دمشق.. مرضى سرطان بدون أدوية وأسعارها في الصيدليات بالملايين
دمشق – نورث برس
منذ أكثر من أربعين يوماً، يراجع عمر خالد، (43 عاماً)، اسم مستعار لمريض سرطان دم، مشفى البيروني بدمشق، لتلقّي جرعته؛ لكن عدم توفر الأدوية يحول دون تحقيق ذلك.
ويصل ثمن الجرعة الكيميائية التي يستخدمها “خالد”؛ مليون ليرة سورية، ما يصعب عليه تأمينها من خارج المشفى، وخاصة أن تكاليف الذهاب للمشفى أيضاً باهظة؛ بسبب بعده عن مركز المدينة وارتفاع أجور المواصلات، وذلك يحمّل عائلته عبئاً إضافياً.
ومنذ أشهر، يشهدمشفى البيروني؛ بدمشق، المختص بعلاج مرضى السرطان والأورام، نقصاً حاداً في الأدوية والجرعات الكيميائية.
وفي تصريح لصحيفة “الوطن” شبه الرسمية، قال معاون المدير العام لمشفى البيروني، محمد العواك، في السادس والعشرين من الشهر الجاري، إن “بعض الأصناف المخصّصة لعلاج الأورام الخبيثة غير متوافرة حالياً”.
وأشار حينها، إلى أنه مع “اقتراب نهاية العام الجاري، الحاجة السنوية للمشفى من الأدوية تبدأ بالنفاذ”.
ويؤمِّن المشفى، الأدوية السرطانية أو البيولوجية أو الهرمونية؛ عن طريق استجرار المركزي من وزارة الصحة والمؤسسة العامة للتجارة الخارجية “فارمكس”، بحسب “العواك”.
ونوّه مدير المشفى، إلى أن التأخير أحياناً بتوريد الأدوية السرطانية إلى المشفى؛ يأتي نتيجة التأخُّر بالاستلام والتسليم، وبسبب الأنظمة والإجراءات القانونية والعقود المعيّنة التي تعمل «فارمكس» وفقاً لها، إضافة إلى بعض الشركات والمورِّدين الذين تُطلب منهم الأدوية اللازمة لكن لا يقومون بتقديمها.
كلام “العواك”، أكّده طبيب يعمل في المشفى، لنورث برس، إذ قال؛ إن الأدوية غير مفقودة ولكنها تتأخّر في الوصول للمشفى وخاصة أن معظم أدوية السرطان مستوردة، وهو ما يُسبّب التأخير في إعطاء الدواء أو الجرعات للمرضى.
لكن تلك التصريحات يشكّك بمصداقيتها “خالد”، الذي قال؛ إن “الذين لديهم واسطات يتلقّون علاجهم بشكل دوري ويحصلون على مواعيد جلسات الجرعات مُسبقاً”.
ولم يتسنَّ لنورث برس، التأكد من صحة اتهامات المريض.
فيما أثار نورس برو، وهو إعلامي يعمل في مناطق الحكومة السورية، مشكلة نقص الأدوية في مشفى البيروني، عبر صفحته الشخصية على فيس بوك، وكتب منشوراً أشار فيه لاحتياجه إلى 250 دولار أميركي (نحو مليون و125 ألف ليرة سورية) لعلاجه شهرياً, بعد تعذُّر حصوله على الأدوية من المشفى المختصّ.

وفي الوقت الذي يتحدث فيه مسؤولو المشفى عن نقص الأدوية؛ تتوفر ذات الأدوية في صيدليات، ويلجأ البعض لشرائها رغم أسعارها المرتفعة.
وتقول نهلة محمد، (34 عاماً)، مريضة سرطان في الثدي؛ إنها تشتري الأدوية من بعض الصيدليات لكن بأسعار تتباين من صيدلية لأخرى، وحسب نوع الدواء المتوافر؛ سواءً الهندي أو الإيراني أو الفرنسي.
وتُشير، إلى أنها اشترت الجرعة الواحدة من إحدى الصيدليات بمليون ونصف ليرة سورية، حيث يتأكّد طبيبها المشرف على علاجها من مصدر الجرعة والدواء قبل إعطائها، وفقاً لما ذكرته، لنورث برس.