التعليم في قُرى حدودية بكوباني وعين عيسى يتمّ وفق المتغيرات العسكرية
كوباني/ عين عيسى- نورث برس
على بُعد 700 متر فقط، من الحدود السورية التركية، يُرسل أحمد أطفاله الأربعة إلى المدرسة، بينما يكتنفه القلق وهو يشاهد من عتبة باب منزله، النقاط العسكرية التركية، على الجانب الآخر من الحدود.
يقول أحمد حسن، (38 عاماً)، من سكان قرية كازكان الحدودية، شرقي كوباني، “نعيش مع أطفالنا تحت التهديد جرّاء القصف التركي”.
ويرتاد نحو 60 تلميذاً، مدرسة قرية كازكان، وسط حالة من القلق الدائم، مع تصاعد الهجمات التركية على منطقتهم مؤخَّراً.
ومع بدء العام الدراسي الجديد- 2022 2023، في مدارس مناطق الإدارة الذاتية، في شمال شرقي سوريا، قبل يومين، تتمّ ظروف التدريس، في مدارس القُرى الحدودية والتي تقع على خطوط التماس، وفق متغيّرات الوضع العسكري.
وتتوقّف العملية التعليمية في تلك المدارس أيام القصف، حيث يضطّر المُعلِّمون لإغلاقها أثناء فترات القصف وإخراج الطلاب منها خوفاً من التعرُّض لإصابات.

ويخشى القائمون على السلك التعليمي، بأن يؤدّي استمرار عمليات القصف، لتأخُّر السير بالمناهج الدراسية.
وفي اليوم الذي فتحت فيه مدارس الإدارة الذاتية أبوابها، (الثامن عشر من هذا الشهر)؛ قصفت القوات التركية قُرىً على طول الشريط الحدودي في كوباني.
وحينها طال القصف قرى زور مغار، خرابيسان، كوران، وكولتب؛ بريفي كوباني الشرقي والغربي، كما سقطت أربع قذائف من الجانب التركي على محيط المدينة.
وأُصيب مدني في ذات اليوم؛ بقصفٍ طال قرية قره موغ شرقي كوباني، فيما فقد ثلاثة جنود في الجيش السوري حياتهم في قرية جيشان، شرقي كوباني، وجُرح ثلاثة آخرون.
وفي ذات القرية، تنتظر نيروز كرد، (36 عاماً)، بقلق عودة طفلها من المدرسة، “قد يحدُث القصف في أي لحظة”.
وحين يكون القصف عنيفاً، تضطّر “كرد”، كما سكان قريتها لمغادرة القرية، ولكن ذلك يؤثِّر على تعليم الأطفال وخاصة أن بعض العائلات قد لا تعود إلى منازلها بعد عدّة أيام أو أسبوع.
تقول السيدة الثلاثينية، إنها هرعت إلى مدرسة القرية في أول يوم من الدوام المدرسي، لتطمئن على طفلها، وذلك بعد سماعها أصوات القصف في القُرى المجاورة.
تُضيف: “نعيش حالة من الهلع أثناء حدوث القصف”.
وفي منتصف آب/ أغسطس، الماضي، فقدَ طفلٌ لا يتجاوز عمره (14 عاماً)؛ حياته، نتيجة القصف التركي على كوباني، فيما أُصيب طفل آخر لا يتجاوز العامين برأسه، إلى جانب إصابة مدنيين اثنين، بحسب مصادر طبية، آنذاك.
ونتيجة القصف العنيف الذي تعرَّضت له المدينة؛ الشهر الفائت، اضطرّ سكان قُرى حدودية بريف كوباني الغربي، إلى النزوح من قُراهم باتجاه القُرى الجنوبية، والعودة بعد أيام.
وفي بلدة عين عيسى، الحال ليس أفضل مما هو عليه في كوباني، فقد شهدت قُرى تابعة لها، في أول يوم للعام الدراسي الجديد؛ قصفاً من قِبل القوات التركية، تسبّب في حالة من الهلع وخاصة بين ذوي الطلاب.
وبحسب لجنة التربية والتعليم في عين عيسى، فإن أكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة، حُرموا من حقّهم بالتعلُّم في ريف تل أبيض، وبلدة عين عيسى، العام الفائت، نتيجة دمار لحق بالمدارس الواقعة على خطوط التماس.
فيما لا تزال مدارس قُرى الزيدي، وتروازية وسطى، وتروزاية شمالية، وصفيان؛ في أرياف عين عيسى خارج الخدمة، بسبب القصف الذي طالها.
وتقول نور صالح، (30 عاماً)، وهي والدة أربعة أطفال يرتادون المدرسة؛ إن القصف يكون عشوائياً وهو ما يزيد من مخاوفها على حياتهم.
وتُشير إلى الأطفال؛ أحياناً يعودون إلى المنزل وذلك بعد ساعة من بدء الدوام بسبب سقوط قذائفٍ على البلدة.
وتُضيف، بينما يُسمع في الأرجاء دويّ سقوط قذائف، “أحياناً لا أُرسل أطفالي إلى المدرسة، حينما نسمع أصوات القصف”.