من سيدني إلى الباغوز.. متعهد استرالي يلحق أبناءه الجهاديين عبر عنتاب (1/5)

روج موسى/ جيندار عبد القادر – NPA
فقد الجهادي هشام الذي قطع أكثر /10,000/ كيلومتر من موطنه أستراليا إلى سوريا, أبناءه الجهاديين وصهره أثناء بقائهم في مناطق سيطرة تنظيم “الدولة الإسلامية”, الأمر الذي لم يعتبره هشام جريمة تستحق العقاب، لتقع بعدها على عاتقه مسؤولية /21/ من زوجات أبنائه وأحفاده القابعين في مخيم الهول شرق الحسكة.
هشام خضر الذهبي، الجهادي البالغ من العمر /62/ عاماً ذو الأصول اللبنانية كان قد انضم للتنظيم بدايات عام 2015، لإعادة أبنائه لسيدني التي كانت أصدرت تشريعات قانونية صارمة تجاه
من ينضم لتنظيمات إرهابية في الشرق الأوسط آنذاك.
واستطاعت “نورث برس” الالتقاء بخمسة جهاديين أستراليين في أحد سجون قوات سوريا الديمقراطية بشمال وشرق سوريا، وستُنشر اللقاءات في سلسلةٍ من التقارير.
ومن بين الجهاديين الاستراليين,  هشام المسجون في زنزانة منفردة داخل سجن مشدّد الحراسة.
من عنتاب للطبقة
علّل الجهادي سبب انضمام أبنائه الكبار للتنظيم بالقول إنه تم التغرير بهم وغسل دماغهم من خلال الإصدارات التي صُورت في الدول العربية والداعمة للتنظيم.
وقُتل خالد المكنى بـ”أبو عائشة” الأبن الكبير لهشام في معارك مدينة منبج عام 2016 مع صهره، فيما قُتل ابنه محمد “أبو شيباء” في معارك بلدة هجين بريف الزور عام 2018، كما فُقد ابنه الصغير البالغ من العمر/14/ عاماً في معارك الباغوز، التي سلّم هشام نفسه مع زوجته وزوجات أبنائه وأحفاده, خلالها. 
يقول هشام بإن أبنائه سهَّلوا دخوله مع زوجته لسوريا, مؤكداً بأنه كان يتواصل مع أبنائه منذ قدومهم لسوريا، مشيراً في سياق حديثه إلى إنه سافر لمدينة غازي عنتاب التركية ليدخل عبر
الحدود هناك لمدينة الطبقة حيث تسكن عوائل أبنائه.
بقي للنهاية لـ”الحماية”
كان ابنه أبو عائشة, قد تزوج خمسة نساء من جنسيات أسترالية ولبنانية ومغربية ولديه /13/ طفلاً، كما لدى ابنه الآخر أبو شيباء /3/ أطفال من زوجة واحدة أكبرهم  يبلغ من العمر تسع سنوات، حيث يعيش جميعهم الآن في مخيم الهول عقب تسليم أنفسهم إلى جانب ابنة هشام الأرملة، آذار/مارس الماضي.
لم يكن لهشام مسكن دائم، فنتيجة المعارك التي كانت تَستهدف التنظيم في سوريا والعراق، تنقل في عدة مدن سورية، بعد خروجه من الطبقة توجه للرقة فالميادين ليحط الرحال في الباغوز التي أصيب فيها بشظية في رأسه يقول إنها أثرت على ذاكرته.
ويتحجج الجهادي الستيني بأنه بقي مع التنظيم في أراضي خلافته حتى جيبه الأخير لكي “يحمي أحفاده” مُدَّعياً بأنه حاول إيجاد مهرب يخلصه لكنه لم يفلح.
تناقض
وادعى هشام الذي قطع آلاف الكيلومترات وترك مهنته بالتعهدات السكنية ليعمل كميكانيكي لدى التنظيم قائلاً بأنه كان “متسيباً ولا يعمل في أغلب الأوقات”.
وأشار في سياق حديثه إلى إنه لم يكن يتفق مع أولاده الذي قال في بداية حديثه جاء من أجل أن يعيدهم، ولاسيما في قضايا التشدد والتطرف، مناقضاً حديثه في نفس الحين بالقول بأن “التنظيم كان يطبق شرع الله”, عبر الذبح وقطع الأيدي والجلد وسط الساحات العامة, منوهاً بنفس الحين أنه كان يشمئز عند رؤية هذه المشاهد.
الجهادي الذي وصف نفسه بالمواطن الأسترالي الجيد والذي لم يكن يعرف الشرطة يوماً؛ كونه مسالماً حسب قوله، طالب بالحرية, متمنياً أن تستعيده حكومته “أتمنى أن تعيدني أستراليا ولو سُجنت 25// عاماً”.
وأقر في سياق حديثه بقيامهم كتنظيم “الدولة الإسلامية” بظلم الأهالي وارتكاب الانتهاكات بحقهم مُستشهداً بأحد الحوادث التي جرت معه وهي المشاجرات على المنازل في أراضي “الدولة” (في إشارة منه للأراضي التي أعلن التنظيم فيها خلافته) والتي وصلت في بعض الأحيان لتبادل اطلاق النار بينهم.
أستراليا والتنظيم
كان للحكومة الاسترالية عزمٌ على محاربة التنظيم ولاسيما بعد ظهور الجهادي عبدالله مير وهو يهدّد بـ”رفع راية التنظيم على قصر باكنغهام والبيت الأبيض” عام 2014 بالإضافة لتزايد ملحوظ في عدد الجهاديين الاستراليين، فكانت إحدى الدول المشاركة في التحالف الدولي لمحاربة التنظيم، منفذة أول غاراتها الجوية في السادس عشر من أيلول/سبتمبر 2015  شرق سوريا على أحد مخابئ التنظيم.
تهديد الأسترالي عبد المير /17/ عاماً الذي ظهر في أحد الإصدارات أمام مجموعة من المقاتلين وظهور الجهادي خالد شروف حاملاً رأس أحد الجنود السوريين أسفر عن تخوف شعبي كبير في الأوساط الأسترالية، مما دفع بالحكومة لتشديد الإجراءات الأمنية
(ينشر هذا اللقاء ضمن إطار ملف حول جهاديين إستراليين قاتلوا ضمن صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”)