العالم يتحضر لمرحلة ما بعد أوكرانيا وسوريا خارج اجتماعات الأمم المتحدة

غرفة الأخبار – نورث برس

غابت سوريا هذا العام عن اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، وطغت الحرب الروسية ضد أوكرانيا وفرض عقوبات جديدة على الدولة المهاجِمة، على أجندة الاجتماعات.

وانطلقت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ77 في الثالث عشر من أيلول/ سبتمبر الجاري، بحضور زعماء وقادة من 193 دولة.

وجاءت سوريا في كلمتين مختصرتين، وهي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي تحدث عن بناء مشاريع سكنية جديدة في مناطق بشمالي سوريا ودعوته إلى “ضرورة الحل الجذري للأزمة السورية عبر قرار الأمم المتحدة”.

والكلمة الأخرى كانت لأمير دولة قطر تميم بن حمد، والذي انتقد “عجز المجتمع الدولي في محاربة مجرمي الحرب بسوريا”، وانتقد كذلك “خطوات التطبيع مع النظام” والتي تعيق الوصول إلى حل للحرب السورية، وفق قوله.

ويرى محللون ودبلوماسيون من أميركا، أن العالم يتحضر لمرحلة ما بعد الحرب الأوكرانية واتخاذ ووضع استراتيجيات سياسية وفق نتائجها، بينما يؤكد آخرون أن الملفات الإقليمية ومن ضمنها سوريا، ستُحل تباعاً في حال وصول الولايات المتحدة الأميركية وإيران إلى اتفاق شامل في الملف النووي.

ومن نيويورك، قال سمير التقي، مدير مركز الشرق للبحوث، إن العالم يشهد تحولاً في الكثير من الرؤى، ولا تزال الكثير من السياسات العالمية حول الشرق الأوسط غير متبلورة، لذا هي لم تنتج سياسة واضحة بخصوص سوريا والمنطقة.

وأضاف في حواره ببرنامج “نورث أون لاين” الذي تبثه شبكة نورث برس من واشنطن، أنه حتى الولايات المتحدة الأميركية كانت تميل في فترة من الفترات إلى تفويض روسيا بالملف السوري، وأن السوريين اليوم “يدفعون فاتورة ذاك التوجه الأميركي”.

لكن “التقي” قال أيضاً إن هجوم روسيا ضد أوكرانيا وانشغالها بملفات إقليمية عديدة “أنهكها”، وغيّر فكرة أنها المسيطرة على الملف السوري بالكامل.

وانتقد كل من الاتحاد الأوروبي وأميركا لأنهما في وضع “لا مسؤول” حيال الحرب السورية ولم تنتجا حتى الآن سياسة ومشروعاً واضحين حول مستقبل البلاد.

وحول سؤاله عما إذا كان العالم وبالأخص الولايات المتحدة الأميركية تبتعد عن منطقة الشرق الأوسط، قال بشار جرار وهو مدرب الدبلوماسية العامة في الخارجية الأميركية، إن المناخ الدولي يميل إلى تجاوز الفترة الماضية والبحث عن مخرج للحرب السورية.

وأضاف أن التقسيم غير وارد على طاولة الحل السوري، وبالتالي يجب البحث عن مخرج يرضي كافة الأطراف.

وقبل يومين قال المبعوث الأممي الخاص لسوريا، غير بيدرسن، في رسالة إلى وزراء الدول الضامنة لمحور أستانا (إيران- روسيا- تركيا)؛ إنه “لا أحد منهم يستطيع أن يملي نتيجة الصراع في سوريا”.

وأشار إلى صعوبة الحل والتي تتمثّل بمعالجة حزمة من القضايا الرئيسية، وسط استمرار الصراع وانتشار خمسة جيوش فاعلة على الساحة.

وأضاف “جرار”، أن التحدي الأكبر هو الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية شمال شرقي سوريا، والتي تمكنت معها “من القضاء على أعتى تنظيم في قائمة الإرهاب الدولية”، وتوقع أن يكون لتلك القوات صلاحيات أشبه بالحرس الوطني الأميركي الذي يوجد في كل ولاية أميركية ومكون من أبنائها، وذلك عندما يتم وضع دستور جديد للبلاد.

ورأى أن كل الملفات الإقليمية ستُحل وتغلق تباعاً عند وصول كل من الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاق شامل في الملف النووي.

وكذلك رأى بيدرسن في رسالته، أن إمكانية “تلبية التطلّعات المشروعة للشعب السوري واستعادة سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها” يكمن من خلال دفع العملية السياسية إلى الأمام بطريقة حقيقية وشاملة، تماشياً مع القرار 2254.

إعداد وتحرير: عكيد مشمش