وسط غياب المنظمات الإنسانية… أوضاع معيشية صعبة في مخيم الهول

الهول ـ دلسوز يوسف/جيندار عبد القادر – NPA
إلى جانب الوضع الأمني المتردِّي، تستمر معاناة قاطني مخيم الهول، أكبر مخيمات إيواء النازحين واللاجئين في شمال وشرقي سوريا، في ظل أوضاع معيشية صعبة، وسط غياب شبه كامل للمنظمات الانسانية.

أوضاع صعبة
ويشهد سوق المخيم حركةً لا تهدأ طوال النهار، حيث تفترش النساء بسطات للألبسة المستعملة والخضار والمشروبات الباردة، إلى جانب عمالة الاطفال الذين بات معظمهم أرباب أُسر، بعد أن فقدوا ذويهم خلال الحرب في سوريا والعراق، خاصةً في ظل وجود البطالة كبيرة.
النازحة (ل م) التي لم تشأ أن تُفصح عن اسمها الكامل، وهي من منطقة القلمون في ريف العاصمة السورية دمشق، تتحدث لـ"نورث برس" عن معاناتها، حيث قُتل زوجها في الحرب، لافتةً إلى أنَّها تُعاني الأمرَّين جراء غلاء الاسعار، في ظل فقدان ربِّ الأسرة.
وتشير النازحة إلى أنَّها تجلس في أغلب الايام تحت خيمتها، وتنتظر من يتصدَّق عليها بمساعدةٍ لتُطعم منها أطفالها السبعة، مضيفةً: "احياناً أفترش بسطة لبيع الخضار ضمن السوق، المردود الذي نجنيه قليل جداً، خاصة أنَّ الأسعار هنا غاليةٌ جداً".
وتقول نازحة أخرى، تبيع قوالب الثلج، إنَّ الحياة في المخيم مزرية جداً، "نعاني من نقص في المواد الغذائية والماء، حرارة الصيف هلكتنا، المنظمات قدمت لنا مراوح كهربائية لكن لا يوجد لدينا كهرباء، كل ما أعرفه أننا نعيش في الجحيم".

الامراض
وفي ظل غياب الوعي الصحي، تنتشر الكثير من الامراض بين قاطني المخيم، فبحسب المسؤول في الهلال الاحمر الكردي رمضان محمد، أنَّ عدد المراجعين لمركزهم يومياً يقارب /600/ مريض. مبيّناً على أنَّ أغلب الإصابات إصاباتٌ موسميةٌ.
ومنذ بداية العام الحالي فقد /312/ طفلاً تتراوح اعمارهم بين يوم واحد و/15/ عاماً حياتهم، في مخيم الهول، جراء سوء التغذية والبرد والحرارة، بحسب الهلال الاحمر الكردي.

تقاعس المنظمات
ويوجد في مخيم الهول /33/ منظمة وجمعية إنسانية وإغاثية، يتبعون لمؤسساتٍ عالميةٍ، إلاَّ أنَّها وبحسب قاطني المخيم، متقاعسةٌ عن مساعدتهم لأنَّ نسبة المساعدات التي يتم توزيعها غير كافية لتأمين معيشتهم.
وتدير مخيم الهول الذي يقع شرقي مدينة الحسكة، الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرقي سوريا، ويضم المخيم بحسب الإحصائيات الأخيرة ما يقارب /71/ ألف شخص، بينهم قرابة /11/ ألف من عائلات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
يُذكر أنَّ لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة قالت خلال بيان لها في أيار/ مايو المنصرم، أنَّ المساعدات المقدمة لمخيم الهول غير كافية على الإطلاق، ودعت المجتمع الدولي الى بذل كافة الجهود الممكنة لتقديم المساعدات الإنسانية لقاطني المخيم.