واشنطن وطهران تُلقيان على بعضهما مسؤولية انسداد مباحثات النوويّ

دمشق- نورث برس

تُلقي واشنطن وطهران اللوم على بعضهما؛ في وصول مفاوضات إحياء الاتفاق النوويّ أمام طريق مسدود،  حيث  شدّد الجانب الأميركي؛ على أنها منفتحة على الاتفاق؛ في حال قدمت إيران ليونة في المواقف، وعدم دمج قضايا خارجية فيه.

وفي مؤتمر صحفي، في مكسيكو سيتي، أمس الثلاثاء، أشار وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إلى أن احتمالات التوصُّل إلى اتفاق في المستقبل القريب “لا تبدو جيدة”.

وقال للصحفيين؛ إن “إيران تبدو إما غير راغبة أو غير قادرة على فعل ما هو ضروري للتوصُّل إلى اتفاق، وهم يواصلون محاولة إدخال قضايا خارجية في المفاوضات؛ تجعل التوصُّل إلى اتفاق أقل احتمالاً.”

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس: “لقد قدّمنا تعليقات على آخر رد إيراني، والذي لم يضعنا في وضع يسمح لنا بإتمام الصفقة، في الواقع  كانت خطوة إلى الوراء من نواحٍ كثيرة”.

وشدّد خلال إحاطته الإعلامية، أمس الثلاثاء، على أنه “طالما تعتقد واشنطن؛ أن العودة المتبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة؛ ستكون في مصلحة الأمن القومي لأميركا، فهذا هدف دبلوماسي ستواصل السّعي لتحقيقه.”

وفي مطلع آب/ أغسطس، الفائت، قدّم الاتحاد الأوروبي؛ عبر مُنسّقه؛ جوزيب بوريل؛ مُقترحاً، وهو اقتراح استند إلى حدٍّ كبير إلى مسودة الاتفاقية التي تمّت مناقشتها والتفاوض بشأنها بشقّ الأنفُس على مدار عدّة أشهر في العاصمة النمساوية، فيينا.

وتبادلت إيران، والولايات المتحدة،  منذ ذلك الحين الردود على النقاط العالقة بوساطة أوروبية.

وتُلقي طهران بالمسؤولية على واشنطن، وتتحدّث عن ضغوط إسرائيلية؛ وخاصة بعد صدور بيان أوروبي ثلاثي؛ وضع إيران في دائرة اتهام عرقلة إحياء الاتفاق.

والسبت الفائت، أعربت كل من: ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا؛  في بيانٍ مشترك، عن إحباطها من مطلبٍ إيراني في محادثاتٍ لإحياء الاتفاق النوويّ المُبرم، عام 2015، يدعو لإغلاق الوكالة الدولية للطاقة الذريّة؛ التابعة للأمم المتحدة، تحقيقاً حول العثور على آثار يورانيوم في ثلاثة مواقع غير مُصرّحٍ بها.

وأكّد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره النيجيري، اليوم الأربعاء، إرادة إيران للتوصُّل إلى اتفاق “قوي ومُستديم”، في مفاوضات فيينا.

وأضاف، أنه يمكن التوصُّل إلى اتفاق “لو تحلّى الجانب الأميركي بالواقعية”.

وكان الاتفاق النوويّ؛ الذي أبرمته إدارة باراك أوباما، مع إيران، عام 2015، ألغى مجموعة من العقوبات الأميركية على إيران؛ مقابل قيود كبيرة على برنامجها النوويّ.

لكن في عام 2018، تخلّى الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن الصفقة، قائلاً إنها “ضعيفة وضيقة للغاية”، وأعاد فرض العقوبات مع إضافة عقوبات جديدة.

وبعد حوالي عام، بدأت إيران، في انتهاك شروط الصفقة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى مستويات عالية، وإغلاق الأبواب أمام المراقبين الدوليين.

ومع وصول بايدن؛ إلى الحُكم، سعى للانضمام مرة أخرى إلى الصفقة، على أنها وفقاً لرؤيته؛ لا تزال أفضل وسيلة لاحتواء التهديد النوويّ الإيراني.

إعداد وتحرير: هوزان زبير