منبج – نورث برس
منذ ساعات الصباح الأولى ينتظر علي؛ مندوب الخبز ليأخذ حصة عائلته، ويضطرّ أحياناً للانتظار ساعات طوال، حيث لا وقت محدّد للمندوب.
علي المصطفى، (37 عاماً)، من سكان منبج، شمالي سوريا، يقول إنه لن يحصل على كميته من الخبز مالم يتواجد خلال التوزيع، ويُضيف “فوقها الخبز قليل”.
يُضيف “المصطفى”، لنورث برس، أن الخبز الذي يستلمه من المندوب “سيء الجودة”، ويُسبب مشاكل هضمية لأفراد عائلته، المكونة من ثلاثة أطفال وزوجته.
ويُشير “المصطفى”، إلى أن “خبز مندوب حيّنا سيء، هناك أحياء خبزها جيد، لذلك قدمّنا نحن سكان الحي عدة شكاوى على المندوب، إلا أن نوعية الخبز لا تزال رديئة، ولا تصلح للاستهلاك البشري”.
رغم الشكاوى، إلا أن جودة الخبز المدعوم “لم تتحسّن”، ويؤكد سكان أن تراجع جودة الخبز “هي فقط بأفران محدّدة”، مُحمّلين المسؤولية للجهات الرقابية على عمل الأفران.
وسبّب الجفاف في الموسم الماضي، أثراً بالغاً على إنتاجية القمح، كما أثّر تراجع منسوب نهر الفرات على المساحات المروية، وتبلغ مساحة الأراضي المروية في مناطق الإدارة الذاتية، لشمال وشرق سوريا؛ 3 ملايين هكتار، بحسب هيئة الزراعة في المنطقة.
وبدأت الإدارة تعتمد على طحين القمح الصافي منذ حصاد هذا الموسم، بعد لجوئها في وقتٍ سابق لخلط الطحين بمادة الذرة، الأمر الذي أثار استياء السكان.
ويشتكي سكان منبج، من قلة كميات الخبز المخصصة للعائلات، وعلاوةً على ذلك، أن جودة الخبز “سيئة”، على الرغم من الوعود بتحسينها.
وفي كانون الثاني/ يناير، الماضي؛ شكّلت الإدارة الذاتية “خلية أزمة” لمراقبة جودة الخبز، وتلافي حدوث أزمات معيشية مستقبلاً.
واتبعت الإدارة الذاتية نظام “المناديب” في توزيع الخبز على السكان، حيث يشتري شخص مفوّض من كل حي، الخبز من فرن معين، ثم يبيعه على سكان حيّه بسعر 350 ليرة للكيلو الواحد، ويُخصّص لكل فرد من العائلة رغيفي خبز في اليوم الواحد.
وتوزّع الإدارة الذاتية، دقيق القمح على الأفران، بكميات متفاوتة؛ بحسب عدد المناديب؛ الذي يتعاملون مع الفرن وحاجتهم.
ولكن عبد الحسين، (46 عاماً)، يعاني من قلّة مخصّصات الخبز لعائلته المكونة من تسعة أفراد، ويضطرّ الرجل لشراء الخبز السياحي لتغطية النقص في حاجته.
إلا أن تكاليف الخبز السياحي بالنسبة لـ”الحسين” باهظة، حيث يعمل بالمياومة، ويتقاضى 12 ألف ليرة يومية؛ في حال توفر العمل، وتعتبر تلك من النفقات الإضافية الثقيلة عليه، لا سيما أنه يسكن بالإيجار، ويدفع 125 ألف ليرة شهرياً.
وتحتاج عائلته إلى 7 آلاف ليرة؛ يومياً من الخبز السياحي، وهذا ما لا يقوى عليه الرجل في ظلّ تردي الأوضاع المعيشية وتدنّي الأجور لغالبية السكان.
ويبلغ سعر الرغيف الواحد من الخبز السياحي 250 ليرة، فيما تُباع ربطة الخبز المكونة من 9 أرغفة بالسعر المدعوم 350 ليرة.
فيما يقول زكريا هارون، الإداري في الأفران العامّة لمدينة منبج وريفها، “في حال ورود أي شكوى من السكان على عمل أي مخبز معتمد، يتمّ تسيير لجنة من قِبل المؤسسات المعنية”.
ويُضيف: “في حال، إثبات المخالفة، يُنذر صاحب الفرن للمرة الأولى مع مخالفة مادية، وإذا ما تكرّرت ذات المخالفة، يتمّ توقيف صاحب الفرن عن العمل”.
وفي حديثٍ لنورث برس، يؤكد “هارون”، “التحسّن الملحوظ بجودة الخبز، للاعتماد على القمح فقط، وإعادة النظر في آلية عمل المطاحن التي تعتبر بدائية”.
ويشير، إلى أنه “تمّ التركيز على آلية عمل الأفران من حيث إعطاء العمل فيها جهداً أكبر من السابق، وكانت النتيجة واضحة لكل المواطنين في المدينة والأرياف”.