بعد خسائر العام الفائت.. تخوفات من الزراعة البعلية الشتوية في ريف الحسكة
ريف الحسكة ـ نورث برس
يتخوف مرعي الأحمد (49 عاماً) وهو مزارع من الشدادي بريف الحسكة الجنوبي، من البدء بزراعة أرضه البعلية بمحصول القمح هذا العام بعد الخسائر التي تعرض لها الموسم الماضي، نتيجة الجفاف وقلة كميات هطول الأمطار.
وخلال الموسم الشتوي الفائت، تعرض مزارعو البعل في ريف الحسكة لخسائر فادحة، نتيجة الجفاف وقلة الأمطار، ما تسبب بتلف الموسم الزراعي.
والموسم الماضي، اشترى “الأحمد”، لزراعة أرضه البالغ مساحتها 300 دونم، بعض الأطنان من بذار القمح من السوق السوداء، بسعر 2200 ليرة سورية للكيلو غرام الواحد، ولكنه تكبد خسائر وصفها بـ”الكبيرة” بسبب الجفاف.
وأشار في حديث لنورث برس، إلى أن حجم الخسائر دفع معظم المزارعين للعزوف عن زراعة المحاصيل البعلية لهذا العام.
وخلال ثلاث سنوات متتالية، تعاني مناطق الحسكة وريفها من الجفاف وقلة كميات هطول الأمطار، التي انعكست سلباً على الموسم الزراعي الشتوي البعلي، وألحقت الضرر بالموسم المروي.
ويملك سامي العمر (38 عاماً) وهو مزارع من ريف الشدادي، أرضاً تقدر مساحتها بنحو 200 دونم، قام بزراعتها بمحصول الشعير البعلي خلال الموسم الفائت، وبسبب شح الأمطار كانت أرضه البعلية تبدو شبه جرداء من النبات، طوال فترة الموسم.
وعلى أمل أن يعوض الإنتاج التكاليف التي دفعها، اشترى “العمر” حينها، بذار الشعير من السوق السوداء بسعر 1600 ليرة للكيلو غرام الواحد، بالإضافة لتكاليف الحراثة والأسمدة، إلا أن حاله كحال باقي مزارعي البعل، إذ أثر الجفاف على الإنتاج.
وقال ” العمر”، لنورث برس، إنه خلال الموسم الفائت لم تنبت ولا حبة شعير فوق أرضه، بسبب الجفاف وشح الأمطار ، الأمر الذي جعله يتخوف من التعرض لخسائر جديدة مرة أخرى هذا العام.
والعام الماضي، اضطر مزارعو الأراضي البعلية في مناطق جنوبي الحسكة، لشراء مستلزمات الزراعة من السوق السوداء، لعدم تقديم الدعم اللازم لهم من قبل لجان الزراعة، بحسب قرار إداري.
وبلغ سعر الكيلو الواحد من بذار القمح في السوق السوداء هذا العام من 1700 إلى 2200 ليرة سورية، على حسب النظافة والنوعية، وبينما يتراوح سعر الكيلو الواحد من مادة الشعير من 2000 إلى 2600 ليرة.
ويعود ارتفاع سعر مادة الشعير لهذا العام في الأسواق، للنقص الحاد في المادة نظراً لاستعمالها كعلف للأغنام.
وكانت قد حددت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سعر بذار القمح لهذا العام 2300 ليرة سورية.
وبعد فقدان الأمل من الزراعة البعلية التي كانت عرضت المزارعين لخسائر فادحة، نتيجة الجفاف وقلة الأمطار، يتريث المزارع عواد الصالح (44 عاماً) في زراعة أرضه هذا العام.
ويقول “الصالح”، إنه لم يحصل العام الفائت على حبه شعير واحدة من حقله، وذلك بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة.