تصعيد غير مسبوق.. تركيا تستهدف موظفي ومؤسسات الإدارة الذاتية

القامشلي – نورث برس

في تصعيد جديد شمال شرقي سوريا، بدأت تركيا مؤخراً باستهداف موظفين في الإدارة الذاتية، في سلسلة عمليات قصف بالمسيرات التركية، في انتهاك واضح لاتفاقيات وقف إطلاق النار التي وقعتها تركيا نفسها عام 2019.

وفي السابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر الجاري، فقد كل من زينب صاروخان ويلماز شرو، الرّئيسان المُشاركان لمكتب العدل والإصلاح في الإدارة الذاتية، حياتهما إثر استهداف طائرة مسيرة تركية لسيارة كانت تقلهما بريف القامشلي الشرقي.

ويوم الاثنين الفائت، قصفت مسيرة تركية مبنى المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية وسط مدينة كوباني، وقالت الإدارة في بيان إن تركيا تسعى لـ”ضرب الاستقرار والأمن” في المنطقة.

وقال محمد العبو، الرئيس المشارك للمجلس التشريعي في الإدارة المدنية لمنبج لنورث برس، إنّ عملية الاستهداف للمسؤولين في الإدارة الذاتية، “تصعيد تركي جديد في المنطقة، يهدف لإسقاط الإدارة الذاتية”.

كما وندّد المجلس التنفيذي لإقليم الجزيرة، بالقصف التركي الذي استهدف الإداريين، معتبراً أن الهدف “ضرب استقرار المنطقة، وتقويض الجهود الرامية لإنهاء تنظيم داعش، وإفراغ المنطقة من سكانها الأصليين وضرب مشروع الإدارة الذاتية”.

وجاء ذلك بعد أيام من حملة عسكرية نفذتها قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في مخيم الهول، استهدفت تحركات خلايا تنظيم “داعش” ضمن المخيم.

ومنذ حزيران/يونيو المنصرم هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية جديدة شمال سوريا، مستغلاً طلب فنلندا والسويد الانضمام إلى حلف الناتو، الأمر الذي قوبل برفض روسي وأمريكي.

كما فشلت تركيا في الحصول على ضوء أخضر لشن عملية عسكرية جديدة، عقب قمة طهران تموز/يوليو المنصرم، حسب ما كشف المبعوث الروسي مخائيل بوغدانوف.

واللافت أنَّ تركيا كثفت من عمليات القصف الجوي عقب قمة طهران، واجتماع بوتين- أردوغان في سوتشي في آب/أغسطس المنصرم.

وفي الثامن والعشرين من تموز/يوليو المنصرم، استهدف مسيرة تركية مركزاً لقوى الأمن الداخلي في بلدة عين عيسى، وأودى الهجوم بحياة أربعة عناصر من قوى الأمن.

وفي الثامن عشر من آب/أغسطس، قصفت مسيرة تركية مركزاً تعليمياً خاصاً للبنات تحت رعاية الأمم المتحدة غربي الحسكة، على بعد أكثر من 45 كيلو متراً عن الحدود التركية، وأسفر الاستهداف عن فقدان خمسة فتيات لحياتهن.

وبحسب المتداول أن أحد بنود اتفاقية وقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر 2019، هو انسحاب قوات سوريا الديمقراطية عن الحدود التركية لمسافة 32 كيلو متراً.

وتدين الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، مواصلة تركيا استهداف المدنيين ومسؤولين في الإدارة وصمت الدول الضامنة للتفاهمات حول وقف إطلاق النار شمال شرقي سوريا.

الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، عبد حامد المهباش، أدان استمرار عمليات القصف التركية واستهداف المدنيين على مرأى ومسمع الدول الضامنة لاتفاقيات وقف إطلاق النار. 

ودعا القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، مظلوم عبدي، الدول الضامنة لاتفاقيات وقف إطلاق النار إلى توضيح موقفها ووضع حد لعمليات القصف الجوية التركية.

وأشار عبدي إلى أنَّ القوات التركية نفذت منذ مطلع العام الجاري 59 ضربة جوية راح ضحيتها مقاتلين وعشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء.

إلى ذلك، تستمر عمليات القصف البرية التركية للقرى والمناطق الآهلة بالمدنيين، والأربعاء الماضي، فقد شخصان حياتهما وأصيب خمسة آخرون معظمهم أطفال في قصف مدفعي تركي استهدف قرى بريف بلدة تل تمر شمالي الحسكة.

إعداد وتحرير: عدنان حمو