التعاقُد مع السرافيس يُفاقم أزمة المواصلات في دمشق

دمشق- نورث برس

تقف السيدة الثلاثينية، بشرى، في منطقة البرامكة، بدمشق، بانتظار وسيلة نقل؛ تقلُّها إلى منزلها في منطقة جديدة عرطوز، لأكثر من ساعة وقد يطول انتظارها وتتأخّر عن عملها، وسط قلّة وسائل النقل.

تقول بشرى ديب، موظفة حكومية، إنها قبل افتتاح المدارس، كانت تقف لساعة أو أقل؛ حتى تجد وسيلة نقل، “لكن اليوم يطول الانتظار لساعتين أحياناً”.

ومنذ بدء افتتاح المدارس في الرابع من هذا الشهر، في المناطق الحكومية، تعاقَد ذوو طلاب، ومعلمون، وموظّفون، ورياض أطفال؛ مع سرافيس نقل داخلي؛ من ساعات الصباح وعند الظهيرة، وهما الفترتان الأكثر طلباً من قِبل السكان.

التعاقُدمع سرافيس النقل الداخلي، يساعد الطلبة والمعلمين؛ للوصول إلى مدارسهم في الوقت المناسب، ويُجنّبهم الانتظار، ويكون التعاقُد شهري مع السائق؛ ضمن مواعيد محدّدة.

لكن ذلك، تسبّب بتفاقُم أزمة المواصلات المستمرّة منذ عامين؛ بسبب نقص المحروقات، حيث لا تكفي مخصّصات السرافيس، للعمل طوال اليوم، بحسب سائقين.

ولا يجد، غسان محمد، (50 عاماً)، اسم مستعار لسائق يعمل على خطّ الدوار الشمالي، وهو أكثر الخطوط ازدحاماً وطلباً وطولاً, نفسه مسؤولاً عن تفاقُم أزمة المواصلات بتعاقُده مع طلاب.

ويقول: “لا أرى في ذلك أي ذنب أتحمّله، أنقل طلاباً إلى مدارسهم كي لا يتأخّروا عليها مع أجرٍ شهري”.

ويُرجع، كمال عمران، موظف حكومي، سبب المشكلة إلى ضعف الرّقابة على الخطوط، “فحتّى مع تركيب أجهزة الـGPS، يستطيع السائقون التحايل ودفع رشوة لمراقبي الخطوط وهذا ما يزيد الأزمة”.

ويُشير، إلى أن عمل السائقون بالتعاقُد؛ يجلب لهم مالاً أكثر بكثير من الذي يتقاضونه خلال عملهم على الخطّ بشكلٍ يومي.

ويُضيف: “هذه الأزمة لا حلّ لها لا في القريب ولا في البعيد، سوى أن يكون هناك ضمير”.

وكانت الحكومة خلال الأشهر الماضية، ألزمت سائقي سرافيس النقل الداخلي؛ بتركيب أجهزة تحديد الموقع GPS، ولكن إلى الآن غالبيتها تعمل بدون الجهاز، رغم أن صدور القرار لأول مرّة كان عام 2019.

وجهاز الـ GPS، يتمّ تركيبه على وسائل النقل الداخلي، يُراقب مسار الوسيلة من بداية مسارها إلى نهايته، وعند وجود أي خلل في مسارها، يتمّ إرسال إشعار إلى غرفة العمليات والمراقبة الموجودة لدى الجهات المعنيّة.

ومنذ ثلاث سنوات، تعوّدت؛ وفاء الأحمد، (30 عاماً)، اسم مستعار لمعلمة في مدرسة بمنطقة المزة، بدمشق، على التعاقُد مع سرفيس أثناء بدء افتتاح المدارس وحتى نهاية العام الدراسي، “حتى أتجنّب زحمة السير، وأصل للمدرسة في الوقت المناسب”.

وتُشير المعلمة؛ التي تسكن في منطقة جديدة عرطوز، إلى أن التعاقُد قبل عامين، كان نحو 15 ألف ليرة سورية شهرياً، بينما هذا العام ستدفع 60 ألف ليرة سورية.

إعداد: مرام المحمد – تحرير: سوزدار محمد