الشتاء على الأبواب وأحياء في منبج تُعاني تردّي الواقع الخدمي

منبج – نورث برس 

يتذمّر سكان مدينة منبج، شمالي سوريا، من نقصٍ في الخدمات، رغم الشكاوى والطلبات المتكرّرة من قِبَلهم إلى بلدية الشعب في المدينة.

يقول محمد شيخ محمد، من سكان حي “الشهيد حسين شيخ محمد”، على طريق حلب، إنهم قدّموا الكثير من الطلبات للبلدية، من أجل تعبيد، بعض الشوارع، لكن دون مُجيب.

ويُضيف، لنورث برس، “رغم عمل البلدية في شوارع الحي لثلاث سنوات، إلا أنهم توقّفوا عن العمل فجأة دون أن يُكملوه، وتركوا حُفر الشوارع على حالها”.

لا يُنكر الشاب عمل البلدية التي مدّدت شبكة الصرف الصحي، وأوصلت مياه الشركة، “لكن كان عليهم إكمال المشروع بتعبيد الطرقات، التي تضرّرت من المشروع”، وفقاً لقوله.

ويتذمّر سكان بعض أحياء مدينة منبج، من الحفريات، التي تُعيق سير المركبات وتتسبّب في أعطالها، بالإضافة للغبار الذي يُسبّب مشاكل صحية للسكان، ومشكلات أُخرى تتعلّق بالنظافة وتراكم الغبار.

تعاني أحياء الشهيد حسين شيخ محمد، والفتح؛ على طريق حلب في الجهة الغربية للمدينة، والحزاونة؛ جنوب المدينة، والكجلي، وطريق البيزار شرقها، وحي الجيلاوي، شمالها، من سوء الخدمات.

ويُطالب سكان بضرورة تعبيد الطرقات قبل حلول الشتاء، حيث يكثُر فيها الأوحال، وتتجمّع مياه الأمطار، ويكون الهاجس الأكبر بالنسبة لهم حين تتحوّل الشوارع إلى حفر مياه أشبه بالمستنقعات.

مياه معدومة  

الطرقات ليست المشكلة الوحيدة لسكان منبج، كما روى أحمد الخلف، فالمياه شبه معدومة في منازل سكان بعض الأحياء، إذ تصل كل ثلاثة أيام لساعتين فقط.

ويقول، إنه وجيرانه في حي الفتح؛ يضطّرون الانتظار لساعاتٍ طوال؛ حتى يخفّ “الضغط” على شبكة المياه، لتخزين ما يسدّ احتياجهم منها.

وأمام شكاوى سكان الحي المتكرّرة على واقع المياه، تعِدُ الشركة بتحسينه “لكن دون فائدة، المعاناة ما تزال مستمرة”، بحسب “الخلف”.

وتعتمد الشركة في ضخّ مياه الشرب؛ على نظام التناوب بين الأحياء، حيث تصل المياه ثماني ساعات كل يومين، دون تحديد وقت معين لأيّ حي منها.

وهذا النظام يزيد من معاناة سكان أحياء منبج، في الأبنية الطابقية، خاصة في حال صادف موعد وصل المياه وقت تقنين الكهرباء، وبالتالي يضطّرون لشرائها من الصهاريج الجوّالة.

مأساة الكهرباء

وبما أن المياه مأساة للسكان، فبطبيعة الحال سيكون للكهرباء نصيبٌ بإمعان المعاناة، حيث تكاد أن تكون معدومة، بحسب سكان.

وزادت ساعات تقنين الكهرباء في منبج، بسبب تراجع توليد الطاقة الكهربائية من سدّ تشرين، نتيجة انخفاض منسوب نهر الفرات، وحبس تركيا لمياهه.

وتُغذّي الكهرباء مدينة منبج؛ بساعات وصل قليلة تصل أقصاها لـ 6 مُتقطِّعة طيلة اليوم، لذلك لجأ السكان للاعتماد على كهرباء “الأمبيرات”.

ونتيجة الانخفاض الحادّ بالمنسوب، اقتصرت إدارة السدّ على تشغيل عنفتين لتوليد الكهرباء، لا تتجاوز الـ 120 ميغاواط ساعي، وهي نسبة منخفضة جداً وتؤدي لزيادة الأعطال في العنفات؛ بسبب التشغيل والإيقاف.

وفي الخامس من أيار/ مايو، الماضي، قالت إدارة سدّ تشرين، لنورث برس؛ إن “انخفاض منسوب المياه في بحيرة سدّ تشرين إلى مستويات متدنيّة وخصوصاً في الأشهر الثلاث الماضية، زاد في عمليات تقنين الكهرباء، وقد اقتربت المناسيب إلى الميتة”.

وأضافت حينها: “لا تقتصر أزمة انخفاض منسوب مياه السدّ على تقنين ساعات توليد الكهرباء فقط، لكنها تتجاوز ذلك إلى حدٍّ خلق أزمة مُركّبة”.

غزوان شعبان، رئيس المكتب الفني، في بلدية منبج، قال لنورث برس، إن البلدية تقوم بتخديم الطرقات الرئيسية وهي أولوية لعمل البلدية، منها شوارع الثلاثين، والعشرين؛ الرئيسية والعريضة في المدينة.

وعن عدم تخديم الشوارع الفرعية في الأحياء، أشار “الشعبان”، إلى أن “البلدية تعمل على أولوياتها، وبعد الانتهاء تنتقل للشوارع الفرعية”.

وأضاف: “بالنسبة للشكاوى الواردة من سكان الأحياء وتوقُّف البلدية عن العمل فيها، فذلك يندرج ضمن أولويات البلدية بتقديم الخدمات للأحياء التنظيمية، وتأجيل العمل في المناطق الإدارية”.

وبحسب ما ذكر، لنورث برس، أن “تلك من الخطط المستقبلية لبلدية الشعب في منبج، وسيتمّ العمل عليها بعد الانتهاء من الشوارع الرئيسية”.

إعداد: فادي الحسين – تحرير: زانا العلي