بدء العام الدراسي يُثير مخاوف ذوي طلاب في الرقة من الكوليرا

الرقة – نورث برس

تخشى سناء العلي، (42 عاماً)، من سكان حي المشلب، بمدينة الرقة، شمالي سوريا، على طفلها الوحيد من خطورة انتقال العدوى له، بعد الأنباء المتداولة عن انتشار مرض الكوليرا، وأحد أسبابه المياه الملوَّثة.

وجهّزت “العلي”؛ طفلها ذو العشرة أعوام، بشراء المستلزمات المدرسية، وأرسلته اليوم إلى المدرسة، لكن القلق على صحته لا يزال يراودها.

واليوم بدأ الدوام الفعلي للطلبة، للعام الدراسي 2022 – 2023، بالتزامن مع تسجيل حالات إصابة بمرض الكوليرا، في الرقة ودير الزور، الأمر الذي يُثير قلق سكان مدينة الرقة.

ونهاية آب/ أغسطس، الماضي، أعلنت هيئة التربية والتعليم، في الإدارة الذاتية، لشمال وشرق سوريا، عن بدء العام الدراسي للإداريين في الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، الحالي، بينما يبدأ الدوام الفعلي للطلبة في الثامن عشر من الشهر ذاته.

تقول “العلي”، لنورث برس، إن من واجب السكان الاهتمام بنظافة أطفالهم قبل إرسالهم إلى المدرسة، ومراقبة نظافتهم الشخصية بعد عودتهم، والتركيز على توعيتهم للوقاية من انتقال عدوى الكوليرا.

ويطالب سكان الرقة، باتخاذ لجنة التربية والتعليم؛ في مجلس الرقة المدني، والمؤسسات المعنية بقطاع الصحة؛ باتّخاذ إجراءات فعّالة واحترازية لمنع انتشار مرض الكوليرا بين التلاميذ.

في العاشر من أيلول/سبتمبر، الحالي، أعلنت الإدارة الذاتية؛ عن تسجيل إصابات بمرض الكوليرا في الرقة ودير الزور، ودعت لاتّباع وسائل الوقاية، للحدّ من انتشاره.

وتقيُّداً بذلك، يرى بديع البشير، (60 عاماً)، من سكان حي الثكنة بمدينة الرقة، إن خطر انتقال الكوليرا للأطفال في المدارس “أمر وارد جداً بما أن الازدحام موجود وهو يوفِّر بيئة خصبة لانتقال المرض بين الطلاب”.

يقول “البشير”، لنورث برس، إن “استعمال دورة مياه واحدة، وصنبور واحد من قِبل الطلاب، يمثل فرصة كبيرة لانتقال العدوى بينهم”، وهذا الأمر يُثير مخاوف السكان على أطفالهم عند إرسالهم للمدرسة.

وطالب “البشير”، وهو أب لخمسة أبناء؛ الإدارة الذاتية في الرقة، بتحمُّل مسؤولياتها في تعقيم المياه، واتّخاذ الاحتياطات والإجراءات الاحترازية، وحملات التوعية للحدّ من انتشار الكوليرا بين الطلاب والسكان بشكل عام.

“إجراءات صارمة

قال باسم الرباح، رئيس مكتب الصحة المدرسية، في لجنة التربية والتعليم في الرقة، إن اللجنة اتّخذت إجراءات “صارمة”، بخصوص تنظيف وتعقيم المدارس قبل بدء العام الدراسي.

إذ عملت لجنة التربية والتعليم في الرقة، على تعقيم المياه والخزّانات في المدارس وتنظيفها، إضافة للصفوف لمنع انتشار الكوليرا وكورونا وأمراض أخرى بين الطلاب، وفقاً لما ذكره “الرباح”.

وأضاف، لنورث برس، أن لجنة التربية والتعليم؛ “تتّبع برنامجاً صحياً شديد الصرامة”، لمنع انتشار أي مرض مُعدٍ بين الطلاب في المدارس التي تتبع لها في المدينة وريفها.

في الوقت ذاته، تُنسِّق لجنة التربية بشكلٍ مستمر، مع لجنة الصحة في مجلس الرقة المدني؛ لمراقبة الوضع الصحي في المدارس والطلاب، كما أشار “الرباح”.

وذكر، أن “لجنة الصحة في الرقة، تُزوِّد لجنة التربية والتعليم بالمُعقّمات وأدوات التعقيم ووسائل الوقاية، لاستخدامها في المدارس لمنع انتشار الأمراض بين الطلاب”.

ولم تُسجّل مدينة الرقة حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، أي إصابة بمرض الكوليرا داخل الحدود الإدارية للمدينة، باستثناء بعض الحالات التي أعلنت عنها هيئة الصحة في الإدارة الذاتية، في ريف الرقة الشرقي.

إعداد: عمار عبد اللطيف – تحرير: زانا العلي