الحصول على كتاب مدرسي جديد في سوريا معاناة مستحدثة على ذوي الطلاب

دمشق ـ نورث برس

تنظر ياسمين؛ وهي طالبة في الصف الثالث الابتدائي، بينما تجلس على مقعدها المدرسي، بانكسار للكتب الجديدة التي تمتلكها صديقتها التي تجلس بجانبها.

تقول أم ياسمين، لنورث برس: “ليس بمقدورنا أن نشتري لها كتباً جديدة، فاضطررنا إلى ترميم كتبها ووضع ورقة من الكرتون المقوّى وخرزها بدلاً من الغلاف المهترئ”.

ومع بداية العام الدراسي في سوريا، في الخامس من شهر أيلول/ سبتمبر، الجاري، بدأت معاناة أولياء الطلبة السنوية والتي تتمثّل في كيفية تأمين الكتاب المدرسي لأبنائهم.

وتمّ توزيع الكتب المدرسية على الغالبية العظمى من المدارس الحكومية، ولكن بنوعيات متفاوتة، فمنها الجديدة والباقي تتفاوت درجة اهترائه بسبب قِدمه، ومعظمها كانت من النوعية الثانية، فهي مستردّة من طلاب في سنوات سابقة، ولا يمكن أن يُكمل الطالب فيها كامل السنة.

هذا الأمر الذي دفع ذوو طلاب؛ للتوجّه إلى المستودعات المدرسية لشراء الكتب وفق الأسعار التي حدّدتها المؤسسة العامة للطباعة قبيل العام الدراسي الحالي.

والغريب بحسب ما وصفت أم ورد؛ التي يدرس ابنها في الصف الرابع الابتدائي، أن الكتب الجديدة تتوفّر فقط في المستودعات وتغيب عن المدارس، “فإما أن يقبل الطالب بالكتاب المهترئ الذي تسلّمه، أو يكبِّد أهله تكاليف شراء كتب جديدة”.

وتضيف:

“الوضع المادي لا يسمح لي بشراء نسخة كتب جديدة لابني، فيكفي ما دفعته في بداية العام ثمن دفاتر ولباس مدرسي وحقيبة، حيث وصلت التكلفة إلى حوالي 150 ألف ليرة حينها”.

مخالفة للدستور

ومعاناة شراء الكتاب المدرسي الجيد في سوريا، والواجب توفيره من قبل المدارس نفسها، يعدّ مخالفة صريحة وواضحة للدستور السوري الذي أُقرّ في العام 2012.

وحُدِّد في المادة 29، من الدستور في الفقرتين (1) و(2) أن “التعليم حق تكفله الدولة، وهو مجاني في جميع مراحله، وينظم القانون الحالات التي يكون فيها التعليم مأجوراً في الجامعات والمعاهد الحكومية، ويكون التعليم إلزامياً حتى نهاية التعليم الأساسي، وتعمل الدولة على مدّ الإلزام إلى مراحل أخرى”.

وخلال الأسبوع الماضي، أغلقت مستودعات الكتب المدرسية أبوابها أمام ذوي الطلبة دون وجود أي مبرّر من قِبل المعنيين في المؤسسة العامة للطباعة.

أسعار جديدة للكتب

وفي هذا السيّاق بيَّن مصدر في المؤسسة العامة للطباعة؛ أن المؤسسة أغلقت أبوابها من أجل إجراء عملية جرد للكتب المباعة حسب الأسعار القديمة، “لأن مؤسسة المطبوعات أصدرت نشرة جديدة لأسعار الكتب، موقّعة من مدير المؤسسة”.

نُسخ من كتب مدرسية تُدرّس في المدارس الحكومية- نورث برس
نُسخ من كتب مدرسية تُدرّس في المدارس الحكومية- نورث برس

ووصل سعر نسخة كتب الصف الأول، بحسب النشرة الجديدة للأسعار إلى 34800 ليرة سورية، حيث ارتفع سعر كتاب اللغة العربية إلى 4600 ليرة بعد أن كان سعره 1000 ليرة.

ووصل سعر نسخة الصف الثاني إلى 35300 ليرة، والصف الثالث إلى 36300 ليرة، كما بلغ سعر نسخة الصف الرابع 31400 ليرة، ونسخة الصف الخامس 38500 ليرة، ونسخة الصف السادس 41800 ليرة.

وبلغ سعر نسخة الكتب للصف السابع 52 ألف، وللصف الثامن 55500 ليرة سورية، وللصف التاسع 57300 ليرة سورية.

كما رفعت المؤسسة أسعار المطبوعات الأخرى لـ 144 نوعاً من المطبوعات والكتب المستخدمة في التعليم لمرحلة التعليم الأساسي.

وعليه، أصبح سجل الّلا مانع من قبل التلميذ للتعليم الأساسي 2500 ليرة، والورقة الإمتحانية بـ50 ليرة، وبطاقة تقويم طفل روضة 1000 ليرة، ودفتر الأنشطة والتدريبات 2800 ليرة، والبطاقة المدرسية 800 ليرة، ودفتر علامات المدرِّس 1300 ليرة.

واضطرّ، أبو سليمان، لدفع حوالي 80 ألفاً ثمن نسختي كتب لأولاده في الصفين الثاني والثالث الابتدائي، بعد أن انتظر حوالي أسبوعين كاملين ريثما يتمّ تسليم كتبٍ لأبنائه في إحدى مدارس السبينة، بريف دمشق.

ولكن انتهى انتظاره بـ”الخيبة”، فتوجه إلى مستودع الكتب المدرسية الكائن في نفق الآداب في المزة، بدمشق؛ لشراء كتب لهم، على الرغم من أن المعلمين قد بدأوا بإعطاء دروسٍ للطلاب دون وجود كتب معهم.

إعداد: دهب المحمد ـ تحرير: قيس العبدالله