المسيحيون يحييون عيد اكتشاف خشبة الصليب في كنائس القامشلي

القامشلي- ريم شمعون- NPA

أحيا المسيحيون في مدينة القامشلي, أمس الجمعة, عيد اكتشاف خشبة الصليب وذلك بممارسة طقوس إشعال النيران وإقامة الصلوات والتراتيل الدينية الخاصة بالمناسبة.

ويُحيي المسيحيون في مساء الثالث عشر من أيلول/سبتمبر من كل سنةٍ عيد اكتشاف خشبة الصليب المقدس في العالم أجمع, حيث تعود هذه المناسبة للقرن الرابع الميلادي وبالتحديد سنة  326 م .

قصة الاكتشاف

وأوضح الكاهن ملكي عشو رمزية أهمية هذا الاحتفال وطقوسه لـ"نورث برس" قائلاً بأنَّ هذا العيد له رمزيةٌ جميلةٌ ومقدَّسةٌ بالحياة المسيحية والتي بدأت أثناء حكم الملك قسطنطين, حيث كانت حينها الوثنية منتشرة بشدّة فبدأت الحروب بين الملك والفرس، لتظهر علامة الصليب في السماء مشيرةً إلى انتصار الملك قسطنطين.

ويضيف "وتم رسم علامة الصليب على كل عتاد الجيش من دروعٍ وأسلحةٍ وأعلامٍ, لينتصر الملك قسطنطين على الفرس، ونتيجة انتصاره أصدر الملك أنذاك قراراً بأن تصبح الديانة الرسمية للدولة الرومانية هي الديانة المسيحية بعد أن كانت الوثنية منتشرةً في ذلك الوقت".

ويردف الكاهن عشو "كانت والدة الملك, هيلانة, مؤمنة بالسيد المسيح وحملت على عاتقها إيجاد الصليب الذي صُلب عليه بعد أن تم وضعه في مكانٍ مجهولٍ من قبل يهود أورشليم بعد صلب المسيح، فطلبت من أبنها الملك إرسال جيشٍ معها لأورشليم لمساعدتها في البحث على خشبة الصليب المقدس، وكان لها ما طلبت".

وبدأت الملكة "هيلانة" رحلتها في البحث عن الصليب وتم التحقيق مع العديد من اليهود دون الوصول إلى نتيجةٍ مرجوةٍ، وكان لها ما أرادت عندما نصحوها بالتوجّه لرجل مسنٍ يُدعى "يهوذا" وأخبروها أنَّه على اطلاعٍ واسعٍ بتاريخ وأحداث مدينة أورشليم.

وبحسب قول الكاهن عشو , فإنَّ يهوذا دلَّ الملكة على مكان الصليب المقدَّس الذي وُضعَ في مكان تحت الأرض حيث حفر الجنود وأخرجوا ثلاثة صلبان, فلم يعرفوا أي صليب منهم هو للسيد المسيح، فكان موكب جنازةٍ ماراً من هناك فطلبت الملكة وضع الميت على الصليب لمعرفة الصليب الحقيقي للسيد المسيح, فوضعوه على الصليب الأوَّل والثاني فلم يقم وعند وضعه على الصليب الثالث استفاق الميت وكان هذا الدليل لمعرفتهم واكتشافهم لصليب السيد المسيح, وهكذا تم أخذ قسم من خشبة الصليب ونقلها للقسطنطينية والأخرى بقيت في أورشليم .

 وعن سبب إشعال النار في هذه المناسبة يقول الكاهن عشو إنَّ "النار هي العلامة التي من خلالها تم نشر خبر إيجاد خشبة الصليب المقدَّس في ذلك الوقت, حيث كان الجنود منقسمين إلى فرقٍ كل فرقةٍ تبحث في مكان معين، اتفقوا فيما بينهم بأمر من الملكة هيلانة والملك قسطنطين على إشارة فيما بينهم تقضي بأنَّ الفرقة التي تجد الصليب تشعل ناراً ، لتتوقف الفرق الأخرى عن البحث".

وعبَّرت أنجيل باهو (18 عام) إحدى الحاضرات في العيد عن فرحتها بعيد اكتشاف خشبة الصليب, مشيرةً إلى أنهم كمسيحيين  يفتخرون بخشبة وإشارة الصليب لأن "السيد المسيح صُلب عليها فداءً لنا".

بدوره  قال عماد حنا (47 عام) أحد الحاضرين إنَّ "الصليب هو قوة المسيحيين لأنَّ المسيح بصلبه على الصليب صار جسراً ناقلاً لنا بين الأرض والسماء".

من جانبها أشارت سميرة كورية (59 عام) إلى أنَّ الصليب يعني للمسيحيين الخلاص ورمز القوة والمجد, "فصليب الربّ هو القوة التي نستمدها من الربّ اليسوع", مبيّنة أنَّ اكتشاف الصليب أكبر قوةٍ للمسيحيين.

وأُقيمت عدة احتفالاتٍ في مدينة القامشلي كان منها في كنيسة مار شربل في قرية الوطوطية وأخرى في كنيسة مار أحو في قرية دمخية, وكانت الاحتفالية الكبيرة في كنيسة السيدة العذراء, مساء أمس الجمعة في القامشلي, والتي حضرها مجموعة من الآباء الكهنة والمئات من المسحيين حيث تم إشعال النار في ساحة الكنيسة وإقامة الصلوات والتراتيل الدينية الخاصة بالمناسبة, بالإضافة لتأملٍ روحيٍ قدَّمه مجموعةٌ من خدام مركز التربية الدينية .