الارتفاع المستمر لسعر الدولار مقابل الليرة السورية يُثقل كاهل المواطنين

القامشلي – إبراهيم إبراهيمي- NPA
تشهد أسواق شمال وشرقي سوريا حركة بيع وشراء حذرة, جراء الارتفاع المستمر في سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية, حيث وصل سعر الدولار الواحد إلى /650/ ليرة سورية في اليومين الماضيين, ومن المتوقع  أن يرتفع أكثر خلال الأيام المقبلة.
ويشتكي الأهالي من غلاء أسعار كافة الحاجيات اليومية من مواد غذائية واستهلاكية ولحوم وألبسة وذهب وغيرها من الحاجيات, الأمر الذي أثقل كاهلهم، في ظل غياب الرقابة على الأسواق وعدم تناسب الرواتب مع غلاء الأسعار.
وصادف الارتفاع الأخير لسعر صرف الدولار افتتاح المدارس وشراء المستلزمات المدرسية, ما سبَّب حرمان غالبية تلاميذ المدارس من بعض المستلزمات الأساسية للتعليم, وبخاصةٍ أصحاب الدخل المحدود, فسقف رواتب موظفي الإدارة الذاتية لا يتجاوز/65/ ألف ليرة سورية(حوالي 102 دولار), بينما لا يتجاوز سقف رواتب موظفي الحكومة السورية /48/ ألف( حوالي 76 دولار).
يوضِّح رمضان محمد من أهالي مدينة القامشلي أنَّ غالبية الأهالي لم يشتروا المستلزمات المدرسية نتيجة غلاء الأسعار, وبخاصة " من له أربعة أو خمسة أطفال في المدرسة".
من جانبهم يشتكي أصحاب محلات صرف العملة من خسارة في صرف العملة, نتيجة الارتفاع المستمر لسعر صرف الدولار, وتأثيره على تجارتهم عند شرائه.
يشير خالد شيخي, صاحب محل صرف العملة في سوق القامشلي لـ"نورث برس" إلى أنَّه خسر ما يقارب / 11 /مليون ليرة (17الف دولار تقريباً) نتيجة ارتفاع سعر الدولار في السوق".
و أثر ارتفاع سعر صرف الدولار في الأسواق المحلية على كافة شرائح المجتمع لتعاملهم بالعملة السورية, بينما يشتري تُجّار الجملة المواد بالدولار, ويتعاملون مع السوق بحسب ارتفاع وانخفاض سعر صرف الدولار, فيقول سيف بحري,
صاحب محل ألبسة في سوق القامشلي "الموجودون في المنطقة يتعاملون بالعملة السورية, لذا يؤثر ارتفاع الدولار على الجميع".
وتراجعت القدرة الشرائية للأهالي, ولجأ البعض منهم إلى الاستغناء عن بعض المواد, ذلك أنَّ الأسعار تزداد بشكل لا يتناسب مع الدخل, مُشيرين إلى أنَّ الأسعار تُعتبر "خيالية".
وتشهد أسواق شمال وشرقي سوريا ارتفاعاً مستمراً في سعر صرف جميع العملات الصعبة, إلّا إنَّ البضاعة في الأسواق المحلية تستورد من الخارج مقابل عملة الدولار, وباتت تُباع من قبل التجّار مقارنة بسعر الدولار, ما أثر ذلك على حركة البيع والشراء.
وتراجعت الليرة السورية وفقدت قيمتها أمام الدولار منذ بدء الأزمة السورية 2011, حيث كان الدولار قبلها يساوي /48/ ليرة سورية, في حين شهدت انخفاضات قياسية منذ بداية العام الجاري مسببةً مزيداً من التدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار مختلف السلع.
وكان "سيريا ريبورت" (موقع اقتصادي أخباري سوري) قد قال في نشرته الاقتصادية, الثلاثاء إنَّ سعر الليرة السورية مقابل الدولار قد وصل إلى أدنى مستوياته في السوق السوداء.