مع قرب حلوله.. الشتاء هاجس يقلق النازحين في مخيمات الحسكة

الحسكة – نورث برس

مع قرب حلول الشتاء، تتخوف حسينة أن تتجرع معاناة وقساوة العام الماضي الذي مر على عائلتها، في ظل تأخر وقلة كميات مازوت التدفئة الموزعة وتأخر توزيع المستلزمات الشتوية.

وبينما تنظر حسينة العلي (46 عاماً)، النازحة من قرية تل ذياب بريف سري كانيه (رأس العين)، إلى خيمتها المهترئة التي مر على نصبها ثلاث سنوات، تقول: “لا نعرف كيف سيمضي الشتاء!، لم يعطونا أي شيء، لا نعرف ماذا نفعل؟”.

وتشكو النازحة الأربعينية، وهي تجلس برفقة أطفالها أمام خيمتها في مخيم واشوكاني، من سوء أحوالهم، إذ لم تتمكن من شراء ألبسة شتوية ولا أغطية سميكة، “بعد أسابيع سيحل علينا الشتاء، إلى الآن لم يتم توزيع ألبسة للأطفال ولا حتى اسفنجات”.

وبسبب ما قاسوه خلال أعوام مضت، يقلق النازحون في مخيمي سري كانيه وواشوكاني بالحسكة، من قرب حلول الشتاء، الذي يزيد وطأة معاناتهم في الخيم.

ويزاد القلق عندما يتذكر النازحون الشتاء الماضي، إذ عانت العائلات في مخيم واشوكاني، شمالي الحسكة، من قلة كميات المحروقات المخصصة للتدفئة، كانت كل عائلة تحصل على 4 ليترات من المازوت يومياً.

وهي كمية غير كافية، إذ تحتاج العائلة لنحو 20 ليتراً من المازوت يومياً، حيث الحرارة تكون منخفضة في الخيم أكثر منها في المنازل.

وبحسب نازحين من هذا المخيم، فإن عملية توزيع المازوت الشتاء الماضي، بدأت مع حلول رأس السنة، أي أن الذين لم تسعفهم الحالة المادية، وهم الغالبية، لشراء المازوت من الأسواق، قضوا أكثر من شهر ونصف بلا تدفئة.

“الخدمات المقدمة خجولة”

وتسبب الهجوم الذي شنّته تركيا بمشاركة فصائل المعارضة المسلّحة الموالية لها في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر من العام 2019 على منطقتي سري كانيه وتل أبيض، بنزوح نحو 300 ألف شخص، وفقاً لبيانات الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.

ويضم مخيم واشوكاني، نحو 16 ألف نازح من سري كانيه وريفها، بينما يأوي مخيم سري كانيه، 2516 عائلة بمجموع أفراد 14548 شخص بعدد خيم 2794.

وتعمل في المخيمين، عدة منظمات دولية وجمعيات محلية وتقدم “خدمات محدودة”، وسط عدم اعتراف مفوضية الأمم المتحدة بهما، بحسب إدارة المخيمين.

وتحتار “العلي”، أتسعى لتأمين احتياجات غذائية وأساسية لأطفالها أم تشتري لباساً وأغطية واسفنجات ومازوت. وتتطلع كما غيرها من النازحين، إلى الحصول على مستلزمات التدفئة قبل حلول الشتاء.

وفي هذا الصدد، يشير برزان عبدالله، الرئيس المشارك لمجلس إدارة مخيم واشوكاني، إلى أن استجابة المنظمات لاحتياجات النازحين مع حلول فصل الشتاء “خجولة وشبه معدومة”.

ويضيف، أنه خلال العامين الماضي والجاري، كانت “الاستجابة بطيئة والخدمات المقدمة خجولة، ولكن مع نشوب الحرب الأوكرانية الروسية بات هناك انعدام شبه تام للخدمات”.

وحول إمكانية تقديم المستلزمات الشتوية للنازحين، يؤكد “عبد الله” أنه حتى اللحظة ليس هناك أي استجابة لتقديم الألبسة الشتوية للأطفال ومحروقات التدفئة والخيام والأغطية.

تأخر توزيع المستلزمات

ولجأ نازحون لترقيع جوانب الخيم بأسمال الألبسة المهترئة وسدها بأكياس النايلون للحد من تسرب مياه الأمطار لداخله، لكن هذه العملية قد لا تكون مجدية، وخاصة أن المياه تسربت إلى الخيم العام الماضي مع أولى الهطولات المطرية.

وفي ذات المخيم الذي يأوي عائلة “العلي”، تعجز زينب محمد (43 عاماً)، نازحة من مدينة سري كانيه، تسكن في مخيم واشوكاني، عن شراء مواد التدفئة لعائلتها، وتتساءل: “كيف لنا الشراء ونحن بهذه الخيم”، في إشارة منها إلى ضعف القدرة المالية.

وينتابها القلق هي الأخرى، من أن تتأخر عملية توزيع المازوت وباقي المستلزمات، “في حال استلمنا منتصف الشتاء، فما الحاجة إليها؟”.

في حين الأوضاع في مخيم سري كانيه ليست أفضل من مخيم واشو كاني.

ويقول رياض مرعي، مسؤول مكتب العلاقات في إدارة مخيم سري كانيه، إنه “بعد عمل طويل من المراسلات مع المنظمات العاملة في المخيم، حتى هذه اللحظة لم تقم أي منظمة بالتكفل بتأمين مستلزمات فصل الشتاء للنازحين”.

ويضيف: “حتى عملية تسليم المستحقات التي يقدمونها، يتأخرون في التوزيع، قبل يومين تم توزيع مراوح مع اقتراب حلول فصل الشتاء”.

ويزيد على كلامه، “مخصصات النازحين يتم توزيعها في أوقات غير مناسبة، حيث يتم توزيع المواد الصيفية في الشتاء والشتوية في الصيف إن وجدت”.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: سوزدارمحمد