تصريحات متعاقبة لتركيا.. هل خلفها لعبة دول أم مقدمات لتطورات قد يشهدها الملف السوري

إدلب- نورث برس

باتت التصريحات التركية بشأن التقارب مع الحكومة السورية، تشهد نوعاً من التذبذب، فتارة تلمح لإمكانية حدوثه وتارة تنفي، ويرى متابعون للشأن أنها ورقة تشهرها أنقرة، بشكل مدروس ووقت تشاء، فهل خلفها لعبة.

وبعد أيام على تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حول إمكانية لقائه بالرئيس السوري بشار الأسد، يعلن وزير الداخلية التركية سليمان صويلو، أن بلاده ستعيد الأمان إلى سوريا ودمشق.

وحديث صويلو، جاء خلال اجتماع المجلس الاستشاري الإقليمي الموسع لحزب العدالة والتنمية، السبت الماضي، في مدينة كوتاهيا غربي البلاد.

تصريحات متذبذبة

وأصبح من اللافت التسلسل الزمني لتلك التصريحات، في وقت تترقب فيه أنظار السوريين بقلق وحذر أي تحرك على الساحتين السياسية والعسكرية، قد يصدر من الدول المتداخلة في الملف السوري وتتقدمها تركيا.

وكان واضحاً لغة القوة التي تحدث بها وزير الداخلية التركية، يوم أمس، لتتعدى طموحاته بإعادته ما سماه “الأمان” إلى سوريا دولاً أخرى جاء على ذكرها.

وقال صويلو: “فسنكون أقوياء وعظماء حتى إننا سنعيد الأمان إلى دمشق وبغداد وأفغانستان وباكستان”، بحسب موقع “TRT” التركي.

وفي منتصف شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، صرح أردوغان، بأنه كان مستعداً للقاء الأسد، على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند، لو أن الأخير حضر هناك، وفق ما ذكرته صحيفة “حريت” التركية.

ونقلت الصحيفة حينها عن أردوغان “كنت أود لو يأتي الأسد إلى أوزبكستان، لكنت التقيته، لكنه لا يستطيع الحضور”.

في حين رأى خبراء متابعون للملف السوري في أنقرة، في تصريحات لصحيفة “الوطن” شبه رسمية، أن “تغيير مسؤولي الملف السوري في الخارجية التركية، ماهي إلا خطوة، “لدعم التقرب من دمشق”.

وأضافت أن التغيير شمل مسؤولي الملف السوري الثلاثة في وزارة الخارجية، وهم نائب وزير الخارجية سادات أونال، المسؤول الأول عن الملف والذي عين سفيرا دائما لدى الأمم المتحدة، وأردم أوزان، المسؤول الثاني عنه وعين سفيرا في العاصمة الأردنية عمان، إلى جانب سلجوق أونال الذي تولى منصب السفير التركي في لاهاي بهولندا”.

فيما نفى المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، وخلال لقاء تلفزيوني على قناة “خبر تورك”،  في حزيران /يونيو الماضي، وجود أي اتصالات سياسية بين بلاده والحكومة السورية.

وقال قالن: “لا يوجد الآن أي اتصال سياسي مع النظام السوري، هناك لقاءات استخباراتية، هذه اللقاءات تجري وفق مصالحنا الوطنية، ولكن أبعد من ذلك لا يوجد أي لقاء سياسي”.

وكشفت مصادر دبلوماسية غربية، في أنقرة، عن قرب موعد الانتقال إلى المفاوضات السياسية, بين أنقرة ودمشق, واحتمالية لقاء بين وزيري خارجية البلدين قبل نهاية العام الجاري، وفقاً لتقارير صحفية.

تحركات لروسيا وواشنطن

والأسبوع الماضي، أعلنت روسيا، وعبر خارجيتها، أنها تحافظ على “اتصالات نشطة للغاية” لعقد اجتماع دبلوماسي بين دمشق وأنقرة.

وقال نائب وزير الخارجية وممثل الرئيس الروسي للشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوغدانوف في إفادة صحفية، الأربعاء الماضي، إن “الجانب الروسي يشارك بنشاط في حوار مع الشركاء بشأن اقتراح توفير منصة لاجتماع وزيري خارجية الحكومة السورية وتركيا”.

ومطلع الشهر الجاري، أعلن بوغدانوف، أنه من المقرر عقد الاجتماع المقبل لمسار (أستانا)، بشأن سوريا قبل نهاية العام الجاري.

وأضاف، أن مكان انعقاد اللجنة الدستورية السورية “قيد البحث” وفقاً لوكالة (تاس) الروسية.

والتصريحات الروسية جاءت في أعقاب التحرك الأميركي الأخير، حيث نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، عن مصادر في المعارضة السورية، الثلاثاء الماضي، أن التدخل الأميركي المستجدّ في الائتلاف السوري المعارض، دفع تركيا إلى إعادة صرف رواتبهم وتجديد فكرة إعادة هيكلة الائتلاف.

وبحسب المصادر، أعادت تركيا صرف نفقات الائتلاف السوري المعارض مع نية تغيير في هيكليته، بعد ضغوطات من الولايات المتحدة الأميركية.

وتأتي هذه الخطوة بعد لقاءات وفد المعارضة مع عدد من المسؤولين في الولايات المتحدة نهاية الشهر الماضي.

وفي الآونة الأخيرة، ظهرت ملامح مشروع أميركي بتوحيد المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية، لمواجهة مسار أستانا الذي تقوده تركيا وإيران وترعاه روسيا، بحسب الصحيفة.

وقالت المصادر للصحيفة اللبنانية، إن “عرقلة مسار أستانا وخلق مسار معاكس له، بات العنوان الأبرز لواشنطن”.

إعداد وتحرير: فنصة تمو