشيداً في الوقت نفسه بشجاعة الناس في الشوارع.

وتتهم الحكومات الغربية إيران بممارسة “قمع وحشي” طال النشطاء ومنظمي الاحتجاجات، وكذلك بعض المشاهير.

وأمس السبت، انتشرت أنباء على نطاق واسع في وسائل إعلام كردية ومواقع حقوقية، عن اعتقال المغني الكردي الشعبي “عزيز ويسي” لتضامنه بأغنية مع أبناء مدينة كرماشان غربي إيران.

إعداد وتحرير: هوزان زبير