تسويات وانتشار أمني يرافقها فوضى وحالات قتل متزايدة في درعا

درعا – نورث برس

أربعة أعوام، وأربع تسويات؛ منذ سيطرة القوات الحكومية على الجنوب السوري عام 2018, وعلى الرغم من الانتشار الأمني المكثّف في قرى وبلدات محافظة درعا, ومعها الجماعات الإيرانية المسلّحة الرديفة لها؛ إلا أن المحافظة لا تزال تعيش فلتاناً أمنياً, ولا يكاد يمرّ يوم دون تسجيل حالات قتل على يد جهات غير معروفة.

وتُسجَّل غالبية الهجمات والتي يروح ضحيتها مدنيين, بينهم أطفال, وعناصر سابقين في المعارضة السورية, إلى جانب استهداف متكرّر لعناصر القوات الحكومية في محافظة درعا؛ ضدّ مجهولين.

والثلاثاء الفائت, قالت مصادر محلية، لنورث برس, إن مسلحين مجهولين استهدفوا, حافلة مبيت تابعة للقوات الحكومية بريف درعا الغربي, وذلك بعد يوم من استهداف سيارة ضابط برتبة رائد, بعبوة ناسفة, شرقي درعا.

وأضافت, أنه تمّ تفجير عبوة ناسفة بالحافلة التي كانت تقلُّ العسكريين لدى مرورها على الطريق الواصل بين مدينة درعا، وبلدة اليادودة؛ وتحديداً في منطقة المفطرة، بريف درعا الغربي.

وأُصيب في الهجوم ثلاثة من عناصر القوات الحكومية، ونقلوا إلى المشفى الوطني في مدينة درعا.

وأشارت، إلى أن القوات الحكومية، أرسلت تعزيزات تضمّنت ما يقارب عشرَ سيارات عسكرية، وأنشأت نقطة مؤقتة للتفتيش.

وبعد دقائق قليلة، وفي هجوم منفصل, شهدت ذات المنطقة انفجاراً آخر, أدى لإصابة ستة أشخاص بينهم أطفال؛ بجروحٍ متفاوتة جرّاء استهداف سيارة نقل جماعي, (سرفيس).

شهود عيان قالوا، لنورث برس، إن ستة أشخاص, بينهم أربعة أطفال, أُصيبوا خلال الهجوم؛ أثناء توجّههم من درعا إلى بلدة جلين، غربي المدينة.

استمرار حالة الفوضى

وبالرغم من الانتشار الكثيف للحواجز العسكرية والأمنية على مداخل ومخارج المدن والبلدات في محافظة درعا، إلا أن من ينفّذون عمليات القتل؛ يغادرون قُرى ويدخلون أخرى عبر الحواجز العسكرية.

مصدر محلي قال، لنورث برس، الثلاثاء الفائت, إن مُسلَّحين مجهولَين, يستقلّون دراجة نارية، استهدفوا شابّين بالقرب من دوار الدلافين، جنوب بلدة المزيريب، بريف درعا الغربي.

وأضاف, أن الاستهداف أسفر عن مقتل الشابّ, عدنان عزات البريقي, وإصابة سمير البرهومي.

وكان “البريقي”، يعمل في تجارة الألبسة, وهو مدني ولم ينضمّ لأي جهة عسكرية أو أمنية، منذ اندلاع الأحداث في سوريا, بحسب المصدر ذاته.

فلتان الأمني

وتعدّ كافة القُرى والبلدات في درعا، مسرحاً لتنفيذ عمليات الاغتيال والقتل، باستثناء مدينة بصرى الشام؛ بريف درعا الشرقي، وبعض القرى المحيطة بها، والتي يسيطر عليها اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس، حيث تغيب الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية هناك وتغيب معها عمليات القتل.

ففي مدينة داعل، قُتل عنصر سابق في المعارضة السورية, الأحد الماضي, بعد استهدافه من قِبل مسلحين مجهولين وسط المدينة.

مصادر محلية في المدينة، قالت لنورث برس، إن علي عبد العزيز العوير، قُتل متأثِّراً بجروح خطيرة أُصيب بها نتيجة إصابته برصاص مباشر من قِبل مجهولين.

وأضافت، أنه تمّ إسعافه إلى المشفى الوطني، في مدينة طفس، بريف درعا الغربي، وفارق الحياة في طريقه إلى هناك.

وفي حادثٍ مُنفصل باليوم ذاته، قُتل محمد المساعيد، المُلقّب بـ”أبو قاسم البدوي”, في أحد أحياء درعا البلد, على يد مسلحين مجهولين، بحسب ما أفاد مصدر محلي لنورث برس.

وأضاف المصدر, أنَّ “المساعيد”, فارق الحياة مُتأثِّراً بجراحه بعد إسعافه إلى المشفى الوطني، في مدينة درعا.

وأشار إلى أن “المساعيد، أحد الأشخاص المُتّهمِين بالعمل في تجارة المخدِّرات في المنطقة, وترويجها بين الشبانّ”.

وفي ظلّ غياب أي دليل واضح بسبب تعدّد القِوى المتواجدة على الأرض، إلا أن سكاناً في محافظة درعا، يتّهمون القوات الحكومية وأجهزتها الأمنية, والأشخاص المتعاونين معها والذين يحملون بطاقات أمنية وأسلحة؛ بالوقوف وراء عمليات الاغتيال والقتل.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: قيس العبدالله