وسط انتقادات وتشكيك.. هل تنجح المعارضة السورية في تحريك الملف السياسي ؟

إدلب – نورث برس

انتهت المعارضة السورية بمختلف تشكيلاتها، من عقد جملة لقاءات في واشنطن قبل أيام، بعد سلسلة من اجتماعات عقدتها المعارضة على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، في دورتها الـ 77،  قالت عن بعضها أنها كانت “مثمرة”.

ويذهب ممثلو المعارضة السورية، سواءً في الائتلاف، أو اللجنة الدستورية، أو هيئة التفاوض؛ في كل محفل وكل تصريح، إلى التأكيد على “جهودها الجبارة” لإبقاء الملف السوري قيد التداول، وأن لا يغيب عن المحافل الدولية المنشغلة اليوم بالحرب في أوكرانيا.

وقال يحيى مكتبي، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني، لقِوى الثورة والمعارضة السورية، إن الاجتماعات مع الجانب الأميركي حتى لو كانت في أدنى حدودها، لن تجعل الملف السوري غائباً عن ساحة الاهتمام الدولي.

وجاء حديث “مكتبي”، لنورث برس، في أعقاب اجتماعات عقدتها المعارضة، الأسبوع الماضي، في واشنطن، بعد سلسلة لقاءات تمت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ 77.

ولكن رغم الزخم في التصريحات التي تصدرها المعارضة السورية، فيما يتعلق بتحريك الملف السياسي السوري، لكنها تبقى محاولات يائسة بحسب  متابعين.

“طرح رؤى”

وقال عبد الباسط عبد اللطيف، عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، إن “التواصل مع الجانب الأميركي وغيره من الدول مستمر، بما يدعم العملية السياسية”.

وأضاف  “عبد اللطيف”، لنورث برس، أنه بالنسبة لنتائج الزيارة التي تمّت إلى واشنطن، وقبلها على هامش الجمعية العامة، “عملت بقوة على تفعيل الاهتمام بملف سوريا، في خضم المتغيّرات الكبيرة على الساحة الدولية وخاصة انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانيّة”.

و”هدفت أيضاً على تأكيد مواقفنا أمام الدول المؤثّرة في هكذا مناسبة دولية كبرى، وكذلك استطلاع تطوّرات مواقف الدول”، معتقداً أن “أهداف الزيارة بهذا المعنى تحقّقت”.

وأشار، إلى أن الزيارة  شهدت سلسلة من اللقاءات الهامة، “طرحنا رؤى لإعادة تحريك الملف السوري عموماً، متعلقة بتنفيذ القرارات الدولية أو عقد مؤتمر دولي خاص بسوريا”.

وأضاف السياسي السوري، أن الولايات المتحدة “أكّدت بشكلٍ واضح أنها ترفض أي سيناريو للتطبيع مع النظام أو خرق للعقوبات، وعلى أن الحل في سوريا يكون عبر تطبيق القرارات الدولية”.

ويعتقد “عبد اللطيف”، أن المتغيّرات الدولية القادمة ستدفع بإعادة تفعيل دور الأمم المتحدة في الشأن السوري.

“فقاعات إعلامية”

وأكد رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الانسان، في تعليق  على احتماليات عقد لقاءات بين المعارضة السورية والحكومة، إن “اللقاءات قائمة بين الطرفين بطبيعة الحال”.

ونعتَ “عبد الرحمن”، في تصريح خاص، لنورث برس؛ اللجنة الدستورية السورية بأنها “لجنة دستورية فاشلة بامتياز”.

وأضاف، “لم يتم اختيار أعضاء اللجنة الدستورية سواءً من قِبل النظام السوري أو المعارضة، في سبيل البحث عن دستور جديد في سوريا”.

“اليوم النظام والمعارضة، ليسوا أصحاب قرار”.

وأضاف، أن ما يُثار حول تحريك الملف السياسي بسوريا، عبر لقاءات، في (أستانا)، أو (جنيف) وغيرها من المحافل؛ ليس سوى “تحريك إعلامي”.

وأنه منذ 2016، وحتى الآن؛ لم يحصل أي تقدُّم في الملف، ولم يقدّم للشعب السوري “سوى المزيد من التشرّد والفقر والجوع”.

وأشار، إلى أن كل ما يُشاهد “فقاعات إعلامية”، ولا يوجد جدية لدى المجتمع الدولي، في تحريك الملف السياسي السوري.

إعداد وتحرير: فنصة تمو – إحسان محمد