القامشلي – نورث برس
على أطراف مدينة القامشلي، شمال شرقي سوريا، ضاعف عبد الموجود؛ هذا العام مساحات الذرة الصفراء ضمن أرضه، لكونها تنتج موسمين، منها سيبيع إنتاجها وأخرى يخصّصها كعلف للماشية.
ودفعت قلة الأمطار في العامين الأخيرين، أنظار مزارعين في القامشلي، كما مدن أخرى في الشمال السوري، إلى زيادة المساحات المزروعة بالذرة؛ كونها لا تحتاج لكميات وافرة من المياه، إلى جانب سرعة نموها.
إضافة إلى أن، قلة مخصّصات المزارعين من المازوت، وانخفاض مستوى مياه الآبار، وقلة إنتاج المحاصيل الشتوية، وندرة المراعي الطبيعية للماشية؛ أسباب أخرى دفعت البعض لزراعة الذرة التي تستخدم كعلف على فترة طويلة.

وبحسب مزارعين؛ فإن إنتاج محصول الذرة يعود بأرباح “جيدة” مقارنة مع تكلفة زراعتها “الزهيدة”.
وبعد الانتهاء من تفقده لمحصوله القريب من منزله، يقول عبد الموجود حسين، (52 عاماً)، من قريته شوطي، شرقي القامشلي، إنه خصّص نحو 22 دونماً للذرة؛ التي تستخدم للاستهلاك البشري للاستفادة منها مادياً، إلى جانب الذرة العلفية كمرعى لماشيته، فيوفّر بذلك مبالغ لشراء العلف الصناعي.
ويُعرف عن الذرة الصفراء؛ بأنها سريعة الإنتاج على عكس المحاصيل الأخرى، حيث يمكن لأصحابها جني المحصول ثلاث مرات في ظرف ثلاثة أشهر من زراعتها.
وتبدأ زراعة الذرة، في منتصف حزيران/ يونيو، حتى نهاية أيلول/ سبتمبر، وتعتبر من المحاصيل الاستراتيجية بعد القمح والقطن، وتستخدم في صناعة الزيت النباتي ومواد غذائية.
وبحسب عمار عثمان، إداري في لجنة الإنتاج النباتي والثروة الحيوانية، بهيئة الزراعة التابعة للإدارة الذاتية، فإن نسبة الأراضي المزروعة بالذرة على طول “إقليم الجزيرة” بلغت نحو 83 ألف دونم؛ هذا العام، فيما كان العام الفائت 73 ألف دونم.
ولكن ورغم زيادة المساحات المزروعة بالذرة الصفراء الصالحة للاستهلاك البشري، إلا أن كمية الإنتاج لا تحقّق الاكتفاء الذاتي، ولا تغطي حاجة الأسواق المحلية، بحسب “عثمان”.
ووفقاً لمسؤولين في هيئة الزراعة بإقليم الجزيرة، فإنهم يستوردون ما يقارب 150 طن من الذرة الصفراء سنوياً، لتغطية حاجة الأسواق المحلية.
ومع انتعاش زراعة الذرة في مناطق الجزيرة عموماً، زرع مزارعون نوعاً جديداً من الذرة، وذلك للمرة الأولى في المنطقة، وتسمى “الذرة الشامية” وتتميز بنوعيها الأبيض والأصفر.
ويلفت “عثمان”، إلى أن زراعة “الذرة الشامية”؛ كان إنتاجها وزراعتها ناجح 100%.
ويشير، إلى أن أهميتها تعود لكون إنتاجها وحجمها أكبر، وسريعة النمو، ولا تحتاج كغيرها إلى كميات كبيرة من المياه والمحروقات.
وفي ظلّ غلاء الأعلاف، وضعت هيئة الزراعة؛ خطة زراعية للعام الزراعي الحالي؛ وهي الاهتمام بالذرة العلفية للماشية وزيادة مساحتها، إلا أن ذلك لم يلقَ إقبالاً جيداً من قبل المزارعين.
ويُرجع مزارعون عزوفهم عن زراعة هذا النوع؛ إلى مردوده المادي الضعيف مقارنة مع الذرة الصالحة للاستهلاك البشري وباقي المحاصيل السنوية.

وبحسب الإداري في لجنة الإنتاج النباتي والثروة الحيوانية، فإن محصول الذرة العلفية كان إنتاجه ضئيل “بسبب ضعف الإقبال ورغم ذلك كان الإنتاج ناجحاً بنسبة 80 % في المنطقة”.
وتوجّه من يمتلك رؤوس ماشية، لزراعة الذرة العلفية، لتأمين حاجة مواشيه من العلف في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف الصناعية في الأسواق.
ويشير ياسر العليوي، (44 عاماً)، بينما يتجوّل ضمن حقل مزروع بالذرة العلفية على أطراف القامشلي، إلى أن هدفه من زراعتها هو سدّ احتياجات العلف لأكثر من 80% من رؤوس الماشية التي يمتلكها صاحب الأرض الذي يعمل لديه.
ويقول، إنهم زرعوا الذرة على مساحة 12 دونماً هذا العام، بينما كانت في السنوات الفائتة تتفاوت ما بين 4 و8 دونمات.
وعانى مربو الماشية في الجزيرة السورية، طيلة العامين الماضيين؛ من صعوبة تربية الأغنام والأبقار بسبب الجفاف، وما ألحقه بهم من خسائر مادية كبيرة؛ جرّاء تدني أسعار مواشيهم مقارنة مع ارتفاع العلف الصناعي.