فيتو روسي يعطّل قرار إدانة الاستفتاء في مناطق أوكرانيّة بمساحة بلدين أوروبيين
دمشق- نورث برس
استخدمت روسيا “حق النقض” (الفيتو) ضدّ مشروع قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة، مساء أمس الجمعة، كان سيُدين الاستفتاءات في أربع مناطق أوكرانيّة باعتبارها “غير قانونية”.
والقرار الأممي؛ كان من شأنه المطالبة بوقف فوري لـ “الغزو الروسي غير القانوني الشامل لأوكرانيا”، والانسحاب الفوري وغير المشروط لجميع قواتها العسكرية من أوكرانيا.
فيتو روسي
رغم أن مشروع القرار الذي أعدّته الولايات المتحدة، وألبانيا؛ حظي بـأصوات معظم أعضاء المجلس، وعددها 15 دولة؛ لكن استخدام روسيا “حق النقض”، فضلاً عن امتناع كل من “الصين والهند والبرازيل والغابون” عن التصويت؛ جعل المجلس يُخفق في تبنّي القرار.
ولدى الغرب خطط أخرى لوضع المشروع الروسي في شرقي أوكرانيا؛ موضع إدانة؛ حسبما أشارت السفيرة الأميركية ليندا توماس غرينفيلد؛ قبل التصويت؛ من المرجّح أن تحدث الأسبوع المقبل.
وقالت “غرينفيلد”، إن الولايات المتحدة، وألبانيا، اللتان رعتا القرار؛ ستضعان الملف على طاولة الجمعية العامة للأمم المتحدة المكوّنة من 193 عضواً، حيث لا يوجد حقّ النقض، حينها يتعيّن على روسيا؛ الدفاع عن حق الفيتو المستخدم أمس في مجلس الأمن.
جاء تصويت مجلس الأمن بعد ساعات من احتفال الكرملين، تخلّله توقيع الرئيس فلاديمير بوتين؛ على وثائق ضمّ المناطق الأوكرانية التي سيطرت عليها روسيا؛ في “لوهانسك، ودونيتسك، وخيرسون، وزابوريزهزهيا.”
وبعد قرار الضمّ، تعتبر روسيا؛ تلك الاراضي جزءاً منها، ما قد يعزّز تصعيد عسكري روسي في تلك المنطقة في مواجهة أوكرانيا؛ التي ترفض الاستفتاء وتعتبره مزيّفاً واحتلالاً.
جغرافيا تعادل ضعف مساحة دول أوروبية
وتبلغ مساحة المنطقة التي تطالب روسيا بضمها، أكثر من مائة كيلومتر مربع، وهذا يعدّ أكبر مشروع ضمّ للأراضي منذ الحرب العالمية الثانية.
وتشكِّل الأراضي التي شملها الاستفتاء لصالح الانضمام إلى روسيا؛ حوالي 20٪ من أراضي أوكرانيا؛ وهي مساحة تضاهي مساحة النمسا وبلجيكا، أو 30 بالمائة؛ من مساحة ألمانيا أو حجم جمهورية كوريا الجنوبية.
وقالت رئيسة وزراء إستونيا، كايا كلاس؛ في بيانٍ حكومي؛ بإضافة شبه جزيرة القرم (ضمّتها روسيا في 2014) إلى المناطق الأربع، فإن حجم المناطق المنضمّة لموسكو، يمكن مقارنتها بثلاثة أضعاف مساحة بلجيكا ومساحة هولندا مجتمعة، وحوالي 40٪ من ألمانيا”.
وبحسب تقارير إحصائية، فإن عدد سكان المناطق الأربع؛ يتجاوز 8 ملايين نسمة، بواقع 2 مليون في لوهانسك، و4 ملايين في دونيتسك، و1.5 مليون في زابوريزهزهيا، ومليون في خيرسون.
خلفية الحرب والاستفتاء
يذهب معظم المحلّلين إلى أن موسكو؛ خطّطت لدمج المناطق الأربع؛ لكي يكون متاحاً لها اعتبار أي محاولة وهجوم مضادّ لاستعادتها من الجانب الأوكراني هجوماً على روسيا نفسها.
وبينما مُنيت القوات الروسية، في آخر شهر من حملتها المستمرة منذ 24 شباط/فبراير، بتراجع عسكري في مناطق الشرق، سارعت باتخاذ قرار التعبئة العسكرية للجنود الاحتياط قبل عشرة أيام.
بالتزامن مع ذلك، قرّرت السلطة الموالية لروسيا؛ في المناطق الأوكرانية الأربع؛ وجميعها تقع في الشرق إلى الجنوب الأوكراني؛ إجراء استفتاء، واستمرت العملية على مدار أربعة أيام، من الأسبوع الفائت.
لذا، فإن إجراء الاستفتاء من جهة، والتعبئة العسكرية من جهة أخرى، قُرأ كاحتمال أن تستخدم روسيا كل الوسائل المتاحة في حال استمرّت الهجمات الأوكرانية المضادّة لاستعادة أراضيها.
وقالت السلطات الروسية آنذاك، إن الاستفتاء نجح بنسبة عالية ما بين 80- 95%.