سري كانيه-عبد الحليم سليمان-NPA
يقطن في مدينة سري كانيه/رأس العين في ريف الحسكة الشمالي على الحدود مع تركيا ما يقارب /50/ ألف شخص من مكونات عرقية ودينية مختلفة, إضافة إلى الآلاف من النازحين السوريين الذي فروا من مناطق الصراع و استقروا في سري كانيه وريفها.
وتشكل المدينة الجانب الشرقي من "الآلية الأمنية" المزمع إنشاؤها وفق الاتفاق التركي الأمريكي بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية، حيث انسحبت وحدات حماية الشعب في الرابع و العشرين من الشهر الجاري من نقاط عدة في القرى الغربية في ريف سري كانيه كتنفيذ لبنود المرحلة الأولى لتطبيق اتفاق "المنطقة الآمنة".
"نريد توضيحاً"
وتعج المدينة في ساعات الصباح بالباعة والمُتبضعين القادمين من القرى المجاورة، و يقول سلمان ميرزا(60 عاماً) من سكان المدينة "لا نعرف بنود الاتفاق بوضوح ونريد أن توضح الإدارة الذاتية لنا هذا الاتفاق كي لا تسهم الإشاعات في نشر البلبلة والقلق بين الناس" ،ويضيف "كثير من الناس يتلقون اتصالات من أصحابهم و أهاليهم من تركيا و يثيرون الخوف في نفوسهم".
ووجود تركيا كأحد جوانب اتفاق "الآلية الأمنية" غير مريح بالنسبة لبعض الأهالي, خاصة أهالي منطقة عفرين التي اجتاحتها تركيا مع فصائل مدعومة من قبلها في آذار/ مارس 2018.
على عربة خشبية يبيع فارس جعفر(30 عاماً) وهو مهجَّر من عفرين أنواعاً مختلفة من الزيتون و الزيت، ويقول جعفر لـ"نورث برس" إذا دخلت تركيا إلى هذه المنطقة فإن الأمان سينعدم فيها مثلما جرى في عفرين"، ويضيف "بالرغم من إن الاتفاق مشترك بين تركيا و الولايات المتحدة لكننا نشعر بالقلق، فنحن لا نأمن لتركيا فهي تعادي الكرد علناً ولا تسمح لهم بالعيش بسلام".
وحول وجود أمريكا كطرف رئيس ومشرف في الاتفاق يقول البائع "الأمريكان يختلفون عن الأتراك ووجودهم في الاتفاق يمنحنا شعوراً بالاطمئنان".
وفي إحدى محال بيع مستحضرات التجميل تقول وداد أحمد وهي فتاة دون العشرين سنة، "نحن لا نعلم الكثير عن موضوع المنطقة الآمنة ، لكننا مرتاحون لوجود الدوريات الأمريكية في منطقتنا ولا نخشى التهديدات التركية لأن هناك دائما شيئاً ما يمنعهم من تنفيذ تهديداتهم".
مصلحة أمريكية
على طاولة فوق رصيف في الشارع العام في المدينة يوظب رضوان سلطان(40 عاماً) ملابس الأطفال لبيعها، ويقول إن الخوف على منطقتهم غير موجود طالما حصل اتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا عبر الجانب الأمريكي وحقق ذلك انفراجاً في الوقت الحالي، و يضيف "لدى الأمريكان مصلحة في الاستقرار و نحن أيضاً نستفيد من الوجود الأمريكي في المنطقة".
لا عداوات دائمة في السياسة
و يقول عامر السيّاد(31 عاماً) وهو يعمل في صرف العملات الأجنبية "نأمل ألا تحدث حرب في المنطقة، وطالما أن اتفاقا حصل بين الأطراف فذلك يعني أن الجميع راضٍ عنه" و يضيف أنه يأمل أن يحقق هذا الاتفاق جميع متطلبات الأمن والاستقرار لهذه المنطقة، ويأمل أن" تشهد المنطقة علاقات جيدة مع تركيا فلا عداوات دائمة في السياسة ".
وكان قد اجتمع وفد من التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية في الثاني والعشرين من الشهر الجاري مع المجالس المدنية والعسكرية ومع قوى الأمن الداخلي في سري كانيه.
وقال الضابط المسؤول عن القوات الأمريكية لأمن الحدود السورية – التركية، اسكندر ديب، في الاجتماع، إن "الإدارة الأمريكية بيّنت لنا خطة طويلة الأمد لمحاربة تنظيم داعش، لذلك لا أتوقع انسحابنا في وقت قريب".
وأكد ديب "علاقتنا مع قوات سوريا الديمقراطية ستكون علاقة مبنية على الثقة والشفافية، وحتى في جميع الظروف سوف أقول لكم الحقيقة وإن كنت غير مرتاح فيها أيضاً".
وأضاف: "قوات سوريا الديمقراطية أيضا صريحة معنا وهذا يبني علاقة قوية".
ومن جهتها أكدت الإدارة الذاتية في شمال وشرقي سوريا في 27 آب/أغسطس التزامها بـ " التفاهمات الثلاثية" الحاصلة بين قوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة وتركيا على إنشاء "آلية أمنية" في شمال شرقي سوريا.