أزمة الطاقة دفعت أوروبا إلى طرق أبواب الخليج

دمشق- نورث برس

وافقت الإمارات المتحدة على اتفاق “أمن الطاقة” مع ألمانيا؛ لتوريد الغاز الطبيعي المُسال والديزل، ليتحقّق بذلك جزء من طموح برلين، على غرار ما تسعى إليه دول أوروبية عدّة، في جولة البحث عن مصادر جديدة للطاقة تحلُّ محلّ الإمدادات الروسية.

وكان المستشار الألماني، أولاف شولتس، في زيارة للإمارات ثم قطر على التوالي، يوم الأحد، وقبلها في السعودية؛ السبت، وذلك في جولة خليجية ارتكز البحث فيها عن موارد الطاقة.

والتقى شولتس، الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، الذي قال على تويتر؛ عقب اللقاء، إنه ناقش “المزيد من فرص التعاون في مجالات تشمل أمن الطاقة، وخفض الانبعاثات، والعمل المناخي”.

صفقات

وتكلّلت زيارة شولتس، بعقد صفقة بين شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، و شركة “آر.دبليو.إي” الألمانية؛ لتوريد الأخيرة بالغاز الطبيعي المُسال.

وكجزء من الصفقة، ستوفِّر الإمارات “شحنة من الغاز الطبيعي المُسال، للتسليم في أواخر عام 2022، لاستخدامها في تشغيل محطة استيراد الغاز الطبيعي المُسال العائمة في ميناء برونسبوتل الألمانية على بحر الشمال”.

وبينما تحاول ألمانيا؛ فطم نفسها عن واردات الطاقة من روسيا ردّاً على حرب أوكرانيا،  يبدو أنها لجأت إلى الخليج الغني بموارد الطاقة؛ لسدّ الفراغ وتجنُّب نقص الطاقة.

وتسعى دول الاتحاد الأوروبي، إلى فرض المزيد من العقوبات على روسيا؛ بعد قيام الأخيرة بوقف تصدير الغاز إلى أوروبا قبل “الشتاء القارس”.

وأعلنت الشركة الألمانية “آر دبليو أي” العملاقة، أمس الأحد، أنها ستتلقّى أول شحنة من الغاز الطبيعي المُسال من شركة بترول أبوظبي الوطنية؛ هذا العام.

وفي صفقة منفصلة، ستشترك الشركة الألمانية مع شركة “مصدر” للطاقة النظيفة، ومقرّها الإمارات العربية المتحدة؛ لاستكشاف المزيد من مشاريع طاقة الرياح البحرية.

سباق

زيارة شولتس، هي الأحدث بعد نظرائه الغربيين الذين زاروا الخليج في الأشهر الأخيرة، والتقوا مع ولي العهد السعودي، بما في ذلك رئيس الولايات المتحدة؛ جو بايدن، والرئيس السابق للحكومة؛ بوريس جونسون، والرئيس الفرنسي؛ إيمانويل ماكرون.

وتتسابق الدول الأوروبية؛ للحصول على بدائل للغاز الروسي، بعد أن اشتدّ الخلاف  بين التكتُّل وموسكو، على خلفية حربها ضدّ كييف؛ منذ الرابع والعشرين من شباط/ فبراير، الفائت.

وكانت باريس؛ أسرع من ألمانيا على ما يبدو، حين أعلنت قطر، السبت الفائت، أنها ستطوِّر أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم بالاشتراك مع مجموعة الطاقة الفرنسية توتال.

ومع ذلك ، لا يزال خبراء الطاقة في المستشارية يأملون في أن تحصل الشركات الألمانية أيضاً على فرصة في قطر، حيث كان تسريع المفاوضات بهذا الشأن أحد أهداف شولتس؛ الرئيسية في اجتماعه مع بن تميم.

وحتى قبل أن تغلق روسيا؛ أنابيب الغاز المُسال إلى أوروبا، على خلفية مواقفها الحادّة إزاء حرب موسكو ضد كييف، كانت ألمانيا تحصل على 55%من غازها الطبيعي من روسيا.

وبعد توقف عمليات التسليم من روسيا؛ إلى حدٍّ كبير، بدأ مورّدو الغاز الألمان البحث عن مصادر جديدة قد لا تتعلّق بقدوم الشتاء فحسب، بل تسعى لأن تكون استراتيجية على المدى الطويل.

ووفقًا للاتفاقية الصادرة، يوم الأحد، ستقوم شركة أدنوك الإماراتية المملوكة للدولة، بتسليم ما يصل إلى 250 ألف طن من وقود الديزل إلى ألمانيا، شهرياً اعتباراً من عام 2023.

تخفيف حدّة الخطاب الحقوقي

وفي حديثه إلى الصحفيين في الدوحة أمس، أقرّ شولتس، بأنه قد تمّ إحراز تقدُّم في تحسين ظروف العمال الأجانب المشاركين في بناء ملاعب البطولة، لكنه ترُك مفتوحاً بشأن ما إذا كان سيحضر أياً من الألعاب بنفسه.

لكن لم يظهر في التصريحات الرسمية لدى الجانبين الألماني والقطري، أي حديث عن صفقات تخصّ الطاقة.

وكان أمراً متوقّعاً، أن يتعرّض شولتس؛ لانتقادات جماعات حقوقية، حيث كان الخطاب الألماني والغربي عموماً فيما يتعلق بحقوق الإنسان سابقاً؛ مختلفاً عما يجري اليوم.

واعتبر المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الأحد، أن حقوق الإنسان في قطر “تشهد تقدُّماً حول قضايا تمّت مناقشتها منذ وقتٍ طويل، مثل ظروف العمال، رغم أن الأمر لا يزال بعيداً من التطابق مع أفكارنا”.

وجاءت الانتقادات أيضاً مع اللقاء الذي جرى بين شولتس وبن سلمان، حيث أصبح ملف مقتل الصحفي جمال خاشقجي، بعيداً عن الطاولات التي تركِّز في المرحلة الحالية على صفقات الطاقة.

وكانت السُلطات القطرية تتعرّض بانتظام؛ لانتقاد المنظّمات غير الحكومية، لكيفية تعاملها مع العمال الوافدين، وخصوصاً في قطاعات البناء والأمن والعمل المنزلي.

إعداد وتحرير: هوزان زبير