“الآلية الأمنية” تقلق سكان قرى سري كانيه

سري كانيه –عبد الحليم سليمان-NPA
وسط بدء تطبيق اتفاقية "الآلية الأمنية" على الحدود السورية التركية, تظهر مخاوف بعض سكان المدن والقرى المشمولة بالاتفاقية من تغيير ديمغرافي, بينما يشدد البعض الآخر على أن هذه التدابير الأمنية ستحفظ أمن واستقرار المناطق المتاخمة للحدود التركية.
إلى الغرب من مدينة سري كانيه/رأس العين الواقعة في ريف الحسكة الشمالي، تتوزع القرى مع الحدود التركية بكثافة حتى /40/ كيلو متراً، و أبرز هذه القرى هي: تل حلف و العزيزية ومختلة وتل خنزير و الراوية ومبروكة وغيرها، ثم تقل كثافة التواجد السكاني باتجاه بلدة سلوك التابعة لمدينة كري سبي/ تل أبيض، حتى ريف كوباني الشرقي.
و تشمل "الآلية الامنية" الموقعة بين الولايات المتحدة الأمريكية و تركيا، في السابع من شهر آب/أغسطس الجاري، المنطقة المحددة بين كري سبي وسري كانيه، بعمق /5/ و/14/ كيلو متراً، فهي تضم كل تلك القرى، الامر الذي خلق حالة من التوجس لدى سكان تلك المناطق حول مستقبل منطقتهم، وهم الذين عانوا الأمرين جراء حكم الجغرافيا الحدودية و الصراع في البلاد.
على مقربة من قرية تل حلف يقف أحمد مطر (23 عاماً)، وهو عامل في محطة وقود لا تبعد أكثر من/100/ متر عن الجدار الحدودي العازل الذي بنته تركيا بعد اندلاع الحرب في سوريا، يقول مطر لـ"نورث برس": "نشعر بخطر دائم  ونحن تحت أنظار جنود يحملون البنادق طوال الوقت".
في قرية تل أرقم /10/ غرب المدينة ، تتربع نقطة مراقبة أمريكية على تلة مطلة على الحدود التركية و شهدت النقطة مؤخراً تحصينات وإنشاءات جديدة، بالإضافة إلى تعزيز للقوات الأمريكية بالعدد و العتاد والعربات.
"منطقة آمنة كاسمها؟"
في قرية العزيزية أوقفت قوات سوريا الديمقراطية إنشاء الأنفاق و التحصينات الدفاعية، بعدما أعلن قائدها العام مظلوم عبدي، في الاجتماع السنوي لقواته في مدينة الحسكة، أنهم سيكونون طرفاً إيجابياً في إنجاح الجهود التي تقودها الولايات المتحدة في ترسيخ الأمن على الحدود.
و يؤكد زايد عيسى (30 عاماً) وهو من سكان القرية، أن القوات سحبت آليات و معدات الحفر وردمت الأنفاق الموجودة قرب قريتهم، ويأمل عيسى أن يؤمن اتفاق "المنطقة الأمنة" استمرار الأمن و الاستقرار، الذي تحقق في ظل قوات سوريا الديمقراطية.
ويشير عيسى إلى أن الاتفاق بثّ نوعاً من الطمأنينة في نفوس الأهالي، متمنياً أن تكون المنطقة آمنة "فعلاً كتسميتها" على حد قوله.
خشية التغيير الديمغرافي
أقامت تركيا مخيماً على الجانب الآخر للحدود، قرب قرية (تل حمود) داخل أراضيها عام /2011/ لاستقبال اللاجئين السوريين، و يتاخم هذا المخيم الحدود مع الأراضي السورية، وسرت أنباء أثناء تهديدات تركيا باجتياح مناطق شمال وشرقي سوريا، بأن مجموعات من مسلحي المعارضة تمركزت في المخيم استعداداً للمشاركة في الهجوم التركي.
يملك فارس سينو (34 عاماً) مع عائلته أرضاً زراعية مقابل المخيم والتي لا تبعد أكثر من /2/ كيلومتر عن الحدود، ويخشى من دخول المجموعات المسلحة المعارضة، ويتمنى سينو لو كانت المنطقة الآمنة برعاية دولية "لحماية الكرد و أصحاب الأرض من التوغل التركي" حسب قوله.
ويعبر فارس سينو عن ارتياحه بوجود الدوريات الأمريكية في المنطقة، والتي ترفع علم بلادها أثناء تجوالها على الطريق المتاخم لمنزله، مقابل قرية مختلة /20/ كيلومتر غرب سري كانيه، مؤكداً أنهم لم يروا أي دورية تركية برفقة الدوريات الأمريكية خلال الفترة السابقة.
كما يخشى سينو من أن تغير تركيا من ديمغرافية المنطقة في حال إدخالها للاجئين السوريين في قراهم ومزارعهم التي ورثوها من آبائهم وأجدادهم.
يذكر ان وحدات حماية الشعب بدأت انسحابها من المناطق الحدودية، وردمت الخنادق بشكل رسمي، لتحل القوات المحلية للمجالس العسكرية محلها، بالتنسيق مع قوات التحالف وقوات سوريا الديمقراطية، ضمن اتفاقية "الآلية الأمنية".