دير الزور –هجين- جيندار عبدالقادر – NPA
مع اقتراب بداية العام الدراسي في مختلف مناطق شمال شرقي سوريا، لاتزال معاناة الواقع التعليمي مستمرة وخاصة في المناطق التابعة لدير الزور شرقي البلاد، التي تم طرد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) منها على فترات مختلفة.
مدينة هجين التي تم انهت قوات سوريا الديمقراطية حكم تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) فيها أواخر عام /2018/، وعاد إليها أهلها مع بداية العام الحالي، تعاني من قلة الخدمات الضرورية في مختلف جوانب الحياة، وتعد مشكلة التعليم من أكثر المشاكل التي يعاني منها سكان المدينة، نظراً للتدمير الكبير الذي طال المرافق التعليمية في المدينة إلى جانب انتشار الجهل والأمية بين الأطفال، الذين كانوا من اكثر المتضررين من الحرب السورية.
انتقادات
صلاح اسماعيل السلمان الرئيس المشارك لمجلس الشعب في مدينة هجين تحدث لــ "نورث برس" عن الواقع التعليمي في المدينة والضرر الذي لحق بالمنشآت التعليمية قائلاً "نعاني من مشكلة التعليم، لدينا في هجين 46/ / مدرسة، /14/ منها مدمر تدمير كامل و /2/ منها مدمر بشكل جزئي و //20 مدرسة بحاجة لإعادة ترميم وتأهيل".
وأضاف السلمان "في العام الدراسي المنصرم كان لدينا /9,384/ طالباً و /327/ مدرّس ومدرّسة متطوعين، ونتوقع ان يصل اعداد الطلاب في هذا العام الدراسي إلى اكثر من /16/ ألف طالب وطالبة"، لافتاً إلى أن عدد سكان هجين يزيد عن //80 الف نسمة، وعاد أهلها من النزوح منذ نحو8/ / أشهر".
كما وجه انتقادات لمجلس دير الزور المدني والتحالف الدولي "لم نتلقى أي دعم منهم، بالرغم أننا حصلنا على وعود من التحالف الدولي لمساعدتنا بترميم واعادة تأهيل المدارس، ولكنهم لم يوفوا بوعودهم، وليست هناك بوادر أو محاولات من مجلس دير الزور المدني لحل المشكلة ".
وأشار السلمان إلى ان "العمل التطوعي جار على قدم وساق من قبل المختصين في التربية، لإيجاد حلول إسعافيه لخدمة أهالي المدينة".
جهود شخصية
عامر الدخيل من سكان مدينة هجين ومدرس للغة العربية قال "بجهود أبناء المنطقة والخيرين تم افتتاح /6/ مدارس واستُقبل نحو /3/ آلاف تلميذ للمرحلة الابتدائية في الصفين الأول والثاني" خلال العام الدراسي المنصرم.
وأضاف "كان العمل فيها مجاني، وتم تجهيزها بشكل اسعافي بمقاعد وأدوات مدرسية".
وأشار الدخيل إلى أن الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا افتتحت "معهد اعداد مدرسين في هذا الصيف، واستقبل حملة الشهادة الجامعية من ابناء المنطقة للمباشرة بالعام الدراسي الجديد".
وأوضح الدخيل أن "التعليم مهمش منذ /9/ سنوات ، حيث أن التلاميذ الذين داوموا خلال العام الدراسي المنصرم لا يشكلون سوى /10/ بالمئة من تلاميذ المنطقة" مُطالباً المنظمات والهيئات والمؤسسات بضرورة تقديم الدعم اللازم للمدراس في مدينة هجين.
كادر تدريسي كبير واعتماد مناهج "الحكومة السورية"
ولفت الدخيل إلى ان مدينة هجين تمتلك "كادر تدريسي يغطي المنطقة بالكامل، ففي السابق كان مدرسو هجين يصلون حتى ذيبان غرباً والباغوز شرقاً، كان لدينا مجمع تربوي يغطي المنطقة".
وأردف "يتم اعتماد مناهج النظام السوري، مع إلغاء بعض المواد فيه " في عملية التدريس التي تمت خلال العام الدراسي المنصرم، والذي قام بها متطوعون من أبناء المدينة.
انتشار الجهل والامية
محمد رجب السالم من أهالي مدينة هجين يصف الوضع بالمأساوي "هناك بعض الاطفال وصلت اعمارهم لــ 13 عاماً، ولا يعرفون القراءة والكتابة".
وأضاف "لدي 7 أطفال، صغيرهم 9 سنوات، متى سيتعلم؟ وكيف سيتم تدريسهم؟ وفي أية مرحلة سيتم تدريس هؤلاء الاطفال؟" متمنياً ان يتم حل هذه المشاكل في أقرب وقت .