وسط تخوفهم من العودة.. الحكومة العراقية تتجاهل مواطنيها اللاجئين

الحسكة – دلسوز يوسف / جيندار عبدالقادر – NPA
تتجاهل الحكومة العراقية مواطنيها القاطنين في مخيمات اللجوء بسوريا، ولا تطالب بإعادتهم إلى ديارهم، وسط خوفٍ ينتاب الكثيرين بالعودة إثر استمرار الصراعات الطائفية في البلاد.
وزار مؤخراً وفدٌ من وزارة الهجرة العراقية برفقة مفوضية حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة مخيم الهول شرقي مدينة الحسكة، الذي يضم قرابة /42/ ألف لاجئ عراقي بهدف الاطلاع على أوضاع اللاجئين والتنسيق مع الادارة الذاتية لإعادة دُفعة جديدةٍ من اللاجئين إلى بلادهم.
ويقول مدير مكتب اللاجئين العراقيين في مخيم الهول فارس البرغوث لـ "نورث برس"، إنَّ "كافة الاجراءات من جهة الادارة الذاتية مكتملةٌ لإخراج دفعةٍ جديدةٍ من اللاجئين"، مشيراً إلى أنَّ الجانب العراقي هو من يعرقل عملية العودة بذريعة "التدقيق الأمني وعدم وجود أمكنة لإسكان العائدين إلى بلادهم".
ويبيّن البرغوث أنَّه خلال فترة ثلاثة أشهرٍ الأخيرة, زارت وفودٌ عراقيةٌ مخيم الهول ثلاث مراتٍ ، لكن "دون نتائج تُذكر حيال ملف عودة اللاجئين إلى ديارهم، حيث تقتصر أقوالهم على تحديد مواعيد دون تنفيذ".
وينوه البرغوث، أنَّ مسألة عودة اللاجئين إلى العراق بحاجة إلى ضمانات من قبل الجهات الرسمية، قائلاً "هناك تخوفٌ من الصراعات الطائفية المستمرة في البلاد، خاصة قوات الحشد الشعبي التي تعتقل العائدين وهناك نسبة كبيرة مصيرهم مجهول بعد عودتهم إلى العراق".

انقسام بالرأي
وينقسم اللاجئون العراقيون في مخيم الهول بين مؤيدٍ للعودة إلى بلاده، ومن يفضّل البقاء في المخيم رغم الأوضاع المعيشية الصعبة في ظل غض الطرف لأوضاعهم من قبل المنظمات الانسانية.
وتوضّح اللاجئة أحلام من محافظة الموصل، أنَّها سجلت اسم عائلتها ضمن قائمة الرحلة العائدة إلى العراق إلا أن طلبها "رُفض دون معرفة الأسباب"، مطالبة الحكومة العراقية أن تجد لهم حلولاً تعيدهم إلى ديارهم.
بدورها تقول لاجئة أخرى من محافظة صلاح الدين، وهي منقبة لا يظهر من وجهها شيء,  رافضةً ذكر اسمها "نريد العودة إلى العراق، يقولون لنا أحياناً إنَّ الرحلات لا تسير وأحياناً أن الحكومة العراقية لا تستقبلكم، لدينا تواصل مع أهلنا في العراق ويطالبوننا بالمجيء لكن بسبب الظروف الحالية لا يمكننا الخروج".
ومن جانب أخر، يتخوف الكثير من اللاجئين من العودة بسبب ارتباطهم مع تنظيم "الدولة الاسلامية"(داعش)، كحال اللاجئة ميساء (اسم مستعار) التي تبيع قوالب الثلج في سوق المخيم، حيث يقبع زوجها وابنها في السجون لدى قوات سوريا الديمقراطية بعد خروجهم من آخر معقل للتنظيم في الباغوز شرقي ديرالزور.
بينما يبدي آخرون تخوفهم حيال قضية الاعتقال من قبل قوات الحشد الشعبي التي تتتبَّع العائدين الذين يمتون بصلة قرابة أو متورطين بالانخراط ضمن صفوف "الدولة الاسلامية"(داعش)، الذين غالباً ما يكون مصيرهم مجهولاً، حسب أقوالهم.
وبحسب إدارة مكتب اللاجئين العراقيين في مخيم الهول، أخر دفعةٍ من اللاجئين عادت إلى العراق كانت قبل ثمانية أشهر، مؤكّدة أنَّه منذ استحداث مكتب للاجئين عام 2016 تم إعادة ما يقارب /60/ ألف لاجئ إلى العراق.