الفلوجة في الرقة.. حيٌّ يشرف على مكبِّ النفايات الرئيسي

الرقة- مصطفى الخليل- NPA
يعاني أهالي حي الفلوجة في مدينة الرقة شمال شرقي سوريا, من انتشار الذباب وانبعاث الروائح الكريهة في أرجاء الحي، بسبب وجود مكبّ النفايات الرئيسي للمدينة، بمحاذاة الحي من الجهة الشرقية, إضافةً لمعاناتهم من عدم وجود شبكة صرفٍ صحيٍ ووصول مياه الشرب إلى منازل الحي.
ويُعتبر هذا الحي، من أكثر أحياء الرقة فقراً، ويقع شمال شرقي المدينة، حيث يبعد عن مركزها بحدود /4/ كم، يحدّه شرقاً مقبرة تل البيعة، ومن الغرب الماكف (سوق الغنم) ومن الشمال سكة القطار، وهو من الأحياء العشوائيةِ الواقعةِ خارج المخطط التنظيمي للمدينة، و يبلغ عدد العائلات التي تقطن فيه حوالي /313/ عائلة.

انتشار الأمراض وقلة الخدمات
ويقول أحمد الجلعوط ( 44 عاماً), عامل في "مكبس حجارة بناء" من أهالي الحي "توجد عشر إصابات بداء اللشمانيا لدى أبناء الحي، سببها الذباب المنبعث من مكبّ النفايات، وانتشار القمامة بشكلٍ عشوائي في شوارع وأزقة الحي".
من جانبه يوضّح عيد الواوي(54 عاماً)، عامل من أهالي حي الفلوجة، لـ"نورث برس" أنّ مياه الشرب لا تصل للمنازل عن طريق الشبكة،  فيضطرون إلى شراء المياه من الصهاريج التي تجوب الحي في ساعات النهار, مشيراً إلى أن هذه المياه "تسبب الإسهالات والتهابات الأمعاء، وخاصة لدى الأطفال".
ويبيّنَ حسين الفتاح (45عاماً) من أهالي الحي، أنّ السكان عرضوا المشاكل الخدمية التي يعانون منها على مجلس الرقة المدني، وعلى بلدية الشعب في الرقة أكثر من مرة، ولكنهم "لم يتلقوا منهم سوى الوعود".
و طالب أهالي الحي، البلدية ومجلس الرقة المدني، بردم الطرقات وإزالة المكبات العشوائية وبناء مستوصف وتخديمهم بباصات النقل الداخلي أسوةً بباقي أحياء الرقة.

ردّ البلدية
عن إمكانية تحويل مكب النفايات الرئيسي المحاذي لحي الفلوجة إلى مكان آخر بعيداً عن المناطق السكنية، يقول الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الرقة، المهندس أحمد إبراهيم  إنّ المكب الرئيسي، الأساسي لمدينة الرقة كان في الجبل في منطقة الكسرات، قُبالة المدينة جنوباً، وحالياً لا يوجد إلا الجسر القديم يربط المدينة بتلك المنطقة، موضّحاً " معاودة نقل النفايات إلى تلك المنطقة سيتسبب بازدحام في حركة السير على الجسر، وسيؤخر برنامج ترحيل النفايات من باقي أحياء مدينة الرقة.
ويضيف "لن تُحل مشكلة ترحيل القمامة خارج المدينة، إلّا بعد أن يتم تأهيل الجسر الثاني على نهر الفرات، والمعروف بالجسر الجديد".
وعن أسباب افتقار الحي  للخدمات الأساسية وآلية عمل البلدية في الأحياء العشوائية, يقول إبراهيم  "كون هذه المناطق عشوائية، وخارج المخطط التنظيمي، فأعمالنا تقتصر على تقديم خدمات بسيطة؛ كخدمات النظافة"، مشيراً إلى أن هناك سيارة(شافطة) تقوم بين الحين والآخر بإعادة تسليك مجارير الصرف الصحي.
وينوه  إبراهيم  إلى أنّهم لا يعملون على تأهيل أو استبدل شبكة الصرف الصحي في الوقت الحالي في تلك المناطق، "كونها خارج المخطط التنظيمي للبلدية".

"مكتب التنظيم العمراني"
وعن تخديم عامة الأحياء العشوائية في الرقة، يقول إبراهيم " نعمل الآن على تأسيس مكتب التنظيم والتخطيط العمراني، والذي يقوم على تنظيم المناطق العشوائية المحيطة بالمخطط التنظيمي؛ أي سيكون هناك توسعة أفقية في المخطط العمراني لمدينة الرقة"، مؤكداً أنّ البلدية "ستتمكن بعدها من تقديم كل الخدمات اللازمة لتلك المناطق والأحياء، والمنتشرة على أطراف المدينة، ومنها حي الفلوجة".
 من جانبه يوضّح مدير المياه في الرقة، المهندس جاسم الخلف إلى قيام ورشات المياه في الرقة بمد خط (بولي إيتلين)قطر /90 /ميليمتر وبطول/ 350 /متر إلى حي الفلوجة, منوهاً إلى أنهم قاموا بمدّ خط مياه بقطر/ 110/ ميليمتر وطول /400 /متر، سابقاً.
 ويُرجع الخلف سبب عدم وصول مياه الشرب في الشبكة إلى حي الفلوجة لانعدام وجود التيار الكهربائي في مدينة الرقة عامةً، قائلاً "كون حي الفلوجة يتغذى بمياه الشرب من مضخة قريبة من محطة اتحاد الفلاحين شمالي منطقة الصوامع، لم تصلها شبكة الكهرباء بعد", مبيّناً أنّه عندما يتم تغذية هذه المنطقة بالتيار الكهربائي ستصل مياه الشرب للحي.
وأطلق أهالي الحي اسم "الفلوجة" على حيهم , بداية انتشار العمران داخله، في التسعينيات القرن الماضي، وقامت الآليات الثقيلة التابعة لبلدية الرقة آنذاك بهدم أجزاء من أبنية الحي كونه من أحياء المخالفات، فقاموا بإطلاق هذه التسمية عليه، نسبة إلى مدينة الفلوجة في محافظة الأنبار العراقية المشابهة لواقع الحي، على حدّ قول قاطنيه.