يوسف عبد الأحد.. خمسون عاماً بصحبة إبرة الخياطة

القامشلي – ريم شمعون- NPA
"كَبر أبنائي وهاجروا إلى أوروبا, لكنني لازلت عاكفا على ماكينتي". بهذه الكلمات بدأ يوسف عبد الأحد حديثه عن مهنة الخياطة، والذي يحاول جاهداً تمرير الخيط من ثقب إبرة ماكينة الخياطة، وبعد محاولات عدّة, يقول "بات الأمر يحتاج إلى بصر قوي, لم أعد أمتلكه". متمنياً ألا تطوى صفحة مهنته من العائلة مع رحيله.
مهنة لنصف قرن
يمارس الرجل السبعيني يوسف عبد الأحد في محله الصغير في مدينة ديرك/المالكية شمال شرق الحسكة، منذ نصف قرن, مهنة الخياطة.
ولد يوسف عبد الأحد عام 1945 في تركيا, وهُجّر منها مع عائلته قبل نحو خمسين عاماً, لترسي به قافلة الهجرة في مدينة ديرك، أقصى شمال شرقي سوريا, وهو في ريعان شبابه, فبدء التدرّب على مهنة الخياطة عند أحد الخياطين في المدينة, وطال التعلّم ست سنوات, حتى حصل بمساعدة ربّ العمل على ماكينة خياطة خاصة به.
مارس الخياط السبعيني مهنته لنصف قرن, ولا يزال يتقيد بمواعيده اتجاه الزبائن, حيث تتطلب مهنته نظرا سليما, ويديّن متوازنتين, وتركيزا عاليا, فينحني الخياط عبد الأحد على ماكينته متحدّيا تقدمه في العمر.
 شغف المهنة
يُعزي عبد الأحد سبب تراجع عمله، إلى غلاء مستلزمات الخياطة من الأقمشة والأزرار وغيرها, ما أدى إلى "قلة الزبائن", لكن كل ذلك لم يثني عبد الأحد عن شغفه بمهنة الخياطة, كما لو أن الزمن عنده لم يتحرّك.
بالرغم من أنّ الخياط يوسف عبد الأحد مازال مستمراً في مهنته المتعبة, لكنه يقول "لم أعد أعمل لساعات طويلة كما في الماضي" حيث كان يعمل لساعات متأخرة في الليل حسب قوله.
ومازال الخياط يوسف عبد الأحد منكباً على ماكينته, ويمارس مهنة الخياطة بشغف كبير, محاولاً أن يبرز مهارته في كل درّزة قماش, متحديا الظروف والعمر وهجرة الأبناء.