عمليات التحطيب تقضي على غابة بلدة الكفر بريف السويداء

السويداء- نورث برس

تقول مصادر محلية من بلدة الكفر، في الريف الجنوبي، لمحافظة السويداء، إن غابة البلدة فقدت حتى الآن نسبة 90% من أشجارها، بفعل عمليات التحطيب الجائر و”المُمنهج”.

وتستمر أعمال التحطيب للأشجار الحراجية في المحافظة، والتي تزداد أكثر مع قرب حلول الشتاء، حيث يلجأ تجارٌ وسكانٌ كل عام؛ لقطع الأشجار بغرض التجارة وبيعها أو استخدامها في التدفئة.

ويُجيز البعض التحطيب وذلك بعد شحّ مادة المازوت المدعوم، ووصول برميل المازوت الحرّ إلى مليون ونصف ليرة سورية(ما يعادل 340 دولار)، في الوقت الذي لا يتعدّى متوسّط الرواتب الحكومية 50 دولار.

فيما يُعارض آخرون عمليات التحطيب، وخاصةً بعد أن أصبحت “مُنظّمة”، حيث تُؤكّد مصادر محلية، لنورث برس، أن أغلب عمليات القطع تتمّ من الجذور وخاصة الأشجار المُعمِّرة.

وبين من يعارض ويُؤيّد التحطيب، تفقد السويداء مساحتها الخضراء عاماً بعد آخر.

وتُعرف غابة الكفر، بغابة مطار الكفر الزراعي، ويُقدَّر عمرها بمئتي عام، وفق مختصين ومؤرِّخين، وتمتد من الجهة الشرقية للبلدة حتى تندمج بأحراش بلدة الرحى، والمُسمّاة وادي المظلم؛ وهي غابة سنديان وصنوبريات.

وكانت الغابة، تعدُّ مقصداً للتنزُّه، وتشهد إقبالاً من قبل المُصطافين والمُتنزِّهين في فصلي الربيع والصيف.

ويُبرّر أحمد العلي، (28 عاماً)، اسم مستعار لأحد سكان قرية مجاورة لبلدة الكفر، عمله في قطع الشجر وبيعه، بسوء الظروف المعيشية وانعدام مصادر الدخل، إضافة لأن “بيع الحطب يُؤمِّن دخل جيد جداً، يُغطي المصاريف العالية للمعيشة”.

وتعدُّ السويداء منطقة جغرافية باردة الشتاء، وتتساقط فيها الثلوج، في الوقت الذي اقتصر فيه توزيع مازوت التدفئة على 50 ليتراً طوال الشتاء الماضي، مما دفع أغلبية السكان لاستخدام الحطب للتدفئة، الأمر الذي أثَّر سلباً على الغطاء النباتي في السويداء.

ومع إعلان وزارة النفط والثروة المعدنية، في الحكومة السورية، قبل أسبوع، عن بدء التّسجيل على مازوت التدفئة؛ لفصل الشتاء المُقبل؛ وبكمية 50 ليتر فقط للدفعة الأولى، يتخوَّف سكان من خسارة السويداء؛ ما تبقَّى من غاباتها.

وفي بلدة الكفر، يقول؛ سالم حديفة، (56 عاماً)، إن عمليات التحطيب طالت 150 شجرة تفاح؛ في بستانه المحاذي لغابة البلدة.

ويُشير، إلى أن تلك الأشجار يصل عمرها لــ22 عاماً، وهي مصدر دخله الرئيسي وأن المجموعة التي أقدمت على القطع “كانت مُسلّحة”، وفقاً لما نقله له شهود عيان.

وخلال الشتاء الماضي، تراوح سعر الطن الواحد من الحطب في السويداء، ما بين 550 و600 ألف ليرة سورية، وذلك حسب نوع الحطب وفيما إذا كان مُقطّعاً أو لا.

ويقول أيهم مرشد، من سكان بلدة الكفر، إنهم حاولوا منع عمليات التحطيب في الغابة؛ ولكن “لم نستطع في ظلّ عدم التجاوب الحكومي، سواءً أكانت شرطة الأحراج أو المحافظة أو الجهات الأمنية”.

ويُضيف، “أبلغنا الجهات المسؤولة عدّة مرات عن وجود مُحطّبين بمناشير تعمل على البنزين، يقومون بقطع الأشجار كما أنهم مُسلّحين وعلى شكل جماعات ولكن لم تتدخّل أي جهة”.

إعداد: عمر زين- تحرير: سوزدار محمد