على ضفة الفرات.. نازحون جنوبي الرقة يخشون انتشار الكوليرا

الرقة – نورث برس

اعتادت فاطمة، على نقل المياه من نهر الفرات؛ لاستخدامها في قضاء حاجات أسرتها اليومية المكوّنة من سبعة أفراد، لكن قلقاً ينتابها مؤخَّراً مع انتشار إصاباتٍ بمرض الكوليرا في المنطقة. 

تقول فاطمة الحجي، (35 عاماً)، نازحة من منطقة الرصافة، في مخيّم اليوناني العشوائي جنوبي الرقة، ، إنها سمعت من النازحين في المخيّم عن إصابة أشخاصٍ بالكوليرا، بسبب المياه الملوّثة، ما أثار مخاوفها على أطفالها الخمسة.

والأسبوع الماضي، سجّلت الإدارة الذاتية، لشمال وشرق سوريا، إصابات بمرض الكوليرا في الرقة ودير الزور، قالت إنها ناتجة عن تلوُّث مياه الشرب.

ويتخوّف النازحون في مخيّم اليوناني العشوائي؛ المُلاصق لنهر الفرات، من انتقال عدوى مرض الكوليرا إليهم، بحكم أنهم يستعملون مياه النهر في قضاء حاجاتهم اليومية دون تعقيمها أو معالجتها.

والخميس الفائت، حذّر مكتب البيئة في مجلس الرقة المدني، من الاستخدام المباشر لمياه نهر الفرات، “لاحتوائه على جراثيم وبكتيريا”.

وحينها، قال محمد الإبراهيم، إن مياه الفرات غير صالحة للشرب بشكل مباشر، وتحتاج للتعقيم والتصفية بوسائط مناسبة قبل أن تصبح صالحة للاستهلاك البشري.

ويستجرُّ النازحون في مخيّم اليوناني، مياه الشرب من شبكة المياه الخاصة بقرية كسرة عفنان، جنوب الرقة، بينما يضطّرون لنقل مياهٍ من الفرات لقضاء احتياجاتهم اليومية.

وقبل أيام، توقفت محطة تصفية المياه الرئيسية في الرقة؛ عن العمل بسبب توصيلات في شبكة الأنابيب، وانقطعت المياه بشكل شبه نهائي عن المدينة وريفها، وعادت للعمل بعد يومين؛ دون انتظام.

هذا الأمر، دفع بالنازحين لشرب مياه الفرات، رغم أن ضِفافه وحوافه مليئة بالأوساخ والنفايات، بسبب انخفاض مستوى مياهه.

ويعيش في مخيّم اليوناني العشوائي؛ نحو 270 عائلة نازحة، من مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة السورية، في ريف مدينة الرقة الجنوبي، وريفي حمص وحماة.

وأمام تخوّفه من انتشار المرض، اضطرّ عبد الله الفرج، (22 عاماً)، لشراء المياه من الصهاريج الجوّالة بسعر ألف ليرة سورية للبرميل الواحد، ويرى أن هذا المبلغ يتعذّر على معظم النازحين بسبب الحالة المادية الصعبة.

ويصف “الفرج”، وضع النازحين في المخيم بـ”السيء”.

ويُضيف، “النازحون يشربون من مياه الفرات، وهم يعلمون جيداً أنها غير صالحة للشرب، لكنهم مُجبرون على ذلك، لأن لا خيار آخر لديهم”.

وفي أرياف الرقة، 58 مخيماً عشوائياً، تتوزّع على بلدات وقرى الريف، ويعيش فيها نحو 90 ألف نازح، يُقسّمون إلى 16165 عائلة، وفقاً لإحصائية رسمية حصلت عليها نورث برس، من مكتب شؤون المخيّمات والنازحين في مجلس الرقة المدني.

وفي العشرين، من حزيران/ يونيو، الماضي، قالت الإدارة الذاتية؛ إن النازحين في المخيّمات العشوائية بالرقة، “بلا دعم ويعيشون أوضاعاً صعبة بسبب انسحاب المنظّمات الإنسانية منها”.

وقبل أيام، أُصيب أطفال؛ عبود الحسين، (40 عاماً)، نازح في مخيّم اليوناني العشوائي، بإسهالٍ شديد، ونقلهم لمشافي الرقة، بعد شربهم مياه نهر الفرات.

ويقول؛ الرجل الأربعيني، بينما ينتابه القلق على أطفاله، إن استعمال مياه النهر يزيد من مخاطر انتقال عدوى الأمراض للأطفال؛ “لكننا مضطّرون لذلك”.

ويُضيف، إن معاناتهم تزداد خلال فترات انقطاع المياه المُعقّمة، التي تمرّ بشبكة الأنابيب بالقرب من المخيّم، حيث يكون الاعتماد الكلي على مياه الفرات.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: زانا العلي