أمارات عملية نوعية..  مُخيم الهول هدف لا يُنسى لـ”داعش”

القامشلي – نورث برس

توقع مصطفى أمين، الباحث المصري بشؤون الجماعات المُتشدّدة، أن ينفّذ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، في أيّ وقت عملية نوعية لتحرير عوائله في مخيّم الهول.

وقال “أمين”، لنورث برس، الخميس، إنّ التنظيم “يضع في حسبانه الحاجة لتأمين مقرّات آمنة للنساء والأطفال، بالتالي لم يحدّد بعد؛ وقت قيامه بمثل هذا النوع من العمليات، لأنه بحاجة للسيطرة على مساحات معينة أولاً”.

وفي السّابع والعشرين من الشهر الجاري، ضبطت قِوى الأمن الداخلي (الأسايش)، بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، حوالي 523 سلاحاً، ومتفجّرات، وجعب عسكرية، و22612 طلقة، ومخازن سلاح لأسلحة متعدّدة، و 408 جهازاً للتواصل، بالقرب من قرية القيروان.

وقال المركز الإعلامي لـ “قسد”، إنّ هذه الأسلحة نُقلت إلى ريف القامشلي، بعد أن فشل تنظيم “داعش” بتمرّده في سجن الصناعة، بالحسكة، وكانت معدّة للاستخدام للهجوم على مخيّم الهول، بناءً على التحقيقات والمعلومات الاستخباراتية واعترافات عدد من عناصر “التنظيم”.

“معمل تفريخ لأشبال الخلافة”

وأشار “أمين”، إلى أنّ الهدف من إنشاء مخيّم الهول؛ “احتواء عوائل تنظيم داعش والسيطرة على فكرهم المتطرِّف”.

وانعكس الأمر بشكل حادّ ليتحوّل المخيّم لـ “بؤرة لنمو الدواعش، ومعمل تفريخ مهم لما يسمّى الأشبال، وتحويل الأطفال لمقاتلين مع مرور الوقت، ومركز لإعادة تدوير الأموال، وضخّ المعلومات”، كما وصف “أمين” الأمر.

وأضاف: “باعتبار عوائل عناصر التنظيم في المخيّم؛ فإن ذلك يضع أمامهم هدفاً ويحفّزهم للقيام بتحرير الآني من قبضة قسد”.

وبناء على ما سبق، “ليس من المستغرب أن يكون المخيّم هو الهدف الأول لعناصر داعش، ومركز اهتمامه”، كما ذكر “أمين”.

ورأى الباحث أن “داعش”، رغم فشله في سجن الصناعة، إلا أنه نجح بتصدير “فكرة قدرته على تحرير أسراه”.

ومنذ أسبوع، اشتبكت “الأسايش” مع خلية من عناصر “داعش”، بالقرب من حاجز قرية غزيلة، شمال شرقي بلدة الهول، حيث فجّر أحد عناصر الأخير سيارة محملة بالأسلحة والمواد المتفجّرة أثناء الاشتباك.

وأُعتقل على إثر الاشتباك عدد من عناصر التنظيم، في حين فقد أحدهم حياته.

“تحرُّكات بعد حملة الهول”

ومن جانبه، أشار آرام حنا، المتحدّث الرسمي باسم “قسد”، إلى أن تصعيد “داعش” من أنشطته ومخططاته في جميع المناطق؛ جاء بعد انتهاء حملة “الإنسانية والأمن” التي أثبتت أهميتها.

واستمرت الحملة الأمنية في مخيّم الهول، حوالي ثلاثة أسابيع، بعد أن بدأت على خلفية تزايد جرائم القتل في المخيّم.

واعتبر “حنا”، أن مثل هذه المخططات لا يمكن أن تتمّ من دون دعم استخباراتي وأمني من قِوى إقليمية وداخلية “باتت معروفة للقاصي والداني”، وفق قوله.

ورأى المتحدّث الرسمي باسم “قسد”؛ أنّ مخيّم الهول، يشكّل أحد أبرز أهداف “الإرهابيين” الذين يخطّطون لتنفيذ هجمات على محيطه الخارجي، وارتكاب جرائم داخل أسواره، لـ “إثارة الفوضى وخفض مستوى الأمن”.

وأضاف: “ذلك يعني الاستفادة من عدد الإرهابيين الموجودين داخل بقعة المخيّم، ويدعم رغبة التنظيم بإعادة إحياء نفسه مجدداً”.

ولفت “حنا”، النظر؛ إلى أن استمرار الظروف الداعمة “للإرهاب”؛ سيؤدي لنتائج وصفها بـ “الكارثية”، تخالف وتناقض الأهداف التي تسعى لها “قسد” مع القِوى الدولية.

إعداد وتحرير: رهف يوسف